توصل السودان وجنوب السودان إلى اتفاق لإنهاء التوتر الذي شهدته منطقة جودة الفخار الحدودية، إحدى المناطق الست المتنازع عليها بين البلدين، وأفلحت هذه الجهود خلال اليومين الماضيين في عدم اندلاع حرب جديدة بينهما وذلك بعد جلسة صلح مشتركة بين القيادة العسكرية في البلدين. وكانت قوة تابعة للجيش الشعبي لجنوب السودان اجتاحت منطقة جودة الفخار الواقعة في ولاية النيل الأبيض السودانية الثلاثاء الماضي وأغلقت المدارس والمرافق الصحية إلى جانب نهب سيارات المواطنين وتركيب لوحات حكومة جنوب السودان عليها، كما فرضت رسوماً على المواطنين بسداد 400 جنيه لكل فرد عبارة عن تكاليف الإقامة. ويتمحور الخلاف بين الدولتين حول مساحة لا تتعدى كيلومترين شمالاً وجنوباً. وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العقيد الصوارمي خالد سعد، إن الاتفاق جاء نتيجة لمحادثات جرت بين رئيس هيئة الاستخبارات والأمن السوداني، الفريق الركن صديق عامر حسن، ومدير استخبارات الجيش الشعبي، اللواء الركن ماج بول، من أجل تلافي المشكلات الحدودية التي حدثت بين الدولتين. وكشف عن عقد الطرفين اجتماعاً في المنطقة المتنازع عليها أسفر عن مباشرة الفريق الميداني المنبثق من اللجنة الأمنية المشتركة بين الدولتين لمهامه. وقال سعد إن الفريق الأمني المشترك تمكّن من أداء مهامه استناداً إلى الدعم اللوجيستي المقدم من جيشي الدولتين، مشيراً إلى أن هذه الفرق الميدانية ستستمر في زيارة مناطق التماس الحدودية بين الدولتين لتحقيق الاستقرار في كل المناطق. من جهة ثانية سمّى الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، السفير دونالد بوث مبعوثاً خاصاً للسودان ودولة الجنوب. وقال البيت الأبيض إن بوث ينضم إلى فريق السودان وجنوب السودان في وقت حرج ليعمل بشكل وثيق مع الاتحاد الإفريقي وشركاء واشنطن الدوليين، وأوضح أن المبعوث الذي يخلف سلفه بريستون ليمان سيواصل جهود الولاياتالمتحدة للضغط من أجل وضع نهاية سلمية ونهائية للنزاعات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق كجزء من حل شامل لحقوق الإنسان في السودان. وفي سياق متصل، تلقى وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، ليل الخميس، اتصالاً هاتفياً من نظيره الأمريكي، جون كيري، أبلغه فيه بقرار تعيين دونالد بوث. وبحسب وكالة الأنباء السودانية، أوضح كيري خلال الاتصال الهاتفي أن المهمة الأساسية للمبعوث الأمريكي الجديد تنحصر في المساعدة على حلحلة القضايا العالقة بين السودان ودولة الجنوب إلى جانب تحسين العلاقات الثنائية بين السودان والولاياتالمتحدة. من جانبه، عبّر كرتي عن أمله في أن ينصبّ تركيز المبعوث الجديد على إصلاح العلاقات الثنائية بين الخرطوموواشنطن والسعي لتحقيق قدر من التطبيع يفضي إلى وفاء الولاياتالمتحدة بالتزاماتها السابقة برفع اسم السودان من قائمة الحكومة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب وإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة من الولاياتالمتحدة على السودان.