ان يقترن اسم إعلامي ما ببرنامج تلفزيوني محدد، دليل نجاح وسقوط في آن. نجاح لأن البرنامج استطاع ان يترك أثراً في ذهن الجماهير العريضة. وسقوط عند أي محاولة للخروج من عباءة هذا النجاح. نقول هذا وفي البال اسماء كثيرة: زاهي وهبي و"خليك بالبيت"، مارسيل غانم و"كلام الناس"، جورج قرداحي و"من سيربح المليون"... وثلاثتهم اسماء كبيرة في فضاء الإعلام العربي، تعيش أسر البرنامج الأول. والدليل الضريبة الباهظة التي يدفعونها عند أي محاولة لفك الأسر: صاحب"خليك بالبيت"تخلى عن برنامجه هذا لمصلحة"احلى الناس"، ثم عاد اليه ولو قسراً. وصاحب"البرنامج السياسي الاول في لبنان""كلام الناس" اتجه لفترة ناحية برامج الألعاب من خلال برنامج greed قبل ان يخفق ويعود أدراجه. اما جورج قرداحي فيبدو الأكثر اصراراً بين الثلاثة على خوض معركة الحرية. فبعدما تخلى عن"من سيربح المليون"لمصلحة"افتح قلبك"و"التحدي"، ثم عاد إليه مجدداً، ها هو يهجره مرة أخرى، لكنه لا يبتعد كثيراً، إذ يعلن اليوم في مؤتمر صحافي في دبي عن برنامج ألعاب جديد بعنوان"القوة العاشرة". وكأن قدر قرداحي ان يبقى أسيراً. فإذا نجح في فك أسر برنامج"من سيربح المليون"، فإن برامج الألعاب واقفة له بالمرصاد. ولكن هل حقاً يريد قرداحي أن يمضي حياته كلها يوزع الجوائز ويطرح الاسئلة ام ان طموحاته تتجه به حين يخلو الى نفسه ناحية ما هو أكثر من هذه البرامج؟ من يعرف قرداحي يعرف جيداً ان قدراته لا تقف عند حدود برامج الألعاب. من هنا قد تكون تجربته الجديدة مطية للوصول الى تجارب اكثر تماساً مع شخصيته، فإن استطاع من خلال"القوة العاشرة"ان يزيح - ولو بعض الشيء - عن كاهله التركة الثقيلة التي حمّله إياها"من سيربح المليون"، فإن فرصة الخروج من عباءة برامج الألعاب لن تكون مستحيلة. صحيح لم تبخل شاشة"ام بي سي"- المعروفة بسخائها من اجل نوعية مميزة من البرامج - في توفير كل مقومات النجاح لهذا البرنامج. من اسم قرداحي الى الاستوديو الضخم الى الحملة الإعلانية التي ترافق اطلاقه... ولكن على رغم كل الرهانات على هذا البرنامج، تبقى الخشية من ان يعود قرداحي ويستعير، كما فعل حين عاد الى"من سيربح المليون"بعد غياب، بيت أبي تمام: وما الحب الا للحبيب الأول...