في وسع نتائج استفتاء 4 ايار مايو تغيير الحياة السياسية البوليفية تغييراً عميقاً، فتقوي السلطة أو المعارضة أو تضعف هذه أو تلك. وعلى رغم شخوص الأنظار الى سانتا كروز، فالحياة ماضية دأبها غداة التاريخ العتيد هذا. فمعارضو الرئيس إيفو موراليس في المنطقة هذه يرغبون في انتزاع مزيد من الاستقلال بإزاء العاصمة السياسية، لاباز. ومنذ أسابيع، يخيم على الخلافات الحلية جو متوتر، وتتعاظم حدة النزاع مع اقتراب موعد الاستفتاء. ويجهر ديفيد شوكيهوانكا، وزير الخارجية، توقعه اندلاع أزمة خطيرة إذا مضت سانتا كروز على الاستفتاء. وهو ندد بموقف الليبراليين من حكومة إيفو موراليس. وذهب الى أن إجراء مثل هذا الاستفتاء ينطوي على احتمال مجابهة بين سكان سانتا كروز، بين البوليفيين، بين الأخوة، وهو مؤامرة فعلية على سلطة انتخبت انتخاباً ديموقراطياً. ودعا وزير الخارجية الولاياتالمتحدة الى إدانة الاستفتاء الانفصالي والاستقلالي هذا، وإلى إعلان رفضه مساندة عملية انتخابية تحصل خارج الإطار القانوني. فالاستفتاء هذا، وهو الأول من ثلاثة في محافظات باندو وبيني في شمال البلاد وثارييا في جنوبها، تخطى حدود بوليفيا الى بلدان أميركا اللاتينية الأخرى. وبعض البوليفيين يتهم موراليس بتلقي أوامره من كراكاس جراء انضوائه تحت لواء منظمة"ألبا"أو"البديل البوليفاري للأميركيتين"، ويضم فنزويلاوبوليفيا وكوبا ونيكاراغوا التي دعا هوغو تشافيز الى إنشائها. وغداة اللقاء هذا، وهو ندد بخطط نشر الاضطراب ومحاولات الانفصال، رأى رئيس مجلس الشيوخ البوليفي أن الطريقة التي استدعى فيها الرئيس تشافيز إيفو موراليس على نحو استدعائه أحد مرؤوسيه، مخجلة. وتقترح منظمة الدول الأميركية وساطتها، وتأمل إشراك المتنازعين الإقليميين في حوار ترعاه. ولكن الحل مصدره البوليفيون. والأرجح ألا تتجاوز الخلافات والمشاحنات عتبة الخطب وتبادلها. فنحن اليوم على قدر من الذكاء يحملنا على ألا نغرق في مجابهات عبثية لا طائل منها. والجلبة هذه لا تعود على البلد بما ينفعه. عن "لاراذون" البوليفية ، 29/4/2008