على رغم تبني الكرملين ووزارة الخارجية الروسية لهجة قوية ضد الولاياتالمتحدة في قضية كشف نشاط"الجاسوس الأميركي"ريان فوغل الذي شغل منصب السكرتير الثالث في سفارة بلاده في موسكو، استبعد مسؤولون روس وأميركيون تعرض العلاقات بين البلدين لهزة قوية تؤثر في نيات التقارب بينهما"خصوصاً أن ملفات التجسس بينهما ليست ظاهرة جديدة، ويتجاوز الطرفان آثارها بسرعة". وكان لافتاً تجنب وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف التطرق إلى المسألة خلال اجتماعهما في السويد الثلثاء. وقال لافروف:"لم نتطرق إلى المسألة، لأننا اعتبرنا أن بحثها مجدداً سيكون أمراً فائضاً، بعدما نشرت وسائل الإعلام كل شيء عن الموضوع والذي فهمه الجميع". وناقض ذلك اعتبار بعضهم توقيت كشف نشاط"الجاسوس الأميركي"، الأسوأ للبلدين، في ظل خلافاتهما على ملفات ساخنة، وكونه يسبق لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك أوباما في إرلندا الشمالية الشهر المقبل. وصرح الناطق باسم الديوان الرئاسي ديميتري بيسكوف بأن"الكرملين تلقى بأسف نبأ فضيحة التجسس الجديدة التي لا تساهم في تعزيز الثقة بين روسياوالولاياتالمتحدة، والارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى نوعي جديد". وأشارت مصادر في الخارجية الروسية إلى أن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية، وجه"كلاماً حازماً"إلى السفير الأميركي مايكل ماكفول الذي أستدعِي لتوضيح ملابسات نشاط"الجاسوس"فوغل. وأكدت الخارجية في بيان أن"أدوات التجسس والأموال التي عثر عليها في حوزة الديبلوماسي الأميركي، لا تثبت فقط أنه جاسوس أجنبي اعتقل خلال أدائه عمله، بل تطرح أسئلة خطرة على الأميركيين". لكن صحيفة"كومرسانت"الروسية رجحت سعي فوغل الذي ضُبِط متلبساً لدى محاولته دفع مئة ألف دولار لرجل استخبارات روسي، إلى الحصول على معلومات استخباراتية عن الشقيقين المتحدرَين من الشيشان، تيمورلنك وجوهر تسارناييف، المتهمين بتنفيذ اعتداء بوسطن في 15 نيسان أبريل الماضي، على رغم تعهد أجهزة الأمن الروسية التعاون مع التحقيقات الأميركية. في واشنطن، شدد الناطق باسم الخارجية الأميركية باتريك فينتريل على أنه"لا يجوز استخلاص استنتاجات بعيدة المدى من حادثة واحدة"، مبدياً أمله بألا تؤثر قضية الجاسوس سلباً في العلاقات الثنائية". وزاد:"لدينا علاقات واسعة وعميقة مع الروس، ونواصل العمل الديبلوماسي".