سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المالكي يعلن "صولة الفرسان" لفرض الأمن في المدينة والاضطرابات تمتد الى مدن الجنوب . معارك طاحنة في شوارع البصرة و "جيش المهدي" يهاجم مقرات "بدر" و "الدعوة"
تحولت شوارع مدينة البصرة الى ساحة حرب عصابات واسعة النطاق مع اطلاق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خطة"صولة الفرسان"لملاحقة عناصر الميليشيات وفرض الأمن في المدينة المضطربة منذ اشهر. وفيما تبادل المسلحون والقوات الحكومية السيطرة على أحياء البصرة، امتدت الاضطرابات الى معظم مدن جنوبالعراق التي أعلن فيها حظر للتجول، وسيطر"الجيش المهدي على بعض أحياء الكوت، كما هاجم مقرات تابعة لمنافسيه"المجلس الأعلى الاسلامي العراقي"و"حزب الدعوة"في بغداد. وفي حصيلة أولية قتل نحو 20 مسلحاً وأصيب أكثر من 100 شخص، واعتقل 318 مسلحاً في البصرة التي فرض فيها حظر التجول حيث يشرف رئيس الوزراء شخصياً على العمليات العسكرية. وبدت شوارع المدينة بعد ظهر أمس خالية تماما من قوات الامن، وانقطعت اصوات الرصاص بعد توقف الاشتباكات، كما توقفت مروحيات وطائرات حربية عن التحليق في سماء المدينة بعد ان كانت تجوبها صباحا، فيما اغلقت المدارس والدوائر والمحال التجارية. ونفى مدير مكتب الصدر في البصرة الشيخ حارث العذاري الانباء التي تحدثت عن مهاجمة الجيش العراقي مكتب الصدر في المدينة، فيما اكدت مصادر امنية اقتحام تلك القوات مبنى حسينية سيد يوسف، المقر الرئيسي لحركة"حزب الله"التي يشتبه بسيطرتها على ميناء ابو فلوس وحمايتها للمهربين. وكانت معارك عنيفة اندلعت منذ الصباح في البصرة 550 كلم جنوببغداد بعدما شنت القوات العراقية عملية عسكرية في المدينة بدأت في حي التيمية، معقل"جيش المهدي"، ثم امتدت الاشتباكات الى مناطق الحياية والخمسة ميل والجمهورية وسط، بالاضافة الى المعقل والجنينة والكزيزة شمال المدينة". وهذه المناطق تعتبر معاقل للميليشيات. واكدت مصادر امنية من قيادة عمليات البصرة ان الحصيلة الاولية لعمليات"صولة الفرسان"في منطقتي"الكزيزة"و"خمسة ميل"مقتل 19 مسلحاً، بينهم قائد إحدى المجموعات العسكرية في الكرمة، واعتقال 318 مسلحاً، فضلاً عن إصابة أكثر من 100 شخص، ولم تتضح حتى مساء امس حصيلة نهائية بأعداد القتلى في صفوف القوات الامنية. وأعطب المسلحون في حي"القبلة"سيارتين عسكريتين وقتلوا عدداً من افراد الشرطة. وخرجت مناطق مثل"التنومة"عن سيطرة القوى الحكومية طوال ليل الاثنين الثلثاء، فيما قال شهود ان قوات من الجيش والشرطة تشتبك مع عناصر"جيش المهدي"في منطقة الكرمة. وكانت مجموعات مسلحة حاصرت مبنى قيادة الشرطة في منطقة"الحكيمية"حتى الساعات الاولى من صباح امس. وأفادت تقارير بسقوط بعض النقاط التابعة للشرطة بيد المسلحين في مناطق متفرقة شمال المدينة بعد هروب الشرطة منها وترك اسلحتهم. وقال شهود ان مسلحين يسيطرون على شارع الكويت الذي يقع وسط البصرة حيث اتخذوا من البنايات العالية مواقع لهم. وفي منطقة التميمية وسط المدينة شنت القوات الحكومية حملة مداهمة حيث يتجمع عدد من المهربين والخارجين عن القانون الذين يدّعون انتماءهم الى"جيش المهدي"كي يتجنبوا ملاحقة السلطات لهم. وكان عدد من افراد الجيش قتلوا وجرحوا في ضواحي الجمهورية والحياني والقبلة حيث لاقوا مقاومة عنيفة من المسلحين المحتمين بالأزقة الضيقة. لكن ارقاما دقيقة عن الخسائر لم تعلن حتى مساء امس. واكد مصدر طبي في مستشفى الفيحاء العسكري شمال البصرة استقبال"ثلاثة قتلى، هم طفلة وجنديان، وثلاثين جريحا، هم 24 من عناصر الجيش والشرطة وستة مدنيين". وكان الرائد عباس يوسف مدير شرطة الموانئ قال ان"مستشفى الموانئ تسلم اربعة قتلى و18 جريحا اثر المواجهات بين القوات الامنية ومسلحين". واكد مسؤول عسكري بريطاني ان"القوات البريطانية لا تشارك في هذه العملية"، قائلا ان"العملية عراقية فقط"، فيما ذكرت مصادر ان الجيش البريطاني ابلغ الحكومة العراقية استعداده للتدخل عند الطلب منه رسميا، فيما ترددت أنباء عن استعداد قوات أميركية من"المارينز"للمشاركة في عمليات البصرة. حظر التجول وكان قائد المنطقة الامنية في جنوبالعراق الفريق الركن موحان الفريجي اعلن حظراً للتجول يشمل الاشخاص والسيارات في البصرة حتى اشعار آخر. واوضح ان العملية الامنية تهدف الى"فرض القانون وطرد المجرمين"، مشيرا الى حظر دخول السيارات القادمة من المحافظات المجاورة الى البصرة موقتا بين مساء الاربعاء والجمعة وتعليق الدروس في المدارس والجامعات من الثلثاء الى الخميس. ويشرف رئيس الوزراء العراقي على العمليات العسكرية من داخل احدى القواعد العسكرية العراقية، بعدما وصل الى المدينة أول من أمس على رأس وفد أمني رفيع ضم وزيري الدفاع والداخلية تصحبهما قوات كبيرة جاءت من بغداد ومحافظات أخرى. ووجه المالكي فور وصوله الى المدينة رسالة الى السكان اكد فيها ان"الحكومة الاتحادية وشعورا منها بالتزاماتها القانونية بدعم الحكومة المحلية في البصرة عقدت العزم وبحزم على اعادة الامن والاستقرار وفرض القانون في المدينة". واوضح المالكي ان المدينة"تتعرض لحملة ظالمة وقاسية متعددة الاطراف والأبعاد داخليا وخارجيا تستهدف امنها واستقرارها". واشار الى"استهداف رموزها العلمية والاجتماعية والروحية وحتى البسطاء من الناس رجالا ونساء"، موضحا ان هذا"العمل الخارج عن القانون اخذ يتستر بغطاءات دينية سياسية او غيرها". وتابع ان"عمليات لتهريب النفط ومشتقاته والاسلحة والمخدرات وممنوعات اخرى صاحبت ذلك"، موضحا ان"هؤلاء الخارجين عن القانون وجدوا من يقدم لهم الدعم والمساندة من داخل اجهزة الدولة وخارجها ترغيبا او ترهيبا". واضاف ان ذلك"عزز تفشي الجريمة والتهديد بالقتل والخطف وغيرها". وهدد المالكي الخارجين عن القانون من دون تسميتهم ب"عزلهم مهما كانت مسمياتهم ومواقعهم وصفاتهم. فالقانون فوق الجميع". ودعا الى تسليم الاسلحة الخفيفة والثقيلة الى السلطات، مؤكدا ان الذين لا يمتثلون لتلك الاوامر سيتعرضون الى ملاحقات. ويتنافس فصيلان شيعيان هما"المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"والتيار الصدري اضافة الى حزب أصغر هو"حزب الفضيلة"من أجل السيطرة على البصرة الغنية بالنفط ومنفذ البلاد على الخليج. كما تتنافس عصابات إجرامية أيضا للسيطرة على ممرات تهريب النفط. وتولت قوات الامن العراقية السيطرة الامنية على البصرة من القوات البريطانية في كانون الاول ديسمبر على رغم أن 4100 جندي بريطاني ما زالوا متمركزين في قاعدة جوية خارج المدينة لتقديم المساعدة اذا لزم الامر. ويبدو أنه جرى تأجيل خطط خفض هذه القوة بمنتصف العام. توتر في الجنوب وامتد التوتر والاشتباكات الى مدن أخرى في جنوبالعراق، حيث فرض حظر التجول في الناصرية والكوت والسماوة والحلة، بعد الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الامن وميليشيا"جيش المهدي"في البصرة. في الكوت 175 كلم جنوب شرقي بغداد، كبرى مدن ومحافظة واسط، فرض حظر التجول بعد اشتباكات بين جيش المهدي والقوات العراقية في المدينة. وذكرت مصادر ان مسلحين من"جيش المهدي"سيطروا أمس على خمسة أحياء في المدينة، هي الجهاد والشهداء والزهراء والشرقية والحاوي، علماً بأن المدينة تتألف من 18 حياً، فطلبت شرطة المدينة دعماً من القوات الاميركية لمساعدتها. ويسمع دوي انفجارات واطلاق نيران في المدينة فيما تحلق طائرات حربية أميركية فوقها. الى ذلك، هاجم عشرات المسلحين من"جيش المهدي"مركز شرطة بلدة العزيزية الواقعة في محافظة واسط جنوب شرقي بغداد ما اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص بينهم اثنان من الشرطة. وقال ضابط شرطة في البلدة 80 كلم جنوب شرقي بغداد رفض كشف اسمه"نتعرض منذ العاشرة صباح الثلثاء الى هجوم يشنه عشرات المسلحين من جيش المهدي ... قتل اثنان من الشرطة وثلاثة مدنيين". واضاف"لقد تمكنا من قتل عدد من المسلحين"، لم يحدده بسبب شدة الاشتباكات. وناشد الضابط"الحكومة ارسال تعزيزات"، وتابع"لقد صمدنا منذ الصباح لكننا بحاجة الى دعم لمواصلة السيطرة على الموقف". وفي السماوة 275 كلم جنوببغداد كبرى مدن محافظة المثنى،"فرض حظر شامل للتجول بدأ بعد الظهر الثلثاء وحتى اشعار آخر". وفي الناصرية 380 كلم جنوببغداد، كبرى مدن محافظة ذي قار، اعلنت السلطات حظرا للتجول اعتبارا من ظهر الثلثاء حتى صباح الاربعاء. وفي الحلة 100 كلم جنوببغداد، فرضت السلطات المحلية في محافظة بابل، كبرى مدنها الحلة، حظرا شاملا على حركة السيارات والمواطنين حتى اشعار آخر، اضافة الى اغلاق المحلات والاسواق. وانتقل التوتر الى العاصمة، حيث هاجمت عناصر من"جيش المهدي"مقرات"منظمة بدر"الجناح العسكري ل"لمجلس الاعلى الاسلامي العراقي"ومقراً لحزب"الدعوة". وذكرت مصادر ان"جيش المهدي هاجم مقرات منظمة بدر في احياء الحبيبية والاورفلي والمعامل التابعة لمدينة الصدر، بالاضافة الى مقرات اخرى في منطقة الحسينية شمال وحي الامين شرق". وقالت الشرطة ان القتال أرغمها على مغادرة منطقتي الحبيبية والاورفلي ومنطقة المعامل القريبة. وشوهد في مدينة الصدر طابور طويل من المركبات المدرعة الاميركية من طراز"سترايكر"يدخل المنطقة. وصرح المتحدث باسم القوات الاميركية في بغداد اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر بأنه على علم بوقوع اشتباكات بين المسلحين والشرطة في مدينة الصدر. مضيفاً ان الصواريخ التي أطلقت على"المنطقة الخضراء"في وسط بغداد جاءت من مدينة الصدر.