أكتب قبل أن أعرف نتيجة منتخب مصر الوطني أمام المنتخب النيجيري في بطولة الأمم الأفريقية، وبالتأكيد كل أمنياتي لمنتخبنا الوطني بالفوز واجتياز عقبة المنتخب النيجيري القوي، ولكن دعونا نتكلم بصراحة فالموقف أصبح شائكاً في عالمنا العربي والنقد أصبح مرفوضاً، ولعل ما شاهدناه بالأمس من أداء مخيب للآمال من المنتخب الجزائري أمام المنتخب المالاوي الضعيف والهزائم القاسية بثلاثية نظيفة على رغم أن الترشيحات كلها كانت تصب في مصلحة الفريق الجزائري، إلا أننا فوجئنا بهذا المستوى الهزيل والذي لا يليق بفريق تأهل إلى نهائيات كأس العالم والممثل العربي الوحيد. ولعل ذلك يعود بنا إلى أهمية النقد والاستماع لصوت الإعلام في بعض الأحيان، فالنقاد في الجزائر هاجموا رابح سعدان بشراسة بسبب اختياره جنوبفرنسا مكاناً لإقامة المعسكر الإعدادي لكأس الأمم الافريقية واتهموه بأنه سيكون السبب الرئيسي لسوء أداء المنتخب الجزائري، وفاجأنا سعدان بعد الخسارة بتصريح أكد فيه أن الجو ودرجة الحرارة المرتفعة كانا من أسباب خسارة فريقه القاسية، وهو اعتراف ضمني بسوء اختياره معسكر الإعداد. ولعل هذا يجرنا إلى منتخبنا الوطني وأيضاً سوء إعداده قبل مباراة الجزائر في تصفيات كأس العالم واختياره دولة عمان والتي لم يكن يتناسب جوها على الإطلاق مع أجواء الجزائر في ذلك الوقت وكم كنت أتمنى أن نتجه جميعاً صوب المنتخب الوطني بكل ما أوتينا من قوة في تشجيعه والوقوف خلفه وأن نركز جميعاً على الجانب الفني بدلاً من محاولة إلقاء التهم على بعض العوامل الخارجية مثل الأمن والنظام وغيرها، وكأنها محاولة لتبرير نتائج يخشى منها المسؤولون في اتحاد الكرة، على رغم أن المؤشرات إيجابية تجاه منتخبنا الوطني، وعلى رغم أيضاً أن اللاعبين مصممون على رد اعتبارهم والتألق في البطولة لاستعادة هيبتهم التي فقدوا جزءاً منها بعدم الصعود لكأس العالم، لذلك أنصح السادة أعضاء الاتحاد بأن ينسوا المبررات والأعذار الواهية ويتفرغوا لمساندة المنتخب لتحقيق الحلم والفوز بالبطولة للمرة الثالثة على التوالي. وعلى رغم النداءات المستمرة من رجال الإعلام في مصر للجهاز الفني واتحاد الكرة بتغيير مكان الإعداد، إلا أنهم صمموا على عمان وكانت النتيجة هزيمة قاسية تسببت في خروج مصر من تصفيات كأس العالم، والآن يبقى السؤال الحائر دائماً لماذا يصمم بعض المدربين والمسؤولين في الاتحادات الكروية على رأيهم على رغم اعترافهم أحياناً بسوء الاختيار؟ ولماذا لا نعترف بالخطأ إلا بعد فوات الأوان؟ ولماذا فقط في عالمنا العربي نلوّح بأننا مسنودون وبأننا خارج إطار النقد وأنه لا يمكن لأحد أن يتكلم طالما أن الكبار يقفون خلفنا؟ وهي مقولة أرجو أن تنتهي فلا يوجد كبير سوى النتائج، ولا يوجد أحد يستطيع أن يمنع ناقداً أو إعلامياً من إبداء الرأي، فالكل يعمل في النهاية لمصلحة بلده. [email protected]