أعلنت الإدارة الأميركية عن رغبتها في تطبيع علاقاتها مع الحكومة السودانية ورأت أن ذلك سيأخذ وقتاً طويلاً، داعيةً أطراف النزاع إلى وقف العنف وفتح حوار. ورأى القائم بأعمال سفارة واشنطنبالخرطوم جيري لانبير أن تطبيع العلاقات بين الطرفين يحتاج إلى وقت طويل. ودعا الحكومة السودانية إلى وقف الحرب في مناطق النزاعات في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ووقف انتهاكات حقوق الانسان. كما دعا كل الأطراف المتنازعة إلى الدخول في محادثات سلام جدية. ويُنتظر أن يصل المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان دونالد بوث إلى الخرطوم نهاية الشهر الجاري لإجراء محادثات مع المسؤولين. واستبق وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور زيارة المسؤول الأميركي بدعوة واشنطن إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن بلاده واصفاً إياها بغير المبررة. في غضون ذلك، أعلنت الأممالمتحدة أن 2500 شخص نزحوا من محافظة مليط في ولاية شمال دارفور إثر نزاع أهلي في المنطقة. وأسفر النزاع عن حرق 6 قرى. وأوضح تقرير دوري صدر عن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأممالمتحدة «اوتشا» أمس، أن النزاعات القبلية المسلحة أسفرت عن حرق قرى عين عدس وحلة حامد وحلة عبدالرحيم وحلة هشابة وحلة بامبي طيفا وحلة ابوجيرا، التي هجرها سكانها. وأشار التقرير إلى أن الأوضاع هادئة حالياً، بعد تشكيل الحكومة المحلية، لجنة لإنهاء النزاع. وأضاف أن السلطات اتخذت اجراءات لمنع انتقال وباء الكوليرا إلى السودان من مناطق جنوب السودان في أعقاب وفاة 40 شخصاً، فيما فتك ب270 شخصاً في الدولة الوليدة. وأوضح التقرير أن الحكومة السودانية عززت الاجراءات في 7 ولايات ذات مخاطر عالية وهي الخرطوم والنيل الأبيض وجنوب دارفور وشرق دارفور وغرب كردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق. ولفت التقرير إلى أن السلطات المحلية في منطقة ابيي المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا قيّدت حركة السكان إلى دولة جنوب السودان لمنع انتقال الوباء بعد وفاة 60 مواطناً من قبيلة دينكا نقوك بسببه هناك. على صعيد آخر، أصدر زعيم حركة التمرد في جنوب السودان رياك مشار قراراً بإعفاء مساعد رئيس هيئة أركانه الجنرال بيتر غديت، ونائب رئيس هيئة أركان العمليات الجنرال قارهوث قاركوث من دون توضيح الأسباب. ورجح مراقبون أن تكون تلك الخطوة ضمن إطار التمهيد لتوقيع اتفاق سلام بين مشار وحكومة الرئيس سلفاكير ميارديت الشهر المقبل، وهي خطوة يعارضها الجنرالان المعزولان. إلى ذلك، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن جيش جنوب السودان دهس مدنيين بالدبابات ونفذ اعتداءات جنسية جماعية إضافة إلى إحراق مواطنين أحياء. وذكرت المنظمة في تقرير أمس، أنها حصلت على تقرير يثير الصدمة بشأن فظائع ارتكبتها قوات حكومية في الحرب الجارية منذ 19 شهراً ويوثق «هجمات متعمدة على مدنيين» اعتبرتها المنظمة جرائم حرب، ووفق التقرير دهس جنود، مدنيين بالدبابات ثم عادوا وتأكدوا من موتهم.