أن تغيب جائزة أفضل مذيع أو مذيعة عن جوائز حفلة الپ"موريكس دور" لهذا العام، ويستعاض عنها بتكريم الإعلامي جورج قرداحي، أمر يحيلنا الى السؤال: هل أفِل زمن المذيع الظاهرة؟ وهل صار جورج قرداحي آخر الفرسان في مجال التقديم التلفزيوني بعدما حقق نجومية ساحقة قبل ثماني سنوات حين أطل عبر برنامج"من سيربح المليون"على شاشة"أم بي سي"، فسَدَّ بالتالي الطريق امام اي وافد جديد؟ على رغم الفضائيات المتوالدة كالفطر في سماء العالم العربي خلال العقد الأخير، يمكن القول ان هذه الشاشات لم تقدم اسماً واحداً استطاع ان ينافس بنجوميته نجومية قرداحي ويضاهيه لناحية الكاريزما أو القبول عند الجماهير العريضة. ولعل ما ساعد صاحب"من سيربح المليون"في الحفاظ على موقعه، على رغم الفشل الذي حققه حين انتقل الى برنامج آخر "افتح قلبك"، هو تغير الموضة على الشاشات. فبعدما فازت برامج الألعاب بداية الألفية الجديدة بالضربة القاضية على المسلسلات المكسيكية المدبلجة التي شكلت ظاهرة في التسعينات حين دخلت سماءنا مع"ال بي سي"، راحت غالبية الفضائيات تبحث عن برنامج ينافس برنامج قرداحي على شاشة"ام بي سي". حتى ان مارسيل غانم"سيد الحوار السياسي"في لبنان فكر ان يجرب حظه على شاشة"ال بي سي"في برنامج ألعاب لاقى فشلاً غير متوقع، فما كان من مارسيل الا ان عاد الى قواعده. "المستقبل"كانت أكثر حظاً حين اختارت ريتا خوري لبرنامج"الحلقة الأضعف"، وبوب ابو جودة في برنامج"الفخ". ولكن إذا كان عبور أبو جودة متقطعاً وسريعاً، نجحت ريتا في تقمص دور المرأة الحديد، وحقق البرنامج نجاحاً كبيراً... ولكن كما في السينما، لا يستسيغ الجمهور الأدوار الشريرة، فسقطت ريتا في فخ الشخصية المرسومة لها، وظل قرداحي متربعاً على العرش. بعدها انطفأت موجة برامج الألعاب، وبدأ عصر جديد في سماء التلفزيون العربي: عصر تلفزيون الواقع مع"ال بي سي"وبرنامج"ستار أكاديمي". وهنا، أيضاً كان الحظ من نصيب نجومية قرداحي في تفردها. ففي برامج كهذه تمّحي شخصية المذيع امام مفهوم البرنامج الذي يقوم أولاً وأخيراً على ملاحقة خطوات المشتركين 24 ساعة على 24. وبهذا انقلبت الأدوار: لم يعد المذيع سوى إكسسوار بعد ان كان المحرك في برامج الألعاب... بالتالي، ظل قرداحي الاسم الأول الذي يخطر في البال عند السؤال عن افضل مذيع عربي على رغم صعود نجم برنامج منوعات من هنا وآخر من هناك. اليوم، مع موجة المسلسلات التركية المدبلجة التي بدأتها"ام بي سي"، سيكون صعباً ان يخرج مذيع ظاهرة، بما ان الأضواء مسلطة كلها على هذه المسلسلات التي أدمنها الجمهور العربي، والتي سرعان ما بدأت الحكايات تنسج من حولها، مثل تطليق أحدهم زوجته لإعجابها بالبطل التركي! وما لا شك فيه، ان هذه الموجة ستدوم فترة لا بأس بها، طالما ان مقومات النجاح متوافرة لها، سواء على صعيد الدبلجة باللهجة السورية، أم على صعيد قصص الحب والانتقام.وفي ظل مثل هذا الوضع، يمكن للمرء ان يفهم كيف ان جوائز الپ"موريكس"، عجزت عن العثور على نجم تلفزيوني تكرمه، فعادت الى الفارس العتيق عندما لم تجد سواه في الميدان.