يفتتح الفنان لطفي بوشناق الدورة الثالثة للمهرجان الرمضاني "موسيقات" الذي يقيمه مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بدءاً من اليوم، في ضاحية سيدي بوسعيد احدى أجمل ضواحي العاصمة التونسية. ويستمر المهرجان الذي يُقام في"قصر النجمة الزهراء"، وهو قصر تاريخي بناه البارون الألماني ديرلنجي، إلى العشرين من الشهر الجاري. وسيكرم المهرجان المخرج المصري الراحل يوسف شاهين بعرض عدد من أفلامه في سهرة خاصة. كما سيكرّم فقيد الشعر العربي الفلسطيني محمود درويش من خلال عرض ستقدمه مجموعة"أجراس"لعادل بوعلاق. وقال مدير المهرجان مراد الصقلي في لقاء مع الصحافيين، إن برنامج المهرجان يشتمل على 13 عرضاً من 13 بلداً مختلفاً. ويتميز بتركيزه على الموسيقى التقليدية التي تعتمد اللهجات المحلية، مع الانفتاح على أنواع موسيقية تنبع من ثقافات بلدان البحر المتوسط وآسيا وأميركا اللاتينية. "منارات"هو عنوان سهرة الافتتاح من فئة الموسيقى الصوفية، وهو مقتبس من الموسيقى الطُرقية ويغني بوشناق خلاله مع عشرين منشداً من تونس باللهجة المحلية. وهو عرض حصري لن يتكرر في مهرجانات أخرى. وتشارك في المهرجان أيضاً، فرق موسيقية من البرازيلوالصينوماليوأفغانستان وأرمينيا وتركيا، ما يدلّ على نجاح تجربة"موسيقات"بعد انطلاقتها الخفرة قبل سنتين. ويُتابع الجمهور عرضاً للعازف المشهور سليم سيزلار يقدم خلاله ألواناً من الموسيقى الغجرية التركية، وعزفاً على آلة الفلوت الرومانية من هوريا كريشان وباقة من موسيقى الشور البرازيلية مع ريكودو باندوليم ومجموعة سورو ليفري التي تقدم صيغة معاصرة للموسيقى التقليدية البرازيلية، وعازفين على آلة الكورا من بلجيكا وألواناً من موسيقى الطبوع الصوفية المغربية مركزها في طنجة مع مجموعة"الششتري"للأذكار والسماع وموسيقى صقلية التقليدية مع مجموعة"لاوتاري"وموسيقى الباسك في اسبانيا مع توماس سان سيغوال، ومجموعة"التنين"التي تعكس نماذج من الموسيقى التقليدية في مقاطعات مختلفة من الصين، وبالاكي سيسوكو وهو أحد رموز الجيل الجديد من العازفين على آلة الكورا في مالي، إضافة إلى تداثي بينات أشياري من فرنسا. ومن أفغانستان يأتي خمسة عازفين لتقديم عزف منفرد على الطبلة والربابة والتولا وهي آلة نفخية. أما سهرة الختام فتُخصص للفنان الإيراني المعروف شهرام ناظري الذي يُقدم ألواناً من الأغاني التقليدية الفارسية. ولوحظ أن المهرجان يُتيح لجمهوره التعرف على آلات موسيقية غير مألوفة أسوة بالكورا والبان فلوت والتخالابارتا والقيثارة السباعية الأوتار والأزهو والبيبا والدودوك. ورأى الصقلي أن"موسيقات"يتكامل مع مهرجان المدينة الذي يقام سنوياً في شهر رمضان ويستثمر الأماكن التاريخية في مدينة تونس من خانات وقصور وبيوت قديمة، لإضفاء طابع تراثي على العروض الموسيقية التي تستمر طوال شهر الصوم.