وجد علماء أن جزءاً من أدمغة الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة يعمل بطاقة أقل من تلك التي لأدمغة نظرائهم الذين يميلون إلى الاختلاط مع غيرهم في المجتمع، مشيرين إلى أنه من غير المعروف بعد ما إذا كانت العزلة الاجتماعية تجعل صاحب الدماغ، الذي يميل إلى العزلة، غير مأخوذ إلى المكاسب المادية والمعنوية عند الاختلاط بالآخرين. وذكر موقع"لايف ساينس"أنه على رغم أن هذه الدراسة اقتصرت على النساء، إذ شملت 23 طالبة في كلية أميركية، إلاّ أن العلماء يأملون بأنها ستزيد فهمهم لمشكلة الوحدة التي تعاني منها المجتمعات الحديثة التي تفتقر إلى التلاحم والترابط ما يزيد من خطر تعرض الناس للكثير من المشاكل الصحية. وأجري لهؤلاء الفتيات مسح الدماغ MRI خلال تأملهم صور أشخاص يستمتعون بأشياء يقومون بها من أجل معرفة من منهن تعاني العزلة أو تعيش حياة اجتماعية عادية كما طلب منهن الإجابة على أسئلة حول هذا الموضوع. وتبين من فحص ventral striatum وهو منطقة في الدماغ مسؤولة عن الشعور بالسعادة عند تلقي الهدايا أو الحصول على طعام أو مال مثلاً كانت أقل نشاطاً عند مجموعة الفتيات اللواتي كنّ يشعرن بالوحدة. وفي هذا السياق، قال الأستاذ في علم النفس جون كاسيوبو من جامعة شيكاغو إن واحداً من خمسة أميركيين يعاني الوحدة، مشيراً إلى أن هذه المشكلة تزداد حدة في المجتمعات المعاصرة، متوقعاً أن يصبح عدد الأميركيين الذين سيعيشون وحدهم حوالى 201 مليون نسمة، أي حوالى 10% من سكان الولاياتالمتحدة. وكان باحثون حذروا من أن الشعور بالوحدة يمكن أن يرفع ضغط الدم ويزيد الضغط النفسي وخطر الإصابة بالاكتئاب. وبحسب الدراسة، التي نوقشت في المؤتمر السنوي الأخير الذي عقدته"الجمعية الأميركية لتقدم العلوم"، فإن الوحدة مضرة للصحة تماماً كالتدخين والبدانة وهي تسبب الأرق وتعجّل بالخرف. وفي هذا السياق، قال جون كاسيوبو في مداخلة له خلال المؤتمر عن هذا الموضوع إن الوحدة ترفع مستويات هرمون"كورتيسول"ويمكن أن ترفع ضغط الدم إلى مستويات مرتفعة وخطرة جداً قد تؤدي إلى الإصابة بالنوبة القلبية أو الجلطة الدماغية. وفي سياق متصل قال باحثون في جامعة شيكاغو"اننا نعيش في عزلة ونتقدم في العمر ونتزوج في سن متأخرة ولدينا أطفال أقل، وكل هذه عوامل تزيد من حدة هذه المشكلة. نشر في العدد: 16758 ت.م: 20-02-2009 ص: الأخيرة ط: الرياض