دعا بطريرك الكلدان في العراق الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي أمس المسيحيين إلى "ضبط النفس" في أعقاب العثور على جثة رئيس أساقفة الموصل المطران رحو بعد أسبوعين من خطفه طالب خلالها خاطفوه بفدية. وقال دلي في كلمة له خلال مراسم تشيع ودفن المطران في كنسية مار عدة في بلدة كرمليس في محافظة نينوى أمام العشرات من رجال الدين:"أدعو طلاب الكنيسة إلى ضبط النفس والصبر والسلوان، وأن يتذكروا اننا سائرون على طريق أجدادنا حتى الساعة مخلصين مسالمين محبين وطنيين وأبناء عاملين بما يأمرهم يسوع المسيح". وأضاف أن"المطران الشهيد كان عمل ليل نهار في الابرشية، وكان واضعاً أمام عينه الاستشهاد من أجل ايمانه العميق في سبيل خدمة الكنسية. وكان شجاعاً". وتابع الكردينال وهو العراقي الوحيد الذي انتخبته دولة الفاتيكان كاردينالاً:"بقلب يلفه الحزن والاسف، أقف أمام جثمان أخي وعزيزي الحبر الجليل وراعي الابرشية المطران بولص فرج رئيس أساقفة الموصل". وتابع بعدما انقطع عن الكلام لبرهة بسبب البكاء:"مع أداء خدمته الروحية من أجل كنسيته الكلديانية، والكنسية العراقية ومؤمنيها وقضاء حياته في خدمة أخوته أميناً مخلصاً مسالماً صادقاً، قبل الموت ولم يهتم، وأراد الموت على غرار الشهداء والقديسين بروح المحبة من أجل أن يكمل واجباته الدينية". وزاد:"يا من خدمت كنيستك وأبناء جلدتك ووطنك العراق، لن ننساك. أحبك الشعب بأديانه وطوائفه ومذاهبه كافة، صغيراً، كبيراً، فقيراً أو غنياً. والدليل أن العالم بمؤسساته الدينية والاجتماعية كافة هب مطالباً بفك أسرك". وختم:"وداعاً يا رفيق العمل والخدمة، وداعاً يا من ضحيت بحياتك من أجل خدمة الدين". وفي بيروت، رأى المجلس الأعلى للطائفة الكلدانية في لبنان بعد اجتماع طارئ شارك فيه المطران ميشال قصارجي، احتمال وجود"خطة مبرمة تهدف لدفع المسيحيين إلى إخلاء العراق وترك مناطقهم"، مشيراً الى أن هذا البلد"يشهد اليوم مؤامرة جديدة على مسيحيي الشرق لاقتلاعهم منه، في حين أن الدول التي تعتبر ديموقراطية تتجاهل ما يحصل وتختبئ وراء نظرية أن القتل يطاول جميع العراقيين". وتابع أن"هذه الدول تناست أن العراق أيام النظام السابق كان يعد فوق المليون مسيحي لم يبق منهم في عهد الديموقراطيين اليوم سوى أقل من مئتي ألف". ودان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني"الجريمة النكراء التي لا تمت إلى الدين بصلة". واعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، أن اغتيال رحو"شكل اعتداء صارخاً على قدسية الدين وحرمته، وهو ينم عن توجهات خبيثة نفذت حقدها في تنفيذ حكم الإعدام برجل دين بريء من دون سبب أو مبرر". واعتبر رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط أن اغتيال رحو"جريمة بشعة بحق القيم الإنسانية ومحاولة لضرب صيغة التعايش والتنوع في العراق". ورأى النائب نبيل دي فريج"أن هذه الجريمة النكراء تعبر عن النفسية العدائية التي يكنها هؤلاء المجرمون ضد الإنسانية جمعاء، خصوصاً أن الإثم الشنيع طاول أحد رموز الكنيسة الكلدانية المعروف باعتداله وانفتاحه ومحبته".