لا تخلو أسرة – تقريبا- من وجود مراهقة أو مراهقة ما أدى إلى تحول الكثير من بيوتنا إلى ساحة للعصبية والانفعال والتمرد ورفض سلطة الوالدين تحت مجموعة من المبررات. مع القين أن المرحلة مرحلة حرجة للغاية؛ لكن السؤال الهاجس: كيف نضبط سلوك المراهق أو المراهقة خلال هذه المرحلة لنصل إلى بر الأمان ونتجنب الكثير من المخاطر؟ «الرسالة» التقت شباب تجاوزا هذه مرحلة المراهقة ليقولوا قولهم، في مقابل بعض المهتمين بالجانب الأسري والنفسي لوضع روشتة «وقاية» كي تتجنب الأسر مخاطر هذه المرحلة وتجاوزها. يجب مراعاتنا بداية يرى الشاب مهند جميل بأنها بالفعل فترة خطرة جدا ويجب استغلالها بالشكل الأمثل ومراقبة تصرفات المراهق من قبل الأسرة والمدرسة دون إظهار انه تحت المراقبة مع إعطائه الحرية المعقولة المنضبطة والتي لا خوف منها، أو من استغلالها بشكل سلبي. أما صالح حمدان فيشير إلى أن هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها في هذا السن وهي عدم تجريح ما يقوم به المراهقون إذا كانت كان هناك ثمة خطأ نتيجة نقص الخبرة، كما يجب نصحهم وإرشادهم وبيان أنهم في سن مهمة للغاية وذلك لأن حالتهم النفسية متقلبة، كما يجب مراعاة اهتماماتهم وميولهم الخاصة طالما كانت مشروعة وفى حدود قيم المجتمع . وفي الطرف الأخر تشير إحدى الفتيات» لا ترغب بذكر اسمها»أن كثيرا من الأمهات لا يفهمن متطلبات هذه المرحلة للبنات ويتشددن في وضع القيود على المراهقات من باب الحيطة والحذر في وقت ترغب كل مراهقة بالاستقلال بشخصيتها، والتحرر من قيود أهلها قدر المستطاع، لشعورها بوجود فجوة عمرية وثقافية بينها وبين إلام أو الأب فهى لا تستطيع التحدث معهم بصراحة ويكون الحل في الحديث مع الصديقات ممن هن في عمرها. لذلك أنصح الآباء والأمهات بعدم حبس الفتاة في المنزل مقابل ترك الحرية الكاملة للولد، ومحاولة اصطحاب البنت عند التنزه وشراء بعض المستلزمات المنزلية. وتتفق إحدى الفتيات مع الأولى «لا ترغب في ذكر اسمها» بأن مرحلة المراهقة تحتاج إلى تفهم من الأسرة والمدرسة، وان البنت في هذه المرحلة لا تعجبها طريقة تفكير أمها على سبيل المثال فتضطر إلى الانفعال والجدال لإثبات أنها شخصية مستقلة، كما أن الجدال يشتد بينهما عند اختيار البنت لملابسها لكن في النهاية الأمر يرتبط بالتربية الصحيحة داخل المنزل. تحصين الجيل ومن جهته يرى الاكاديمى والمختص النفسي بمستشفى صامطة العام علي عشيري أنه في بداية الأمر يجب تحصين الجيل الجديد من الدخول إلى دائرة التمرد السلبي الذي تعاني منه بعض الأسر، في ظل الفهم المخالف للمنهج الإسلامي في التعامل مع هذه القضية، مشيرا إلى أن الآباء والأمهات يتحملون هذه المسؤولية، وهو ما يتطلب توعية الأبناء وتربيتهم على حب الوالدين، واحترامهم والاستماع إلى نصائحهم منذ الطفولة، وتحاشي التمرد عليهم. وبين عشيري أن المراهق في هذه المرحلة يكون في حالة متقلبة المزاج وذلك لعدة أسباب كونها مرحلة انتقال من الطفولة إلى النضج حيث يكون التغيير النفسي والجسدي ملحوظين، وأضاف :» نجد في هذه المرحلة نمو حجم الأعضاء واكتمال النضج الجسدي بالإضافة إلى التغيرات النفسية..وهذه التغيرات تختلف من مراهق لآخر لذا ينبغي إعانة المراهقين من الجنسين على تعلم الكثير عن أجسامهم خلال هذه الفترة الحرجة». ونوه بأن تربية الطفل وتعريفه بحقوق الوالدين وأدب التعامل معهما من الأسباب المساعدة على حل مشكلة التمرد، مشيرا إلى أن ظروف البيئة العائلية ولاسيما العلاقة بين الأبوين ومدى الاحترام المتبادل بينهما، له علاقة عضوية في سلوك المراهق. وأشار إلى أن مرحلة المراهقة هي مرحلة الإحساس بالغرور والقوة، والذاتية والانفصال عن الوالدين، لتكوين الوجود الشخصي المستقل، لذا ينشأ الرفض والتمرد السلبي كما ينشأ الرفض والتمرد الايجابي. وأوضح أن معالجة ظاهرة التمرد السلبي، تكون بالاهتمام بالتربية السليمة المبكرة وتوعية المراهقين على مشاكل المراهقة، وإبعاد المثيرات من الأجواء المحيطة بالمراهق. وأضاف:»الشاب والفتاة اللذان يتمتعان بمستوى من الوعي والثقافة يتفهمان الحوار والمشاكل ويتقبلان الحلول المعقولة من غير تمرد في حين يتصرف الشاب الهابط من ناحية الوعي والثقافة بعنجهية، وسوء تصرف». أسباب التوتر من جانبه أوضح الداعية محمد العيسى بأن هناك عدة أسباب لحدوث ذلك التوتر، و يأتي في المقام الأول منها العلاقة السيئة مع الأبوين إضافة لمحاولة تعبير عما في داخله، وقال :» يمكننا ضبط سن المراهقة لدى الشباب بعدة أمور من أهمها إعلام المراهق أنه ينتقل من مرحلة إلى أخرى، فهو يخرج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة جديدة، وكذلك بأنه كبر وأصبح مسئولا عن تصرفاته، وأنها تسمى مرحلة التكليف؛ لأن الإنسان يصبح محاسباً من قبل الله تعالى، لأنه وصل إلى النضج العقلي والنفسي الذي يجعله قادراً على تحمل نتيجة أفعاله واختياراته، وكذلك التفهم الكامل لما يعاني منه المراهق من قلق وعصبية وتمرد، وامتصاص غضبه؛ لأنها مرحلة الإحساس المرهف، مما يجعل المراهق شخصاً سهل الاستثارة والغضب، ولذلك على الأهل بث الأمان والاطمئنان في نفس أبنائهم المراهقين مع إشاعة روح الشورى في الأسرة، لأن تطبيقها يجعل المراهق يدرك أن هناك رأياً ورأياً آخر معتبراً لا بد أن يحترم.