عبّر ثمانون في المئة من الناخبين في منطقة تاريخا البوليفية عن تأييدهم منحها حكماً ذاتياً في الاستفتاء الذي أجري اول من امس، ووصفته حكومة الرئيس ايفو موراليس الاشتراكية بأنه"غير شرعي". وأكدت كل شبكات التلفزيون ان نسبة مؤيدي منح المنطقة حكماً ذاتياً بلغت نحو ثمانين في المئة. وأكد حاكم منطقة تاريخا ماريو كوسيو لمؤيديه في احدى ساحات المدينة ان الحكم الذاتي لن يقتصر على هذه المنطقة وسيمتد قريباً الى سائر انحاء البلاد. واحتفل الناشطون المؤيدون للحكم الذاتي ليل الاحد - الاثنين في الساحة التي غطتها أعلام حمر وبيض. وانتهى الاستفتاء مساء الاحد بهدوء مع ان بعض مراكز الاقتراع لم تتمكن من العمل، بحسب ما ذكر رئيس المحكمة الانتخابية للمنطقة ماريو غوزمان. وأكدت الصحف المحلية ان مراكز الاقتراع في بلدتي ياكويبا وبيرميخو شرق المنطقة لم تفتح بسبب"نقص الامن". وأقام مئتان من انصار ايفو موراليس وأعضاء في حركة المشردين الاحد، حاجزاً من جذوع الاشجار والحجارة على الطريق الشمالية المؤدية الى بوتوسي ولاباز. وعلى بعد مئات الامتار، أقام حوالى اربعين شاباً تتراوح اعمارهم بين 18 و25 سنة ينتمون الى اتحاد الشبان الاستقلاليين، حاجزاً في بيني المنطقة المؤيدة للحكم الذاتي. وتاريخا الواقعة في جنوببوليفيا والبالغ عدد سكانها 400 الف نسمة، منطقة زراعية تنتشر فيها الكروم وتحتوي على 85 في المئة من احتياطي الغاز البوليفي وهي تمثل 13 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي البوليفي. وهذه رابع منطقة"متمردة"بحسب توصيف السلطات، تنظم استفتاء لم تعترف به حكومة لاباز اليسارية حول الحكم الذاتي. ونظمت استفتاءات في سانتا كروز التي تعتبر المحرك الاقتصادي لبوليفيا وفي باندو وبيني شمال في الامازون انتهت بالتصويت بكثافة للحكم الذاتي الاداري والمالي لهذه المناطق. ويأتي ذلك في وقت تشهد بوليفيا، ازمة سياسية واجتماعية خطرة. فالحوار متوقف تماماً منذ اشهر بين حكومة موراليس اول رئيس من السكان المحليين في بوليفيا، والمعارضة اليمينية المتحالفة مع حكام المناطق الاستقلالية الاربع. ودعا موراليس الى استفتاء وطني في 10 آب اغسطس المقبل، يطرح فيه ولايته الرئاسية وولايات نائب الرئيس وحكام المناطق التسع الذين يعارض ستة منهم سياسته، ساعياً بذلك الى ايجاد مخرج من الازمة.