سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استضافته القاهرة بمشاركة 200 متحدث . مؤتمر "تليكوم أفريقيا" يركز على "الفجوة الرقمية" في القارة وتقنية "واي ماكس" تنشر الشبكات المحلية عبر موجات الراديو
توافق خبراء في قطاع الاتصالات والمعلومات جمعتهم العاصمة المصرية في مؤتمر "تليكوم أفريقيا 2008" أخيراً، على الإشادة بالإنجازات التي حققتها القارة السمراء خلال العقدين الأخيرين. واتّفقوا على القول أيضاً ان تلك الانجازات بحاجة إلى دعم أكبر للحفاظ عليها، نظراً لأن الموارد في القارة ضعيفة ولا تواكب التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصالات الرقمية وشبكاتها. ولاحظوا وجود فجوة رقمية ضخمة بين شمال تلك القارة وجنوبها. وخلصت نقاشاتهم التي استمرت ثلاثة أيام الى القول إن أفريقيا تسير على الطريق الصحيح، وأن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فيها تتيح الكثير من الفرص المفيدة للجميع. وضمّ ذلك المؤتمر 200 متحدث و6200 مشارك من بينهم 300 من كبار الشخصيات وممثلي الشركات العالمية الكبرى و360 من ممثلي الصحافة والإعلام. وصاحَبَهُ معرض امتد على مساحة 8 آلاف متر مربع. وأشار الخبراء أيضاً إلى النمو القوي في الاتصالات الرقمية بفضل توظيفها الأقمار الاصطناعية والكابلات البحرية وتكنولوجيا شبكات الجيل الثالث للخليوي وتقنية"واي ماكس"WiMax للاتصالات المحلية عبر موجات الراديو وغيرها. ولاحظوا أن عدد مشتركي الخليوي وصل إلى ثلاثة بلايين، منهم 300 مليون في أفريقيا. الاهتمام بالبشر أولاً في إطار"تليكوم أفريقيا"، اقترح نائب رئيس"الاتحاد الدولي للاتصالات"هولين زاو إنشاء صندوق لتمويل"منتدى شباب الجامعات"الذي يحاول خدمة المجتمعات الأفريقية من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات. وأكّد أهمية دعم هيئات تنظيم الاتصالات، من خلال المشاركة بين الحكومة والقطاعين الخاص والمدني. ولفت إلى أن"الاتحاد الدولي للاتصالات"سيعقد"تليكوم آسيا"في بانكوك في تايلاند في أيلول سبتمبر المقبل. وشدّد على أهمية ضخّ الاستثمارات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أفريقيا لسد الفجوة الرقمية في مجال الانترنت والحوسبة بين دول الشمال والجنوب. وأشار زاو إلى أن نمو الاتصالات يوفر المزيد من فرص العمل التي تحتاجها القارة من طريق تقديم الخدمات المتصلة بالتكنولوجيا الرقمية. وفي السياق عينه، أكّد حمدون توريه الأمين العام ل"الاتحاد الدولي للاتصالات"التزام الاتحاد بدعم جهود أفريقيا لتنمية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأشار إلى أن مصر أخذت زمام المبادرة في المجال. ولاحظ أن أفريقيا تتبوأ مكانة رائدة في مجال انتشار الهواتف الخليوية، منوهاً بتطور الاتصالات الرقمية في مصر، وبدور الحكومة في النهوض به. ودلّل على ذلك التقدم بأن نحو 65 في المئة من المشتركين بالانترنت في مصر يحصلون على خطوط الانترنت الفائق السرعة "دي إس إل" DSL. وأشار إلى أن مبادرة"ربط أفريقيا"التي دُشّنت في قمة"الاتحاد الدولي"في كيغالي في رواندا العام الماضي تهدف لوضعها افريقيا على طريق التقدم في مجالات المعرفة وتكنولوجيا المعلومات. وتوقع توريه المزيد من التوسّع في انتشار الهواتف الخليوية أفريقياً خلال السنوات القليلة المقبلة. ولفت إلى أن عدد الأفارقة المشتركين في الهواتف الثابتة بلغ 78 مليوناً في عام 2003 ربما وصل إلى المئة مليون حالياً. وفي المقابل، لاحظ أن جمهور الخليوي تضاعف في القارة السمراء من 20 مليوناً عام 2000 إلى 265 مليوناً في 2007 ووصل الرقم حالياً إلى نحو300 مليون، مُطالباً الشركات الكبرى والدول العربية بالاستفادة من هذه السوق المتوسعة. وقدّر توريه حاجات أفريقيا في مجال الاتصالات الرقمية بنحو 45 بليون دولار، مُشيراً إلى وجود برنامج"طموح وواقعي"للاتحاد يهدف إلى مشاركة الدول الأفريقية والشركات العالمية لربط دول القارة بعضها ببعض مع حلول عام 2012. وقال:"حتى قبل العام المذكور سيكون لدينا الأدوات التي توفرها تكنولوجيا المعلومات في مجالات الصحة والتعليم والزراعة وكثير من المجالات الحكومية أيضاً". ووجه نداء إلى المعنيين بالاتصالات في أفريقيا للتواصل مع بقية المناطق، مشيراً وجود نحو 70 في المئة من أولئك المسؤولين في"أفريقيا تليكوم"، واعتبره دليلاً على جدية السير على طريق تحقيق أهداف التنمية التي صاغتها الأممالمتحدة ضمن خطة الألفية الثالثة. وأكّد وزير الاتصالات ومجتمع المعلومات في إسبانيا فرانشيسكو روز بيران أن التكنولوجيا الرقمية في الاتحاد الأوروبي تعطي بين ستة إلى تسعة في المئة من الناتج الإجمالي المحلي"لكن قيمتها فعلياً قد تصل إلى50 في المئة إذا وضع في الاعتبار دورها في زيادة الإنتاج". وأشار بيران إلى أن العالم الرقمي يلعب دوراً محورياً في تحقيق النمو الاقتصادي، مُشدّداً على الأهمية القصوى لعمليات تبادل المعرفة والتكنولوجيا على أوسع المستويات الممكنة. وذكّر رئيس شركة"أوراسكوم تيليكوم"Orascom Telecom للاتصالات نجيب ساويرس، الذي مثل قطاع الاتصالات الخاص في المؤتمر، بأن مصر"كانت سبّاقة إلى فتح المجال أمام صناعة الاتصالات والهواتف الخليوية واستطاعت تأمين القطاع وتوفير سبل الحماية لها". وأوضح أن عدد مشتركي خدمات الخليوي في مصر يبلغ نحو 35 مليون مشترك، مشيراً إلى أن الخليوي له استخدامات كثيرة إضافة إلى دوره كأداة اتصال،"ما يجعله أداة قوية في الاقتصاد". واعتبر أن انتشار الهاتف الجوّال في الدول الأفريقية"ساهم في تغيير حياة الكثير من المواطنين وساعد في تنمية أعمالهم". وأشار إلى وجود نحو ثلاثة بلايين كومبيوتر محمول لاب توب في أفريقيا،"ساعدت الحكومات على معرفة آراء ووجهات نظر مواطنيهم بمختلف فئاتهم واتجهاتهم". وأكد ساويرس أهمية دور جهاز الخليوي, مشيراً إلى تجربة سكان دول افريقية عدة كانوا يبتاعون منتجاتهم بأسعار مختلفة من دون علم بأسعارها الحقيقية، ولكن من خلال الرسائل السريعة إس إم إس من خلال الخليوي استطاعوا معرفة الأسعار الحقيقية لهذه المنتجات. وأضاف أن الخليوي"أحدث ثورة هائلة في مجال التكنولوجيا السريعة واستخدم في تحويل الأموال كأداة مساعدة وبديلة من بطاقات الائتمان في أفريقيا". وبيّن أن الكثير من خدمات الخليوي في مصر مجانية، مشيراً إلى أن"أوراسكوم"تعمل في دول عدّة في شمال أفريقيا مثل الجزائر وتونس، إضافة إلى وجودها في مصر. وأوضح أنها تعتزم إقامة مشروعات جديدة في أفريقيا، وخصوصاً في الدول التي تفتقد خدمات الهاتف الجوّال. وتحدّثت الدكتورة إلهام محمود أحمد إبراهيم مفوّضة البنية التحتية والطاقة في"الاتحاد الإفريقي"عن أهمية سدّ الفجوة الرقمية لتمكين سكان القارة من الوصول إلى الخدمات المعلوماتية وتوفير الخدمات للقرى والأماكن النائية. واستعرضت مجموعة من البرامج التي أنجزتها لتحقيق الاندماج داخل القارة. محاكاة افتراضية للفجوة الرقمية وأعلنت شركة"إريكسون"Ericsson العالمية تبنيها شعار"الاتصالات للجميع"خلال مشاركتها في"تليكوم أفريقيا 2008". وصمّمت جناحها في المعرض حول فكرة المركز الاجتماعي للانترنت الذي يشجع على نشر الشبكة في المناطق الريفية، ويحض على التعامل مع تطبيقات الحكومة والتعليم الالكترونيين. وكذلك عرضت محاكاة افتراضية عن الطرق التي يمكن لشبكات الجيل الثالث في الخليوي أن تساهم عبرها في سد الفجوة الرقمية"التي تُعَرّف بأنها الفجوة بين من يحصلون على تكنولوجيا الانترنت والمحرومين منها". وبيّنت دينا الشناوي مديرة التسويق والاتصالات في وحدة سوق شمال أفريقيا في"إريكسون"، أن الشركة تنفذ مشروعاً يسمى"غراميوتي". ويسعى المشروع إلى تحقيق مفهوم"الاتصالات للجميع"من خلال نشر خطوط الانترنت الواسعة الحزمة "برودباند"Broad Band في المناطق الريفية، ما يوفر الانترنت الفائقة السرعة في تلك المناطق فيسمح بتقديم مجموعة من الخدمات تشمل العلاج من بعد والتعليم الالكترونيين وخدمات الاتصالات بالصوت والصورة والبث الحي للتلفزيون والمواد الترفيهية والتعليمية وغيرها. واستعرض المدير الإقليمي لشركة"ألكاتيل- لوسنت" Alcatel-Lucent في أفريقيا والشرق الأوسط فينسينزو نيسى، استراتيجية الشركة في المنطقة الأفريقية الناشئة. وتناول وضع الدول ذات النمو الاقتصادي الصاعد، مشيراً إلى عدم وصولها بعد إلى مرحلة النضج في ما يتعلق بانتشار تقنيات الخليوي. وعرّف نيسى الاتصالات الواسعة النطاق بأنها طرق نقل سلكية ولاسلكية تزيد سرعتها عن 128 كيلو بايت، وتتضمن الخدمات التي تنقل من خلال"الخط الرقمي للمشترك""دي إس ال" والتقنيات المشابهة له، إضافة إلى تكنولوجيا الاتصال المحلي العريض عبر موجات الراديوتحمل اسم"واي ماكس" وشبكات الجيل الثالث للخليوي وغيرها. وأوضح أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري أن معظم دول أفريقيا أصبحت تعتمد على أكثر من مشغل لأنظمة الهواتف المحمولة،"ما ساعدها على زيادة انتشار هذه الهواتف بنسبة 32 في المئة عامي 2006 و 2007، بعد أن كانت 2 في المئة في بداية القرن الحالي". وأضاف أن عام 2007 شهد اشتراك حوالى 60 مليون شخص جديد في خدمات الهواتف المحمولة. ولاحظ أن الإحصاءات سجلت استخدام خمسة في المئة من سكان القارة لشبكة الانترنت عام 2006، بينما المتوسط العالمي يقارب 17 في المئة،"ما يعني أن هناك فرصة للنمو المستقبلي في المجال". ولفت نظيف إلى أن النجاحات السابقة التي حققتها دول أفريقيا في نشر أنظمة وتطبيقات خدمات تكنولوجيا المعلومات،"لا تُلغي حقيقة أن عدداً كبيراً من سكانها لا يزالون بمنأى عن الخدمات الخليوية والأساسية لتكنولوجيا المعلومات". وأردف قائلاً:"ما زالت البلدان الافريقية تناضل لسد الفجوة الرقمية. وتشير الدراسات الاستقصائية والبحوث إلى عدم كفاية التمويل والبطء في جهود تنمية البنية التحتية... وضعف هذه المقومات لا يمثل إلا جزءاً ضئيلاً من المشكلات التي تواجه النمو الأفريقي في قطاع تكنولوجيا المعلومات". وأوضح نظيف أن التجربة المصرية"تدل بوضوح الى أن تحرير قطاع المعلومات والاتصالات يؤثر إيجاباً على المستهلكين والمشتغلين والنظامين المالي والاقتصادي. ولفت إلى أن بلاده"استطاعت نقل ذلك القطاع من مرحلة التنافس على الموارد إلى تحقيق أرباح تساهم في رفع مستوى معيشة المواطنين في مجالات النقل والمواصلات وتحسين التعليم والعيش في بيئة أكثر أماناً". وأشار إلى"أن النجاح في المجالات الاقتصادية يعتمد على الشراكة مع العديد من أصحاب المصالح والشركاء المعنيين، والتشاور مع الخبرات الدولية ذات الصلة، وإشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني في عملية التخطيط والتنفيذ والاستفادة من قدراتهم في الوصول إلى أكبر قدر من المواطنين في المجتمع وأن هذا النهج يساعد على خلق إحساس بالملكية العامة". مؤتمر عربي خاص وأوضح سامي البشير مدير مكتب التنمية في"الاتحاد الدولي للاتصالات"، أن الاتحاد يسعى إلى عقد مؤتمر ومعرض للمنطقة العربية خلال العامين المقبلين على غرار"تليكوم أفريقيا"للمرة الأولى. وتطرق البشير إلى"التطور الهائل"الذي يشهده قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في القارة الإفريقية. وأوضح أن أفريقيا"من أكثر القارات نمواً في هذا المجال، وخصوصاً في الخليوي إذ وصلت الاستثمارات فيه داخل أفريقيا إلى 55 بليون دولار. ورأى في ذلك دليلاً على"أن السوق ما زال في حاجة إلى الكثير من ذلك النوع من الخدمات". وأضاف أن الاتحاد"يعمل منذ سنوات عدة مع المسؤولين في القارة على تهيئة البيئة التنظيمية التي فتحت الأسواق والمجال للمنافسة، ما ساعد على جلب الاستثمارات الى المنطقة". وتابع:"هذا ما نسعى إليه جميعاً سواء من جانب المنظمات الدولية أو صانعي القرار على المستوى الوطني". ودلل البشير على التقدم في مجال الاتصالات والمعلومات في القارة بقوله:"قبل خمس سنوات كان مستوى انتشار تلك التقنيات الرقمية حوالى خمسة في المئة، والآن نتحدث عن 33 في المئة، وفي بعض الدول الإفريقية الآن بلغت نسبة الزيادة 400 في المئة سنوياً في مجال الخليوي". وشدد على أهمية وجود بنية تحتية الكترونية متماسكة للنهوض بخدمات الانترنت ذات النطاق العريض، موضحاً"أن البيئة العامة أصبحت الآن مواتية والإرادة السياسية موجودة... وتلك أمور كانت ناقصة في المنطقة خلال السنوات السابقة".