اليوم..بدء الفصل الدراسي الثاني    شمال غزة يستقبل القوافل الإغاثية السعودية    نفاد تذاكر مواجهة إندونيسيا والسعودية    منتخب هولندا يهزم المجر برباعية ويلحق بالمتأهلين لدور الثمانية في دوري أمم أوروبا    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    اليوم بدء الفصل الدراسي الثاني.. على الطريق 3 إجازات    20,124 مخالفاً في 7 أيام وإحالة 13,354 إلى بعثاتهم الدبلوماسية    «إعلان جدة» لمقاومة الميكروبات: ترجمة الإرادة الدولية إلى خطوات قابلة للتنفيذ    5 فوائد صحية للزنجبيل    اختلاف التقييم في الأنظمة التعليمية    مهرجان الزهور أيقونة الجمال والبيئة في قلب القصيم    المتشدقون المتفيهقون    الإستشراق والنص الشرعي    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    أهم باب للسعادة والتوفيق    أغرب القوانين اليابانية    الفرصة المؤكدة و مغامرة الريادة في كفتي ميزان    «مَلَكية العلا»: منع المناورات والقيادة غير المنتظمة في الغطاء النباتي    «مزحة برزحة».. هل تورط ترمب ب«إيلون ماسك» ؟    سعرها 48 مليون دولار.. امرأة تزين صدرها ب500 ماسة    منتخبنا فوق الجميع    في دوري الأمم الأوروبية.. قمة تجمع إيطاليا وفرنسا.. وإنجلترا تسعى لنقاط إيرلندا    شارك في الطاولة المستديرة بباكو..الجاسر: 16 مليار دولار تمويلات البنك الإسلامي للمناخ والأمن الغذائي    البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثاني للجنة الوزارية السعودية- الفرنسية بشأن العُلا    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يستعرضان الشراكة الإستراتيجية    14% نموا في أعداد الحاويات الصادرة بالموانئ    أمن واستقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة    محافظ محايل يتفقد المستشفى العام بالمحافظة    ضبط أكثر من 20 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    اكتشاف تاريخ البراكين على القمر    «واتساب»يتيح حفظ مسودات الرسائل    إطلاق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    السخرية    المؤتمر العالمي الثالث للموهبة.. عقول مبدعة بلا حدود    عروض ترفيهية    المملكة تستعرض إنجازاتها لاستدامة وكفاءة الطاقة    أشبال الأخضر يجتازون الكويت في البطولة العربية الثانية    ضمن منافسات الجولة ال11.. طرح تذاكر مباراة النصر والقادسية "دورياً"    الابتسام يتغلّب على النصر ويتصدّر دوري ممتاز الطائرة    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    رحلة قراءة خاصة براعي غنم 2/2    الحكمة السعودية الصينية تحول الصراع إلى سلام    وطنٌ ينهمر فينا    المرتزق ليس له محل من الإعراب    ابنتي التي غيّبها الموت..    حكم بسجن فتوح لاعب الزمالك عاما واحدا في قضية القتل الخطأ    «الجودة» في عصر التقنيات المتقدمة !    ألوان الأرصفة ودلالاتها    وزير الرياضة يشهد ختام منافسات الجولة النهائية للجياد العربية    خطيب المسجد الحرام: احذروا أن تقع ألسنتكم في القيل والقال    أمير تبوك يطمئن على صحة الضيوفي    ختام مسابقة القرآن والسنة في غانا    المؤتمر الوزاري لمقاومة مضادات الميكروبات يتعهد بتحقيق أهدافه    الزفير يكشف سرطان الرئة    أمير الباحة يكلف " العضيلة" محافظاً لمحافظة الحجرة    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



26 مليون متفرج في العالم يشاهدون تلفزة الشاشة الأصغر . مؤتمر تكنولوجيا الاتصالات في الشرق الأوسط : الخليوي يلاقي التلفزيون ومصر تبحث علاقته بالتنمية
نشر في الحياة يوم 20 - 04 - 2008

الارجح أن النقاش عن شبكات الخليوي المتطورة تقنياً والتي يُشار إليها باسم "الجيل الثالث" "ثري جي" 3G، تحوّل في مصر، كما في الكثير من الدول النامية، من الكلام عن علاقة تلك الشبكات بالتنمية إلى جدال حول امكان نجاح التزاوج بين التلفزيون والخليوي. ومن المعلوم أن ثمة تقنيتين متنافستين في البث المرئي- المسموع المُخصّص للهواتف النقّالة وهما"الفيديو للأجهزة المحمولة يدوياً""و"الميلتي ميديا للأجهزة المحمولة يدوياً".
تُعرف الأولى باسمها التقني"ديجيتال فيديو برودكاستنغ"Digital Video Broadcasting، واختصاراً"دي في بي"DVB. وتُسمى الثانية"ديجيتال ميلتي ميديا برودكاستنغ"Digital Multimedia Broadcasting. وتُعتبر الثانية الأقرب إلى مفهوم تلفزة الخليوي، التي تُسمى أيضاً"التلفزيون النقّال"أو"موبايل تي في"Mobile TV.
ويقتضى الحصول على تلفزة الخليوي اتصال أجهزة الجمهور مع شبكات سريعة، مثل تلك التي توفر اتصالهم بنظام"الدخول السريع إلى وصلات الانزال"High Speed Downlink Packet Access، الذي يُعرف تقنياً بمصطلح"اتش اس دي بي آيه"HSDPA.
ويسمح نظام"آتش اس دي بي آيه"تقنياً لشبكات الخليوي من"الجيل الثالث"بأن ترسل كميات كبيرة من المواد الى الهواتف النقّالة التي تقدر على التعامل مع تلك الشبكات.
ولذا يتناسب هذا النظام مع توفير خدمات خليوية مثل بث التلفزيون ومواد الميلتي ميديا من الانترنت وعقد مؤتمرات الفيديو وغيرها.
"التقارب الرقمي"
يُطوّر الاتصالات الذكية
وحضرت التقنيات الذكية في الاتصالات الرقمية الى مدينة الغردقة المُطلّة على البحر الأحمر، عبر المؤتمر الاقليمي الذي عقده"الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات"تحت عنوان"الوسائط المتعددة مع تكنولوجيا الاتصالات والخليوى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". واعتبر المؤتمر الحلقة الثالثة في سلسلة وُرَش عمل يتولاها الجهاز القومي لتناقش أبعاداً مختلفة في الاتصالات الرقمية وتشابكاتها. وتسعى الوُرَش لالقاء الضوء أيضاً على مفهوم التقارب الرقمي"ديجيتال كونفرجنس"Digital Convergence، الذي يشير إلى ميل التكنولوجيات المرتكزة على الأساليب الرقمية إلى الاندماج، بدءاً من نُظُم التشغيل والتطبيقيات والبرمجيات مروراً بالخدمات والشبكات ووصولاً إلى الأجهزة الالكترونية الذكية. وفي سياق"التقارب الرقمي"، ظهرت خدمات البث التلفزيوني على الخليوي، وتقديم الخدمات الثلاثية للصوت والصورة والبيانات. وتُسمى هذه الأخيرة"تريبل بلاي" Triple Play. وتسمح بالاندماج بين عالمي المعلومات والاتصالات من جهة والإعلام من جهة أخرى. ويؤدي ذلك إلى جعل الوسائط المتعددة ميلتي ميديا أداة عملانية وجدية. فمع رواج الخليوي والشبكات اللاسلكية، بما فيها تلك التي تُستخدم في الدخول الى الانترنت بواسطة أجهزة نقّالة"اعطت تقنيات الاندماج الرقمي دفعة قوية لخدمات الاتصالات. ولذا، اهتم هذا المؤتمر المصري ببحث تقنيات"التقارب الرقمي"، وكذلك بدراسة النتائج التي تنجم من تبنيها في الإعلام والاتصالات.
وتميزت الورشة بالتفاعل بين القطاعين العام والخاص، سعياً للتوصل إلى رؤى توافقية تراعي مصالح جميع الأطراف. وساهمت في أعمالها هيئات تنظيم الاتصالات العربية وأجهزتها، إضافة إلى ممثلين عن شركات القطاع الخاصپوعدد كبير من الخبراء والمتخصصين. وكذلك حضر إليها عدد من الشباب بهدف إكسابهم الخبرة والاستماع أيضاً لوجهات نظرهم باعتبار أن تقنية الاندماج هي من التقنيات المرشحة للتطور في شكل سريع مستقبلاً.
واعتُبِرت الورشة استكمالاً لنقاشات أشرف عليها"الجهاز القومي"حول تقنية الاندماج منذ آذار مارس العام الماضي. وحينها، عُقدت ورشة شرم الشيخ بعنوان"التنظيم في عصر الاندماج الرقمي". وساهمت في وضع تصور للتعامل بكفاءة مع تقنيات الاندماج الالكتروني، واطلاع المشاركين على أحدث ما وصلت إليه تلك التقنيات. وبعدها ، عقد الجهاز عينه ورشة عمل أخرى في مقره في"القرية الذكية"في القاهرة، تحت عنوان"تأثيرات الاندماج بين عالمي الاتصالات والمعلومات والإعلام"لاستكمال المناقشات التي بدأت في ورشة شرم الشيخ الأولى. وحضر الى"القرية الذكية"6 دول عربية هي الأردن والمغرب والسعودية والجزائر ولبنان والسودان. وشاركت سبع دول من أوروبا وأميركا هي بريطانيا وفرنسا وهولندا والسويد وإيطاليا والولايات المتحدة.
وأكد خبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن نجاح صناعة خدمات"التلفزيون على الخليوي"رهن بالتعاون بين أطراف عملية التشغيل وهم مقدمو المحتوى الرقمي وشركات الخليوي وأجهزة تنظيم الاتصالات.
وأشاروا إلى أن سوق استقبال البث التلفزيوني على الهواتف النقّالة ما زال سوقاً وليداً، على رغم توافر تكنولوجياته منذ فترة غير قصيرة. وتتحرك صناعة الخليوي نحو تبني معايير متعددة للاستفادة في شكل أفضل من امكانات السواق. واشتملت أعمال مؤتمر الغردقة على جلسات عدّة، خصّصت إحداها لموضوع"الطيف الترددي للبث التلفزيوني على الخليوي والإطار التنظيمي". وسعت لتبيان سبل جني ثمار توفير الحيز الترددي أي موجات البث لهذه الخدمات. وبحث الخبراء الوضع الراهن في خدمات التلفزة النقّالة، وتوقعات السوق واقتصادياته ونماذج عمله. وناقشوا طُرق تعزيز مستوى هذه الخدمات في جلسة بعنوان"سوق وخدمات ونماذج عمل البث التلفزيوني على الخليوي".
ودعا الخبراء عينهم إلى توحيد الاستراتيجيات الإقليمية لتعزيز التزام المستثمرين في مجال نشر خدمات تلفزيون الهاتف النقّال. ونوهوا بسعي المشغلين لإنشاء نماذج الأعمال التجارية كفوءة، بما في ذلك خطط تسعير الخدمات ونطاق التغطية وتقديم الخدمات وقطاع التجزئة وغيرها.
وشدّد الخبراء أيضاً على ضرورة توفير الطيف الترددي في موجات البث التلفزيوني، بما يتناسب مع هذه الخدمات"الأمر الذي يعد أمراً حيوياً لها من الناحية الاقتصادية. وأشاروا إلى أن توفير القنوات الرقمية على ترددات"يو أتش أف"UHF سيعمل على تنشيط السوق وانتشار خدمات"التلفزيون النقّال".
وجرى نقاش تفصيلي لماهية الطيف الترددي للموجات وأطر تنظيمه استثمارياً. وتناول البحث سبل ضمان الاستخدام الفعال للطيف الترددي لخدمات البث التلفزيوني على الخليوي، والتحديات المرتبطة بتنظيم محتوى هذا البث.
نوقشت سبل تخصيص الحيز المتاح من موجات الطيف الترددي بطريقة كفيّة، إضافة الى نوع الخدمات التي ستستفيد منها وكيفية تخطيط الموجات المتاحة راهناً. وطاول البحث النماذج المطبقة في دول أخرى لتنظيم موجات بث تلفزة الخليوي، إضافة الى خلاصات"مؤتمر اتصالات الراديو"في العام 2007 عن هذا الشأن.
وتوقع الخبراء أن يصل عدد مشتركي خدمات تلفزيون الخليوي عالمياً خلال العام 2008 إلى 26 مليون مشترك مقابل 3.4 مليون في العام 2006 و11.8 مليون في العام 2007. وتوقعوا أيضاً أن تصل أعداد المشتركين إلى 72.5 مليون في العام 2009 و112.8 في العام 2010 و335 مليوناً في العام 2011.
وقدر الخبراء عائدات خدمات الترفيه على الخليوي، التي تشمل المعلومات ومواد الترفيه والتلفزيون على الخليوي والموسيقى والألعاب وبرامج الكبار والمراهنات"بقرابة 25 بليون دولار خلال العام الحالي. وتوقعوا أن يصل الرقم إلى 45 بليوناً في العام 2010 و62 بليوناً العام 2012 . وقدّروا نصيب تلفزة الخليوي من تلك العائدات بنحو 3 بلايين دولار في العام 2008، مع توقّع وصول الرقم إلى 7 بلايين في العام 2010 و12 بليوناً في العام 2012.
تلفزة"يو اتش اف"تنشر المعلوماتية
وضمت قائمة خبراء ورشة العمل المُشار إليها آنفاً الدكتور ديفيد كرافورد رئيس"مؤتمر البث الدولي"والأستاذ في جامعة"أسيكس"في بريطانيا، ومحيي عبد الغني الرئيس التنفيذي لمؤسسة"نيوبورت ميديا"، وجان بيير بيانامي الرئيس التنفيذي لقطاع تطوير أعمال"ميديا فلو"في مؤسسة"كوالكوم"، وروبرت مارتيني كبير مهندسين مؤسسة"إيه جي كوم". وضمت القائمة أيضاً الدكتور جينز ارنباك الرئيس المؤسس ل"الجمعية الأوروبية لمجموعة المنظمين"والأستاذ في"جامعة ديلف للتكنولوجيا"بهولندا، وليني دوروارد نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية والتنظيم في مجموعة"زين"، وسبنجيز أفسي رئيس لجنة"موجات الطيف الترددي"في"منتدى النظام العالمي لاتصالات الخليوي ومجموعة خدمات الخليوي والتلفزيون"، وجون مارتينسيون مدير أسواق موجات الطيف الترددي في"هيئة البريد والاتصالات"في السويد، وميندل دي لانوريه رئيس مجموعة إدارة الاتصالات ورئيس لجنة العمل الفرعية في"لجنة اتصالات الراديو لعام 2007"ويافيس بيلليجو مدير الإستراتيجية والتخطيط في شركة"فرانس تليكوم"وغيرهم.
وأكّد كرافورد أن الاندماج بين الاتصالات والتكنولوجيا يوفر فرصاً كبيرة للاستثمار في الشرق الأوسط حيث توفر موجات التردد الرقمي من نوع"يو أتش أف"مجالاً مميزاً للنهوض بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإعلام واستثماراتهما. وأوضح أن تلك الموجات تتلاءم مع التقنيات الجديدة وخدماتها، مثل البث التلفزيوني على الخليوي، والانترنت الفائق السرعة على الهاتف النقّال.
وتوقع كرافورد نمو خدمات البث التلفزيوني على الخليوي بحلول عام 2012 إلى حوالي 12 بليون دولار عالمياً، منها 1.2 بليون دولار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأوضح أن توفير الموجات المناسبة أمر حيوي لتحقيق آليات اقتصادية ناجحة لهذه الصناعة. وأوضح أيضاً أن استقبال القنوات التلفزيونية على الخليوى يمثّل خدمة واعدة، ويساهم أيضاً في عملية الدمج بين الاتصالات والمعلوماتية من جهة، والاعلام المرئي-المسموع من جهة اخرى. ووصف استقبال القنوات المتلفزة على الخليوي بأنه نطاق مبتكر من الخدمات التي تفيد المجتمع. وأكد أيضاً أن الإطار التنظيمي لمنح تراخيص ذلك النوع من البث، سيكون عاملاً رئيسياً في تشجيع الاستثمارات في هذا القطاع.
وأعرب عن اعتقاده بأن استقبال الانترنت الفائق السرعة على الخليوي يمكن الجمهور من الوصول إلى فضاء المعلومات من دون انقطاع، وبشكل تفاعلي. ويفيد الأمر عينه في تقديم خدمات نوعية في الصحة والتعليم والتجارة الالكترونية. وبيّن أن توافر الطيف الترددي الرقمي من نوع"يو أتش أف"سيعمل على نشر خدمات الانترنت الفائق السرعة على الخليوى بتكلفة مناسبة، ما يساهم في تقليل حجم الفجوة الرقمية.
تفاهم مصري جزائري في الاتصالات
على هامش مؤتمر الغردقة، وقّع"الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات"في مصر مذكرة تفاهم مشترك مع نظيره الجزائري"سلطة الضبط للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية".
وتهدف المذكرة إلى تبادل الخبرات بين البلدين وتفعيل التعاون في مجال تنظيم قطاع الاتصالات. وتناولت الموضوعات ذات الاهتمام المشترك مثل الخدمة الشاملة وآليات التسعير والكلفة، وحماية المستهلك ومستوى جودة الخدمة، إضافة إلى المسائل المتصلة باعتماد نوع أجهزة الاتصالات المناسبة لمفهوم"التقارب الرقمي". وجاءت المذكرة في إطار السياسة العامة التي قررها مجلس إدارة الجهاز المصري برئاسة الوزير طارق كامل.
وأكد مسؤولو الجهازين أهمية تفعيل التعاون بين البلدين خصوصاً مع وجود شركتين مصريتين تعملان في مجال خدمات الاتصالات الثابتة والخليوية في الجزائر. وشدّدوا على أهمية تدريب الكوادر البشرية وتأهيلها، وتبادل المعلومات ونتائج الأبحاث والدراسات بين مصر والجزائر.
وتعتبر هذه المذكرة السادسة في قائمة اتفاقات مماثلة بين الجهاز القومي المصري وهيئات وأجهزة تنظيم الاتصالات في تونس والإمارات والأردن وسورية والسودان.
... ووعد بوصوله الى المصريين في 2015
وصف الرئيس التنفيذي لپ"الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات"في مصر الدكتور عمرو بدوي خدمات التلفزيون على الخليوي بأنها تمثل فرصة كبيرة لمقدمي المحتوى ومشغلي شبكات الخليوي والجمهور.
وأكّد أن هذه التقنية تُمكّن المستخدم من استقبال محتوى برامج التلفزيون والأفلام والمسابقات التي يرغب فيها أينما كان وفي أي وقت يشاء، سواء بالمشاهدة الحية أم عبر خدمة"المشاهدة عند الطلب"، أي تخزين المحتوى على التلفزيون ومشاهدته لاحقاً.
وقال إن تلفزة الخليوي تمثل مساحة جديدة لمقدمي خدمات المحتوى لبيع ما لديهم من منتجات، مع ملاحظة ان عدد جمهور الخليوي عالمياً يقارب 3 بلايين. والمعلوم ان جمهور الخليوي في مصر وصل حالياً إلى 32 مليون مشترك. ورأى بدوي"أن مجمعي المحتوى يمكن أن يحققوا استفادة كبيرة من خلال الدخول في شراكة مع شركات الخليوي لتزويدهم بما يجمعونه من محتوى في مختلف المجالات". وأشار الى علاقة التلفزة بأجهزة تنظيم الاتصالات، مبيّناً أن"التحوّل من تكنولوجيا القنوات التماثلية التقليدية "الأنالوج"Analoge إلى تقنية القنوات الرقمية، يوفّر حيزاً كبيراً من الموجات، ما يفتح المجال لمزيد من الاستثمارات، إذ أن القناة التلفزيونية التماثلية يمكن أن تخلي مكاناً لنحو 8 إلى 20 قناة رقمية".
وشرح بدوي بالقول:"ان اتحاد الاذاعة والتلفزيون على سبيل المثال لديه 20 قناة تلفزيونية تماثلية ويمكنه في ظل استخدام القنوات الرقمية استعمال الحيز الذي تشغله قناة تماثلية لكي تملأه أقنية رقمية تغطي حاجاته وأكثر وبالتالي يمكن توفير حيز ترددي في نطاق 700 ميغاهيرتز المناسب تماماً للتطبيقات الجديدة في مجال استقبال خدمات الصوت والتلفزيون على الخليوي وخدمات الإغاثة... وذلك التردد قريب من الموجات الموجودة راهناً على أجهزة الخليوي، ومن ثم لن تكون هناك حاجة إلى تغيير أجهزة الاستقبال... ولنلاحظ أن هذه الترددات تزيد قوة الاشارة وقدرتها على الوصول الى مسافات أبعد واختراق عدد أكبر من الموانع".
وأشار بدوي إلى نموذج في تقديم خدمة التلفزيون على الخليوي بالاعتماد على الإعلانات، مع عدم تحميل المشترك كلفة مرهقة للحصول على محتوى البرامج والمسلسلات والأفلام والأغاني وقال:"في تلك الحال، تُقدّم الاعلانات في شكل موجّه بحسب ميول كل مشترك في الخليوي وعمله وجنسه وسلوكه اليومي وعلاقاته الاجتماعية وغيرها".
وأشار الى المزاد الذي أقامته الولايات المتحدة على ترددات 700 ميغاهيرتز، فحقق للخزانة الأميركية نحو 12 بليون دولار. وقال:"في مصر، ما زالت هذه الترددات بيد اتحاد الاذاعة والتلفزيون". ونوّه بأن"الاتحاد الدولي للاتصالات"أكد أن جميع القنوات التلفزيونية عالمياً ستصبح رقمية عام 2015، وپ"بديهي أن الوصف ينطبق على مصر أيضاً... فلن تكون هناك قنوات تماثلية بحلول ذلك الوقت، وكلما تم هذا التحول مبكراً أمكن استخدام هذه الترددات في تقديم خدمات أخرى".
وأوضح بدوي أن من السهل مصرياً التغلب على صعوبات التحول من القنوات التماثلية إلى الرقمية من خلال توفير"محولات"تقوم بقلب الإشارة من رقمية إلى تماثلية"حتى تستطيع أجهزة التلفزيون القديمة استقبال البث التلفزيوني الرقمي. وقال إن مؤتمر"دمج تكنولوجيا الوسائط المتعدد مع تكنولوجيا الاتصالات والخليوي في دول الشرق الاوسط وشمال أفريقيا"في الغردقة هو الثالث في إطار سلسلة من ورش العمل والندوات والمؤتمرات حول الاندماج بين الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاعلام وذلك استعداداً لتقديم هذه النقلة في الخدمات".
واعتبر أن المؤتمر بمثابة نافذة على العالم للتعرف إلى ما يستجد من أمور في هذا المجال، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً بين الجهاز وپ"وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات"وپ"اتحاد الاذاعة والتلفزيون"وپ"وزارة الاعلام"، في شأن الترددات المخصصة حالياً للتلفزيون للتوصل إلى الاستثمار الأفضل في هذا المجال.
وأشار إلى أن"اتحاد الاذاعة والتلفزيون"سيعمل على تركيب محطات بث رقمي اعتباراً من العام الحالي، خصوصاً في المناطق التي يكون فيها الإرسال التماثلي ضعيفاً كالحال في منطقة البحر الأحمر. وأكّد أن محطة بث رقمي ستُنشأ في القاهرة.
وأوضح أن رخصة تلفزة الخليوي تدخل ضمن الرخص التي حصلت عليها شركات الهواتف النقّالة في مصر"أما مسؤولية الموافقة على بث مختلف أنواع المحتوى على الخليوي فتخص"اتحاد الاذاعة والتلفزيون"ووزارة الاعلام".
وأضاف: أن سعر دقيقة استقبال البث التلفزيون على الخليوي سيكون عاملاً مهما في انتشار مجموعة كبيرة من الخدمات المرتبطة بهذه التقنية. وأشار إلى أن سعر 50 قرشاً للدقيقة يعتبر مرتفعاً والتكنولوجيا الجديدة ستعمل على التغلب على هذا العائق.
وأوضح أن مؤتمر"دمج تكنولوجيا الوسائط المتعددة مع تكنولوجيا الاتصالات والخليوي في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا"ركز في يومه الأول على عرض 4 تكنولوجيات في هذا الصدد. وأعلن أنه سيجرى عرض هذه التكنولوجيات عملياً خلال مؤتمر"افريك تليكوم"للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي تستضيفه مصر في أيار مايو المقبل. وأشار أخيراً إلى وجود 16 نوعاً من التكنولوجيا في البث المتلفز للهواتف النقّالة، مُلاحظاً أنه"لم يتم اختيار نوع التكنولوجيا التي تلائم مصر في هذا الصدد".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.