مرحلة المراهقة هي مرحلة العبور الصعب إذ أنها الاقتراب من النضج الجسدي، العقلي، النفسي والاجتماعي، ولكنها لا تصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة، أن المراهقة فترة طويلة من الزمن وليست مجرد حالة عارضة زائلة في حياة الإنسان فهي مرحلة انتقال تدريجي ومستمر يصبح فيها المراهق رجلاً والمراهقة امرأة، وكيفية هذا الانتقال تختلف من فرد لآخر ومن بيئة لأخرى. والمراهقة أنواع، فهناك مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات، وهناك مراهقة انسحابية حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة ومن مجتمع الأقران ويفضل الانفراد بنفسه حيث يتأمل ذاته ومشكلاته، وهناك مراهقة عدوانية حيث يتسم سلوك المراهق بها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس. إن أبرز المشاكل التي تظهر في مرحلة المراهقة هي الاضطرابات السلوكية التي تفاجئ الأهل كالكذب، العدوانية والتمرد على الأهل والثورة الدائمة، وكذلك الانحرافات الجنسية نتيجة لنضج الغدد الجنسية واكتمال وظائفها، وحالة الضياع التي تشعر بها المراهقة لانتقالها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج فهي لم تعد الطفلة الصغيرة وبنفس الوقت لم تكتمل أنوثتها بعد، وحالة القلق والرهبة التي تصيب المراهقة حين تلاحظ التغيرات الجسمية الهائلة التي تحدث في الجسم (أول دورة من دورات الطمث) وخاصة عند عدم تهيئتها مسبقاً لمثل هذه التغيرات، والميل إلى التقليد الأعمى وإلى البدع والموضات الجديدة، والغرق في الخيالات وفي أحلام اليقظة التي تستغرق وقتها وجهدها وتبعدها عن عالم الواقع، والتدخين أو استخدام الحبوب المنشطة عند بعض المراهقات. ما هو الحل؟.. إن الوالدين يعملان في فريق واحد لتحقيق هدف مشترك وهو تخطي مرحلة المراهقة التي تمر بها ابنتهما بكل نجاح، لذلك سيكون هناك حلول متنوعة لتحقيق هذا الهدف: من الناحية التربوية ينبغي أن تلم المراهقة بالحقائق الجنسية والتغيرات الجسدية والهرمونية، ولتكن الأم هي المعلمة الأولى، حيث أن معرفة هذه الأمور من مصادر أخرى قد تعرضها لأن تكون فريسة للجهل والضياع والإغراء، ويجب أن ينظر الكبار للتغيرات الجسدية التي تحدث للفتاة في هذه المرحلة على أنها أمور طبيعية، وأن تعليقاتهم غير الواعية على مظاهر النمو هذه ينتج عنه ميل الفتاة للانطواء أو الانسحاب، وتشجيع الفتاة على الحوار والمناقشة لحل المشاكل التي تواجهها، وتميل المراهقة إلى قراءة القصص الرومانسية والروايات البوليسية وقصص العنف والإجرام فيجب استغلال نزعة حب القراءة وارشادها في اختيار المواد المفيدة للقراءة، ويجب تشجيع النشاط الترويحي الموجه (الخياطة، تعلم الكمبيوتر....الخ ) والقيام بالرحلات، النشاط الرياضي، الاجتماعي والثقافي من أجل تنمية القدرة على البحث والمعرفة. ويجب العناية بغذاء المراهقة، فالفتاة تحتاج إلى أطعمه البناء في هذه المرحلة مثل البروتينيات (اللحم ،البيض، اللبن، الأسماك، البقول الجافة)، وعليها تجنب الأطعمة التي تؤدي إلى السمنة مثل الوجبات السريعة والحلويات، والمواظبة على العادات الغذائية الصحية مثل الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات الطازجة مما يساعد في تجنب الإمساك، وتعليم آداب الطعام. إن الاضطرابات ما قبل الدورة هي عبارة عن مجموعة من الأعراض تبدأ قبل الدورة الشهرية بحوالي أسبوع إلى أسبوعين وتختفي مع بدء نزول الدم أو بعده بقليل، وهناك نظريات كثيرة لأسباب حدوث الاضطراب غالبا تكون تغيرات هرمونية بسبب الإباضة وهي مرحلة طبيعية تمر فيها كل فتاة من بداية حدوث الدورة الشهرية حتى تصل إلى سن الانطلاق. وتكون الأعراض على شكل آلام في الثديين، وانتفاخ في البطن، اضطرابات في المزاج (اكتئاب، عصبية زائدة وتوتر)، ارق أو رغبة في النوم، صعوبة في التركيز، صداع وتعب عام. إن معاجة هذه الحالة تكمن في بعض الخطوات التي من أهمها الرياضة، فإن ممارسة التمارين بانتظام وخاصة في الأيام السابقة للدورة الشهرية يمكن أن يخفف من الأعراض، ومن الخطوات المهمة أيضاً، العلاج النفسي، فإن تفهم الأهل للوضع النفسي الذي تمر به الفتاة يساعد على تخطيها هذه المرحلة، واستعمال دواء مسكن خفيف المفعول، كذلك يمكن استخدام أسلوب التدفئة الموضعية لمكان التقلصات مثل وضع كمادات دافئة على مكان الألم أو أخذ حمام دافئ لتخفيف الألم، وممارسة الأنشطة أثناء تقلصات الدورة الشهرية، ولكن يجب ألا تتوقف الفتاة عن الذهاب إلى المدرسة أو ممارسة باقي الأنشطة اليومية أو الاجتماعية بسبب التقلصات لأنها ليست حالة مرضية، إلا في حالات خاصة يحددها الطبيب المختص. * قسم التثقيف الصحي