باهتمام شديد تابعت التجارب العربية الثلاث الأخيرة السعودية مع إسبانيا وانتهت بفوز صعب للإسبان في اللحظة الأخيرة بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، ثم مباراة فرنسا مع تونس وانتهت بالتعادل بهدف لكل منهما وقبلها مباراة الجزائر المنتخب العربي الوحيد في كأس العالم وانتهت بفوز إيرلندا بثلاث أهداف من دون رد بسهولة بالغة. وبالطبع كانت هناك ملاحظات عدة أهمها على الإطلاق أن هناك منتخبات استوعبت درس الخروج من كأس العالم جيداً فعملت جاهدة على إعادة البناء من خلال عدد من اللاعبين الشباب وأيضاً الإعداد الجيد للمناسبات المقبلة لذلك جاء اداء المنتخب السعودي قوياً ومشرفاً على رغم الهزيمة في اللحظات الاخيرة من المباراة، إلا ان اداءه كان مقنعاً باستثناء اداء حارس المرمى الا ان المحصلة ان المدرب بيسيرو يسير في الاتجاه الصحيح وان المنتخب السعودي قادم بقوة من خلال المنافسات المقبلة. الأمر نفسه يكاد ينطبق على المنتخب التونسي والذي ودع مبكراً للغاية البطولة الافريقية فخرج من دورها الأول كما ودع في اللحظات الأخيرة تصفيات كأس العالم بخسارة سخيفة وغير مقبولة أمام منتخب من اضعف المنتخبات الأفريقية وهو المنتخب الموزمبيقي ليهدي بطاقة التأهل لمنتخب ضعيف للغاية وهو المنتخب النيجيري، والذي قدم أداء مملاً امام المنتخب الكولومبيي في تجربة خلت تماماً من الجماهير واللمحات الفنية ولولا أن كل فريق سجل هدفاً لما شعرنا ان هناك مباراة في كرة القدم، ولعل أهم ما شعرت به من خلال مباراة تونسوفرنسا ان المنتخب التونسي قادر على العودة من جديد وأن البنزرتي ورفاقه عرفوا تماماً نقاط الضعف، لذلك فهم عازمون على إعادة بناء الكرة التونسية كلها وإعادة الهيبة لهذا المنتخب ذي الشعبية الجيدة والاسم الشهير في نهائيات كأس العالم. نأتي الآن إلى المنتخب الجزائري وادائه الضعيف جداً أمام المنتخب الايرلندي وبالمناسبة لن اتوقف امام النتيجة فهي واردة في عالم الساحرة المستديرة ولكن اتوقف كثيراً امام الاداء الضعيف جداً للفريق، وأكاد أشعر أن صعود الجزائر لنهائيات كأس العالم قد أتى بثمار عكسية فبعد الفرحة والبهجة بالتأهل للجزائريين بدأت الحملات والاتهامات لسعدان ورفاقه فاستغنى الرجل عن بعضهم بل انه استجاب لحملات الصحافة في ضم واستبعاد بعض اللاعبين مما اثر بشدة في وحدة الفريق الجزائري، لذلك لم أر منه شيئاً يذكر بعد التأهل باستثناء فوز على كوت ديفوار في كأس الأمم الافريقية بأنجولا بثلاثة أهداف في مقابل هدفين لم يظهر الجزائريون في أي مناسبة سواء كانت ودية ام رسمية بمظهر يجعلنا نطمئن على الممثل العربي الوحيد في المونديال، بل انه أصيب بضربة موجعة إثر اصابة أحد أهم اللاعبين وهو مراد مغني ليتأكد غيابه عن المونديال وأخشى ما أخشاه ألا يغيب مراد فقط عن كأس العالم بل تغيب الانتصارات والعروض الجزائرية الطيبة كلها، فالمواشرات كلها لا تبشر بنتائج جيدة والهجوم الدائم على الشيخ سعدان أثر بالتاكيد في الرجل وتركيزه وبدلاً من أن يعمل الجميع على المساندة عملوا على هدم ما تبقى من الفريق العربي الوحيد في كأس العالم القادمة وما زالوا مستمرين في سياسة الهدم بل والإزالة بالكامل. [email protected] نشر في العدد: 17225 ت.م: 02-06-2010 ص: 31 ط: الرياض