أسبوع حافل بالموسيقى بدأ في عمّان مع المؤلف وعازف البيانو الأردني زيد ديراني في استعراض موسيقي ضخم، تحت عنوان"ليلة واحدة في الأردن"، تبعه الانطلاق الرسمي لفعاليات احتفالية"عيد الموسيقى"العالمي مع هاني متواسي. مشهد موسيقي جمع نحو خمسة آلاف مشاهد في المدرج الروماني وسط البلد، لحضور حفلة موسيقية مجانية لزيد ديراني برفقة"أوركسترا لندن"الفيلهارمونية الملكية، وجوقة"أصوات لندن"، برعاية الأميرة هيا بنت الحسين زوجة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. عزف زيد مقطوعات معظمها من تأليفه، تجلت فيها اتجاهاته الموسيقية التي شابهت في مذاقها العام توجهات عازف البيانو اليوناني ياني، بلمسات شرقية بسيطة بفضل إدخال عناصر شرقية على العمل مثل آلة القانون. كما عزف زيد معظم مقطوعاته على مقام"الحجاز"، كون آلة البيانو لا تتمكن من عزف"الأرباع"العربية التي تميز موسيقى المشرق. حصد عرض"ليلة واحدة في الأردن"ردود فعل متفاوتة، فكثر أبدوا إعجابهم بشخصية زيد القوية، وهو الآن في ربيعه الخامس والعشرين، وقدرته على السيطرة على الجمهور والتعبير على المسرح، بينما كان يتوسط نحو 75 موسيقياً معظمهم من أصول غير عربية. أما بعض الموسيقيين ممن حضروا العرض، فأبدوا ملاحظات حول التناسق الموسيقي والتوزيع الآلاتي الذي بدا ضعيفاً في استغلاله حجم المشاركة الهائلة على المسرح، من دون إعطاء أدوار توزيعية قوية للآلات المتنوعة. وفي معظم المقطوعات الموسيقية كانت المشاركة الصوتية لجوقة"أصوات لندن"، خجولة حيث كانت النوتات المستخدمة طويلة وممدودة sustained. أما عملية التسليم بين الآلات التي عزفت في مقاطع كآلات رئيسة lead instruments، فكانت تتخللها لحظات صمت غير مفهومة وغير مبررة موسيقياً. وكأن المسرح كان مقسوماً بين أربع مجموعات موسيقية كان التفاهم بينها خجلاً يمشي على استحياء. وتخللت العرض مقطوعات كان الهدف منها استحضار تاريخ الأردن وإحياء ذكرى الراحل الملك الحسين بن طلال، ومن بينها مقطوعة"Lion of Jordan"أو"أسد الأردن"، والتي حملت مصادفة العنوان نفسه لكتاب صدر حديثاً عن مؤلف اسرائيلي"معتدل"في توجهاته السياسية هو آفي شليم استعرض فيه حياة عاهل الأردن السابق ومحادثات السلام واللقاءات السرية بين الجانبين الأردني والاسرائيلي في تواريخ تم تحديدها وإطلاقها للمرة الأولى في المطبوعة المنتشرة حالياً في أنحاء البلاد. واستضاف العرض موسيقيين من مختلف الجنسيات قدموا استعراضات موسيقية فردية ومؤثرة بصحبة الجوقة الموسيقية المرافقة، كانت نجمتهم صاحبة الصوت المخملي المغنية اللبنانية المغمورة جنا التي غنت مقطوعة من تأليف إلياس رحباني بعنوان"كل شي بيخلص"، قدمها زيد من ضمن باقة المقطوعات من تأليف موسيقيين قدماء من المنطقة العربية. أما ليلة أول من أمس ، فحملت أنفاساً موسيقية مختلفة بصوت عازف الغيتار الأردني هاني متواسي الذي افتتح فعاليات"يوم الموسيقى العالمي". يقدم متواسي أغان أصيلة وتراثية برفقة الغيتار الإسباني والإيقاعات اللاتينية، والتي عادة ما ترافق صوته الجميل والمتمكن موسيقياً. وتتوالى عروض"يوم الموسيقى العالمي"بعرض في مدينة الزرقاء نظّم مساء أمس في قاعة الشريف حسين في وادي الحجر، لفرقة"شو هل أيام"التي تعيد تقديم ألحان ومقطوعات لزياد الرحباني ومحمد منير وسيد درويش وغيرهم. أما مساء الخميس المقبل فسيشهد عرضاً لعدد من الفرق المتعددة الجنسية والمذاقات الموسيقية، من موسيقى الكترونية إلى راب عربي إلى روك.