سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجلس الأمن يدين "الاعتداء الإرهابي" على المؤتمر الصحافي للمالكي والأمين العام للأمم المتحدة . خلافات بين "الفضيلة" و "جيش المهدي" في البصرة والحكومة على وشك الاتفاق مع جماعات سنية
اندلعت الخلافات بين الأطراف الشيعية على السلطة في البصرة، قبل الانسحاب البريطاني المتوقع خلال عام، وأحرق مسلحون من "جيش المهدي" المركز الرئيسي لحزب "الفضيلة"، بعدما اقتحموا مكاتب ادارة الكهرباء وطردوا الموظفين واحتجزوا المدير ونائبه. في غضون ذلك أعلن الجيش الاميركي اعتقال عدد من الاشخاص، احدهم كان مقرباً من زعيم"جيش المهدي"مقتدى الصدر، للاشتباه بتورطهم في خطف وقتل خمسة جنود اميركيين في كربلاء في كانون الثاني يناير الماضي. وفيما تشير الخلافات الشيعية - الشيعية في البصرة الى المتاعب التي تواجه رئيس الوزراء نوري المالكي في الجنوب وداخل معسكره، أعلن مسؤول كبير في الحكومة قرب التوصل الى اتفاق مع جماعات مسلحة لمواجهة تنظيم "القاعدة" في الوسط. في نيويورك دان أعضاء مجلس الأمن "أشد الإدانة الهجوم الإرهابي الشنيع على مكتب رئيس الحكومة العراقية حيث شارك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي". وفوّض أعضاء المجلس الرئيس للشهر الجاري، سفير جنوب افريقيا دوميساني كومالو، إصدار بيان باسمهم لدعم"الأمين العام وترحيبهم بزيارته لبغداد". في البصرة اندلعت اشتباكات بين"جيش المهدي"وحزب"الفضيلة"أسفرت عن اشتعال النار في مقر"الفضيلة"الذي يسيطر على مجلس المحافظة. وفيما ساد التوتر شوارع المدينة أعلن رئيس اللجنة الأمنية اللواء علي حمادي فرض حظر التجول"للقضاء على الاضطرابات وحفظ الامن"، واصفاً ما حدث بأنه"سوء فهم"بين"الفضيلة"و"جيش المهدي". وذكر مسؤول في بغداد أن الجانبين كانا يتنازعان على مبنى أخلته القوات البريطانية الثلثاء الماضي. وأفاد شهود ان مسلحين اقتحموا مبنى دائرة الكهرباء القريبة من مجلس المحافظة وطردوا الموظفين منه، بعدما أخذوا مدير دائرة توزيع الكهرباء ومعاونه رهينتين. وأشاروا الى ان السبب كان إصدار أحد مهندسي الدائرة من"حزب الفضيلة"عقوبة إدارية بحق أحد العمال من الذين يعتقد بانتمائهم إلى"جيش المهدي". لكن مصادر مطلعة تضع الاشتباكات في اطار الصراع السياسي المحتدم بين المحافظ محمد الوائل الفضيلة الذي يعتبر قريباً من القوات البريطانية من جهة ومجلس المحافظة وقادة الأجهزة الأمنية من جهة ثانية. وكان ناطق باسم القوات البريطانية، التي تستعد للانسحاب من البصرة وتسليم الملف الأمني للقوات العراقية، قال ان"الشرطة طلبت مساعدتنا لمواجهة ما أكدت انه اضطرابات"، مشيراً الى ان قوة بريطانية وصلت الى مكان الاشتباكات لكنها لم تتوصل الى معرفة ما حدث بالضبط. ووقعت الاشتباكات بعد يومين فقط من انسحاب القوات البريطانية من قاعدتها وسط البصرة. واللافت ان السفير البريطاني في بغداد دومينيك اسكويث كان أعلن في مؤتمر صحافي أول من أمس في لندن ان"تقدماً جيداً في بناء قدرات القوات العراقية والحكومة المحلية في البصرة ساهم في إعلان سحب قوات بريطانية من بعض المواقع في البصرة"، مشيراً الى ان"نقل المسؤوليات الى العراقيين سيتواصل مع استكمال بناء القدرات العراقية المدنية والأمنية وسيتحول دور القوات المتعددة الجنسية الى التدريب". كما أعلن وزير الدفاع العراقي عبدالقادر محمد جاسم العبيدي مساء الاربعاء في لندن، ان الجيش العراقي سيكون جاهزاً لتسلم مواقع القوات البريطانية في البصرة التي ستنسحب منها في أيار مايو المقبل، موضحاً ان الجيش سيكمل استعداداته العسكرية في هذا الموعد، أي قبل 4 أشهر من الموعد الذي كان مقرراً لاستكمال بناء الجيش في الجنوب في أيلول سبتمبر المقبل، وأكد ان القوات العراقية، التي ستملأ الفراغ الأمني، ستتولى خصوصاً"القيادة والسيطرة"على العمليات العسكرية في المنطقة وليس الملف الأمني، مشدداً على جاهزية القوات العراقية لتسلم المسؤوليات الأمنية. في غضون ذلك، أكد مسؤول العلاقات الدولية في وزارة الدولة العراقية لشؤون الحوار الوطني سعد يوسف المطلبي ان المحادثات التي تجريها الحكومة مع بعض الجماعات المسلحة تقترب من التوصل الى"اتفاق يسمح بتوحيد الجهود لمهاجمة"القاعدة"وطردها من البلاد". في بغداد، أوضح بيان للجيش الأميركي ان"قوات التحالف اعتقلت في الايام الاخيرة في البصرة والحلة قيس الخزعلي وشقيقه ليث وآخرين من المتورطين مباشرة بعملية خطف وقتل خمسة جنود اميركيين في كربلاء في 20 كانون الثاني الماضي"في عملية أمنية معقدة. والشقيقان خزعلي، خصوصاً قيس، من الكوادر السابقة في"جيش المهدي"، وكان احد المتحدثين باسم الصدر خلال المعارك بين الاميركيين و"جيش المهدي"في آب اغسطس 2004. وقتل الجنود الخمسة وأصيب ثلاثة آخرون خلال هجوم في 20 كانون الثاني على مركز التنسيق المشترك في كربلاء خطف خلاله المهاجمون أربعة عسكريين اميركيين عثر على جثثهم في وقت لاحق قرب الحلة. وكان البنتاغون أعلن ان الجيش الاميركي يحقق في احتمال تورط ايرانيين في الهجوم المعقد الذي نفذه رجال يرتدون بزات تشبه البزات العسكرية الاميركية ويتحدثون الانكليزية ويحملون أسلحة يحملها الاميركيون، ما أتاح لهم تجاوز نقاط التفتيش العراقية للوصول الى الموقع. ورداً على محاولة الاعتداء على الأمين العام للأمم المتحدة أعرب أعضاء مجلس الأمن عن"دعمهم الثابت لجهوده الرامية الى تعزيز العملية السياسية الشمولية والفاعلة في العراق للتوصل الى وفاق وطني يحفظ سيادة أراضيه وسلامتها".