بعد الجدل الذي أحدثته التصريحات التي أطلقها المذيع اللبناني جورج قرداحي حول الأزمة السورية الراهنة، التي وصفها ب«المؤامرة» والتي نشرت «الحياة» الأسبوع الماضي تقريرين عنه أصدرت مجموعة «إم بي سي» قراراً يقضي بمنع عرض برنامجه «أنت تستاهل»، وهو العمل الذي كان من المفترض أن يعرض خلال الدورة البرامجية التي تعقب شهر رمضان المبارك وتنطلق أولى حلقاته في العاشر من أيلول (سبتمبر). إذ أكد مدير العلاقات العامة والمتحدث باسم مجموعة «إم بي سي» مازن حايك بأن المجموعة أصدرت قرارها من أعلى مستوى تعاطفاً مع مشاعر الشعب السوري، وعلى رغم أن البرامج يعيش مراحل تصويره الأخيرة إلا أن حايك أصر على أن البرنامج أمام خيارين اليوم، «لن يعرض البرنامج بتقديم جورج قرداحي تعاطفاً مع مشاعر الشعب السوري، فإما أن يتم إلغاؤه أو أننا سنقوم بعرضه بحلة جديدة وبمقدم مختلف»، لكن قرار تغيير حلة البرنامج لم يتخذ حتى اليوم ما يعني بأن البرنامج لن يعود على الأقل في الأيام القليلة المقبلة. وكان إعلاميون ومدونون أطلقوا حملة مطالبات واسعة للشيخ الوليد آل إبراهيم مالك مجموعة «إم بي سي» طالبوه من خلالها بوقف التعاون مع قرادحي مراعاة لمشاعر أهالي الشهداء السوريين، خصوصاً وأن الإعلامي اللبناني أكد في أكثر من ظهور إعلامي بأن ما يحدث في سورية لا يتعدى كونه مؤامرة مضيفاً: «سورية ما بتستاهل اللي عم تعملوه فيها، حلوا عنها واتركوها». هذه التصريحات وغيرها هبطت بشعبية قرداحي إلى درجة كبيرة، ما جعله عرضة لانتقاد مثقفين وكتاب عرب وألغاه من خريطة المعارضة الشعبية السورية، كما أن ظهوره في برنامج «أنت تستاهل» يشكل تناقضاً مستغرباً خصوصاً وأنه كمقدم يحاول تسليط الضوء على قضايا شخصية كمعاناة مريض في مستشفى على رغم أنه خارج إطار البرنامج يتجاهل معاناة شعب كامل يواجه القمع والتعذيب والقتل، وهو الموقف الذي يخالفه فيه الشارع العربي والإجماع العالمي ولم يوافقه فيه سوى جهات قليلة في حزب الله وإيران. لكن هجوم قرداحي لم يقتصر على الشعوب أو الحكومات إذ طال الفضائيات التي وصفها ب«الساعية للنيل من سورية» التي تأتي من ضمنها قناة العربية التي تملكها ذات المجموعة التي يعمل لها كونها خصصت ساعات طويلة لتغطية الأحداث السورية مثل هذا الهجوم اعتبر تنكراً واضحاً للإعلام السعودي الذي أسهم في بروز الإعلامي اللبناني وإيصاله للمشاهدين من خلال «إم بي سي» ليرد قرداحي هذا الجميل بالنكران. ويبدو أن عودة قرداحي الإعلامية ستكون صعبة في السنوات المقبلة، خصوصاً أنه نال شهرته بعد تجربته في تقديم برنامج «من سيربح المليون» على شاشة «إم بي سي» في حين فشلت تجربته مع شقيقتها الفضائية اللبنانية «إل بي سي» في برنامج «إفتح قلبك» التي لم تجد قبولاً ليعود مرة أخرى إلى «إم بي سي» و«من سيربح المليون».