التصاق الأخت الصغرى بشقيقتها الكبرى أو العكس أمر يدل على وجود بعض الحاجات النفسية التي تجول بنفسية الأشقاء، فعادة ما تشعر الفتاة المراهقة بمشاعر الأمومة تجاه أختها فتجد متعتها في معاملتها كدمية من حيث اللعب والعناية والاهتمام وربما السيطرة أيضاً. وقيام الفتاة المراهقة بمعاملة أختها على هذا النحو يجعل الأخت الصغرى تتعلق بها وتحاول تقليدها والتشبه بها سواء في حديثها أو تصرفاتها، وهنا تصبح الفتاة هي القدوة والمثل الأعلى دون أن تدري. ونظراً لأن اهتمام المراهقة بأختها يشبع حاجة نفسية لديها لذلك ما تكون حريصة على هذه المعاملة وقت فراغها، في حين أن الأخت الصغرى تجد أن من حقها متابعة أختها لتستزيد من خبراتها وعنايتها. ولأن الفتاة المراهقة لا ترغب في قيد حريتها فمن الممكن أن تعمد إلى نهر أختها أو إظهار نوع من القسوة تجاهها ما يؤدي عند الأخت الصغرى وإصرارها على موقفها وبالتالي إثارة المشاكل، فإذا كنت تواجهين نفس المشكلة فإنه من المهم أن تعرفي بعض النصائح المهمة للتعاطي بحكمة مع هذه المسألة: في البداية يجب تفهُّم سلوك الأخت الصغرى وأن التصاقها بك ما هو إلا رغبة منها في التقرب وكسب الثقة، لذا يجب ألا تسخري من أسلوبها في التعبير عن حبها وإعجابها وإلا أصبحت أكثر عنداً واستفزازاً. وعليك أن تعلمي أن التصاق أختك الصغيرة بك بدافع الحب لذا يجب أن تستغلي هذه الفرصة وتسدي إليها النصح فضلاً عن مساعدتها في تنمية بعض مهاراتها من خلال تحقيق مبدأ الثواب والعقاب، وليكن الثواب معنوياً كاصطحابك لها في رحلة مع أصدقائك أو تقديم هدية محببة لها أما العقاب فمن الممكن أن يكون عن طريق حرمانها من بعض الأنشطة أو الحلويات أو ما تفضل القيام به وتجنب السخرية والاستهزاء بآرائها. ومن المهم أن تعرفي أن الأخت الصغرى تشعر بالغيرة على أختها الكبرى عندما تتجاهلها أو تنشغل عنها بصديقاتها مما يؤدي إلى قيامها ببعض السلوكيات العدائية في بعض الأحيان، لذا يجب أن تشعر الفتاة المراهقة أختها أن لها أولوية على ما عداها فعادة ما تخشى الفتاة المراهقة مشاركة أختها الصغرى جلسات صديقاتها حتى لا تفشي أسرارها أو أسرار صديقاتها، لذلك من المفضل منح مساحة من الثقة للأخت الصغرى كنوع من التودد إليها وإظهار العطف والمحبة نحوها. ويجب أن تعلميها مبدأ احترام الخصوصية فشعورك بأنك تحت الميكروسكوب دوماً أمر يزعجك كثيراً وقد يكون سبباً في الكثير من المشاكل بينكما؛ لذا عليك أن تضعي حداً فاصلاً لأختك الصغيرة يجعلها تحترم خصوصيتك وإتاحة الفرصة أمامها لتكوين شخصية أكثر انسجاماً وتوافقاً مع متطلبات الحياة.