أعلن الجيش البريطاني في البصرة ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يشرف شخصيا على العمليات العسكرية التي بدأت أمس الثلاثاء ضد "الميليشيات الشيعية" في البصرة جنوب العراق. وقال الميجور توم هولواي المتحدث باسم الجيش البريطاني لوكالة (فرانس برس) ان "رئيس الورزاء قدم الى البصرة من بغداد امس (الاثنين) برفقة وفد ويشرف حاليا على العمليات العسكرية، من داخل احدى القواعد العسكرية العراقية". واضاف "نحن بانتظار معلومات اضافية حول العملية حاليا". واكد مسوؤل عسكري بريطاني آخر ان "القوات البريطانية لا تشارك في هذه العملية" قائلا ان "العملية عراقية فقط". ودارت معارك عنيفة أمس الثلاثاء في البصرة (جنوب العراق) بين قوات الأمن العراقية ومقاتلي الميليشيا الشيعية جيش المهدي، حسبما ذكر مراسل لوكالة (فرانس برس) في المدينة. من جهتها علقت الكتلة الصدرية مشاركتها في اجتماعات مجلس النواب العراقي إثر العملية العسكرية التي شنت، مساء الاثنين، في مدينة البصرة جنوبي العراق، فيما تلقى مستشفيات المدينة حتى مساء الثلاثاء جثث أكثر من 18قتيلا ثلاثة منهم من عناصر الشرطة واصابة (100) اخرين. واعلن رئيس الكتلة وعضو مجلس النواب نصار الربيعي، خلال الجلسة التي عقدها البرلمان امس أن "الكتلة الصدرية تعلن تعليق مشاركتها في اجتماعات المجلس، إلى أن يتم إيقاف استهداف أبناء الخط الصدري". وقال الربيعي، خلال مؤتمرصحفي عقده في قصر المؤتمرات ببغداد (امس الثلاثاء)، إن التيار الصدري "يعلن عن توسيع عمليات العصيان المدني ليشمل جميع محافظات العراق، ومن ضمنها جانب الرصافة من بغداد وكافة أنحاء البلاد". ودعا رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان جميع المواطنين إلى "مؤازرة هذا العصيان"، مطالبا الحكومة ب"تنفيذ المطالب التي أعلن عنها التيار الصدري سابقا". وطالب القيادي في التيار الصدري النائب بهاء الأعرجي "جميع الأطراف التصدي للذين لايريدون الخير للعراق"، دون أن يحدد أي جهة. وتشهد مدينة البصرة، التي تعد ثاني أكبر المدن العراقية ( 590كلم جنوب بغداد)، مواجهات بعد ساعات قليلة من إنطلاق خطة (صولة الفرسان)، التي فرضتها الحكومة العراقية على المدينة منذ مساء (الإثنين)، ما أدى إلى تعطل الحياة تماما وانقطاع حركة السير ومكوث المواطنين في منازلهم في أغلب مناطق مدينة البصرة وضواحيها. ودعا مكتب الصدر في البصرة الى "تهدئة الامور"، واتهم الحكومة بمساعدة "الامريكان والبريطانيين للقضاء على انصار التيار الصدري". وقال بيان صادر عن مكتب الصدر في البصرة "ندعو الأطراف الحكومية للتراجع وضبط النفس والسير في طريق التهدئة وإلا من حق الناس الدفاع عن أنفسهم". وقال مسؤول الإعلام بمكتب الصدر في البصرة إن "مكتب الصدر يتعرض لهجمة بربرية لتصفية أبناء الخط الصدري". وأضاف "نحن بدورنا نريد استتباب الأمن لكن الحكومة فرضت خطة طوارئ لملاحقة الصدريين ومحاولة تصفيتهم". وعلى صعيد متصل قال شهود عيان إن "مسلحين استولوا على العديد من مراكز الشرطة في البصرة وقاموا بأسر بعض عناصرها". واكد احد شهود العيان من منطقة (القبلة) أن "احراق ثلاث عربات همر للجيش العراقي". وذكر شاهد عيان من منطقة (النجيبية) إن "مسلحين فجروا جسر النجيبية الحديدي الذي يربط منطقة النجيبية بناحية الهارثة واحدثوا بعض الأضرار فيه". وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال، مساء الاثنين، أن "الحكومة الاتحادية عقدت العزم بحزم على إعادة الأمن والاستقرار وفرض القانون في البصرة التي تتعرض لضغوط تستهدف أمنها واستقرارها". وقال شهود عيان من منطقة (المعقل) ( 10كم شمال البصرة) " إن مواجهات ضارية تدور منذ منتصف ليل الاثنين بين القوات الأمنية وبين مسلحين في مناطق (خمسة ميل والجمعيات والأبله والكزيزة). كما تشهد منطقتا الجمهورية والعالية المتجاورتين (وسط مدينة البصرة)، معارك عنيفة تدور منذ الساعة الثانية عشرة من، ليل الاثنين، بين قوات من الجيش العراقي ومسلحين، استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة شملت الدبابات والمدفعية للقوات الامنية وقذائف أر بي جي 7من قبل المسلحين. وحاصرت القوات الامنية العراقية ايضا منطقة التميمة (وسط المدينة) التي تعتبر أهم معاقل المسلحين في البصرة قال شهود عيان إن "قوة كبير حاصرت المنطقة مسندة بالطائرات المقاتلة والمروحية وقد بدأت بعد مواجهات عنيفة بالسيطرة على المنطقة". فيما ذكر شهود عيان ان المسلحين "يسيطرون على شارع الكويت الذي يقع وسط مدينة البصرة حيث اتخذوا من البنيات العالية مراصد لهم"، مبينا أن الشوارع خالية من المارة تماما وقد أغلقت جميع الدوائر الحكومية ومكث الناس في بيوتهم". كما دارت معارك عنيفة في منطقة القبلة ( 8كم غربي البصرة) وأن المسلحين يخوضون معارك شرسة مع القوات الامنية وقاموا بزرع الطرق الرئيسة بالعبوات الناسفة. الى ذلك، اعلنت السلطات الامنية حظر للتجوال في محافظات واسط والمثنى وبابل تحسبا لاية حوادث على خلفية المواجهات المسلحة في مدينة البصرة، بين قوات الحكومة والمسلحين. كما اعلنت الشرطة العراقية في مدينة واسط حظرا للتجوال فرض، امس الثلاثاء، في مدينة الكوت مركز المحافظة بعد تجدد المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين. وفي بغداد انطلقت "صفارات الانذار داخل المنطقة واعقبها صوت انفجارين استهدف احدهما مبنى مجلس الوزراء". وفرضت الحكومة العراقية حظرا للتجوال في مدينة الصدر شرقي بغداد من الساعة السابعة مساء وحتى الساعة السادسة صباحا اثر مهاجمة مسلحين لمكاتب حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي".