أعلنت الحكومة العراقية امس الاحد مواصلة العمليات الامنية وخصوصا في مدينة الصدر حتى استتباب الامن، كما قررت طرد المئات من عناصر الشرطة والجيش للاخلال "بواجباتهم" اثناء المواجهات مع الميليشيات الشيعية. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ ان قوات الامن ستستمر دون هوادة في محاربة الميليشيات في مدينة الصدر الشيعية حتى تطهيرها بصورة كاملة من المسلحين. واضاف ردا على سؤال لوكالة (فرانس برس)، "سنستمر حتى نضمن الامن في مدينة الصدر، لن نخرج من هناك، ولن نتوقف حتى تحقيق حياة طبيعية للسكان". وقال شهود عيان ان القوات العراقية تدعمها قوات اميركية سيطرت على ما لا يقل عن 12قطاعا تقع قرب المنفذ الرئيسي في المدينة المكونة من 79قطاعا، مؤكدين ان طلائع القوات وصلت الى ساحة الصدرين. وقد رفعت السلطات جزئيا حظر التجول المفروض على المركبات في الضاحية الشيعية بعد ان فرضته اثر اندلاع اشتباكات عنيفة قبل اكثر من اسبوعين. وأكد الدباغ في مؤتمر صحافي ان القوات الامنية لا تستهدف جيش المهدي في العمليات العسكرية التي بدأت في 25الشهر الماضي في البصرة وسرعان ما امتدت الى بغداد ومدن جنوبية اخرى. وقال ان "الحكومة لم ترسل قواتها ضد اي حزب سياسي وكل شخص يحمل السلاح بصورة غير قانونية سيتعرض للمساءلة بغض النظر عن انتمائه السياسي فيما اذا كان تابعا للتيار الصدري او غيره". بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الاميركي الاميرال باتريك ديرسكول في مؤتمر صحافي ان "الذين تم استهدافهم هم عصابات تحمل السلاح بصورة غير قانونية وتشن هجمات ضد القوات الامنية". ويؤكد سكان في البصرة عودة الحياة الى طبيعتها بشكل شبه تام بحيث اعادت محلات بيع اشرطة الموسيقى والخمور فتح ابوابها بعد ان اغلقتها الميليشيات. وقد خاضت عشرات الاحزاب الشيعية، وغالبيتها فصائل صغيرة الحجم، صراعا في محافظة البصرة من اجل السيطرة على القرار السياسي والاقتصادي في اغنى محافظات العراق. وتابع دريسكول قائلا "حتى الآن، اوقفت قوات الامن العراقية 430مجرما بينهم 28مدانا بحكم الاعدام كانوا فارين في البصرة قبل العملية الامنية". على صعيد آخر، قررت السلطات طرد 1300شرطي وجندي عراقي بسبب عدم قيامهم "بواجبهم" خلال مواجهة الميليشيات الشيعية اثناء العملية التي اشرف عليها رئيس الوزراء نوري المالكي في البصرة الشهر الماضي. وقال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية لوكالة (فرانس برس) ان "هؤلاء العناصر لم يؤدوا واجباتهم في البصرة ( 550كلم جنوب بغداد) والكوت ( 175كلم جنوب شرق بغداد)، كبرى مدن محافظة واسط". واضاف "هناك الكثير من المؤشرات ووجودهم هو لهذا الغرض"، في اشارة الى تقصير رجال الامن في القيام بواجباتهم خلال عملية "صولة الفرسان" في البصرة.