عندما تنشأ الفتاة نشأة صالحة في بيئة سليمة الفكر والعقل والبدن، فإن خراج ذلك سيكون ثمرة أو شجرة طيبة وارفة لذلك المجتمع تأتي أكلها كل حين، ولبنة راسخة لتأسيس الجيل أو لأجيال متعاقبة لمجتمع يتمتع بالقوة والحصانة الكفيلة بمواجهة التيارات والموجات. تربية الفتاة تحتاج الى عناية ودقة متناهية تبدأ منذ وقت مبكر وقبل أن تولد وذلك من طريق حسن اختيار الأم الصالحة والعاقلة لتكون خير من يصنع المجتمع. هناك أسس عامة للتربية المجدية، ولكن الفتاة تحتاج الى أسلوب خاص في التعامل لاختلاف طبيعتها عن الذكور ومدى حاجتها الى عناية أكبر وحنان أوفر يتناسب مع فطرتها، فالفتاة تحتاج الى الحب والرعاية الفائقة منذ الطفولة، ولكل مرحلة لغة ومتطلبات ومهارات لا بد للوالدين من إدراكها تماماً، ففي الفترة ما بين الطفولة والمراهقة ومقتبل الشباب قد تكون فيها بعض المواقف والمحطات الحرجة مما يزيد من حاجتها لوالديها في شكل أكثر من أي مرحلة الى حين تجاوزها، مما يوفر لها حصانة ذاتية في البحث عن مصدر آخر يوفر لها تلك المتطلبات بصورة زائفة، وعندما تكبر وتنضج وتصبح مؤهلة لممارسة الأمومة وتحمل أعبائها، قد تكون اعتادت على نوع خاص من المعاملة وهو الذي تنتهجه غالباً مع أطفالها، وقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:"من كان له ابنتان وأحسن تربيتهما كانتا له حرزاً من النار"رواه أحمد، وعلى رغم أن العاطفة تشكل حيزاً كبيراً من تشكيل شخصية الفتاة، إلا أن حاجاتها لا تقتصر على ذلك فحسب، بل هي شخصية تتبلور وتتكون من محيطها ومن البيئة التي صنعتها، وكما صنعت ستصنع أجيالاً جديدة، لذلك يجب أن تخرج من نطاق الجهل، فثقافتها وفصاحتها وانطلاقها في التعبير تتيح لها الفرصة للشعور بالذات وتنمية الثقة بالنفس، إضافة الى أنه يجب ألا تكون مواهبها مجرد إبداعات مختزنة في داخلها، بل يجب أن تكتشف حتى تظهر وتنمو ليكون لها شأن مشرف في رفعة مجتمعها وأسرتها. انها اللبنة الأولى لصناعة الأجيال. أبرار بنت محمد السفاف الرياض - بريد إلكتروني