في وقت تحاول إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما احتواء الضرر الداخلي الناتج عن مقتل زعيم «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية» الإمام الأميركي - اليمني الأصل أنور العولقي، والذي رأى فيه بعضهم «سابقة خطرة انتهكت حقوقه كمواطن أميركي»، كشفت واشنطن وجود «لائحة اغتيالات» لمتشددين في «القاعدة»، وأن الغارات الجوية التي تنفذها «محدودة» الرقعة والأهداف. وبرزت دعوة المرشح الى الانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الجمهوري رون بول الى تحقيق في الكونغرس في قانونية اغتيال العولقي بغارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار في اليمن الشهر الماضي، وتأكيده أن «استهداف مواطن من دون إدانته قضائياً، ومن دون إعطائه حق المرافعة أمام المحاكم الفيديرالية انتهك حقوقه الدستورية، ما يجعله سابقة خطرة في الحرب التي تشنها واشنطن على التنظيم». ولم يستبعد «استهداف صحافيين وإعلاميين» في مرحلة لاحقة إذا قرر البيت الأبيض أنهم يهددون أمن الولاياتالمتحدة. لكن البيت الأبيض أعلن أن الإطار القانوني للعملية في اليمن وفره الكونغرس عبر تشريعات أقرها بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، و»هي تنحصر في متشددين يهددون الولاياتالمتحدة، وتتطلب موافقة غالبية مطلقة من أعضاء لجنة قانونية تشرف على هذه العمليات». كما أكد البيت الأبيض أن القانون الدولي يقرّ هذا التحرك إذا كانت الدولة تدافع عن نفسها. في غضون ذلك، كشف مسؤولون أميركيون أن البيت الأبيض يملك «لائحة اغتيالات» تعدها لجنة سرية تضم مسؤولين بارزين في الإدارة، وتبلغ الرئيس قراراتها باعتباره يستطيع منع أي ضربة لاستهدافهم، وأن العولقي اعتُبِر «أول أميركي يدرج على هذه اللائحة». وفيما يؤكد البيت الأبيض أن «مقتل العولقي أثبت إصرار أوباما على التعامل مع المتشددين الذين يهددون الولاياتالمتحدة»، انتقدت مجموعات ليبرالية تنفيذ أوباما تكتيكات سمحت بها الإدارة السابقة للرئيس جورج بوش، رغم ان ديك تشيني نائب الرئيس السابق طالب أخيراً اوباما ب «الاعتذار» عن انتقاده إدارة بوش ومبرراتها القانونية السرية بعد 11 أيلول، واعتمادها تقويماً استخباراتياً لا يكشف عنه. كذلك، انتقد المحافظون رفض أوباما كشف الرأي القانوني لوزارة العدل الأميركية الذي أفادت تقارير بأنه «برر قتل العولقي». وكانت الإدارة أكدت بعد العملية انها استشارت محامين بينهم محامو وزارة العدل قبل ضم العولقي الى لائحة الاغتيالات، والذي حصل وفق قولها «بعدما تحول دوره من ملهم لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب عبر نشر خطابات تحريضية على الإنترنت، الى دور عملي من خلال مشاركته مباشرة في خطط مزعومة لضرب أهداف أميركية». وأمس، كتب ديفيد اغناشيوس في صحيفة «واشنطن بوست» أن «اللائحة محدودة»، وأن إدارة أوباما «تريد حصر الضربات الجوية من دون طيار في باكستان». ونقل عن مسؤول بارز لم يكشفه قوله: «لا نريد شن غارات في اليمن او الصومال لتفادي اثارة التطرف ومشاعر العداء لأميركا». على صعيد آخر، أكد المسؤولون الأميركيون ان مواطناً اميركيا آخر اسمه سمير خان، وهو رئيس تحرير مجلة «اينسباير» التي تصدرها «القاعدة» باللغة الإنكليزية وتنشرها على الانترنت من اجل الدعاية في الجزيرة العربية وتجنيد أعضاء لحسابها، قتل في الغارة ذاتها التي استهدفت العولقي. وأوضحوا ان خان لم يُدرج في لائحة الاغتيال ولم يستهدف في الغارة، لكنه وُجِدَ في المكان الخطأ والوقت غير المناسب.