تتجه أنظار اتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم إلى روما لانتخاب بطريرك جديد للكنيسة خلفاً للكاردينال عمانوئيل دلي الثالث الذي قدم استقالته، فيما أكدت رئاسة أساقفة الكلدان في كركوك أن الحد من هجرة المسيحيين هو أكبر تحد سيواجهه البطريرك الجديد. ووافق البابا أول من أمس على استقالة دلي، وقرر تكليف جاك أسحق المهمات الإدارية للكنيسة، إلى حين انتخاب بطريرك جديد، حيث سيعقد سينودس أساقفة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في روما، في 28 كانون الثاني (يناير) من العام المقبل، برئاسة الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية الذي زار أخيراً العراق. وقال راعي أبرشية الكنيسة الكلدانية في محافظة كركوك المطران لويس ساكو ل»الحياة» إن «أسباب استقالة الكاردينال دلي تتعلق بتقدمه في العمر الذي تجاوز 85 سنة، فضلاً عن سوء حالته الصحية، وأصبح غير قادر على القيام بمسؤولياته في هذه الظروف الصعبة»، مشيراً إلى أن»اتخاذ قرار الاستقالة، كان يتوقعه الجميع منذ مدة «. وعن أبرز التحديات التي سيواجهها البطريرك الجديد، أوضح ساكو أن «هجرة المسيحيين ستكون أكبر تحد، هذا النزيف سيفرغ البلاد من هذا المكون الأصيل، وهذا هو هاجسنا الأكبر»، داعياً «أبناء الكنيسة إلى البقاء، وعودة الذين هاجروا لأسباب أمنية خصوصاً إلى بلدان الجوار، لأن الهجرة ليست سهلة وتحمل معها الكثير من التحديات، كاختلاف في الثقافة والعقلية واللغة». وتأتي الاستقالة فيما يستعد المسيحيون في العراق للاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة، وسط إقرار الكنيسة والجهات ذات العلاقة باستمرار الهجرة على رغم تراجع أعمال العنف التي تعرض لها المسيحيون عقب احتلال العراق عام 2003. وحض ساكو العراقيين، سياسيين ومواطنين، على «جعل الاحتفالات بالأعياد فرصة من أجل تحقيق السلام، ووحدة الصف بهدف عودة الأمان والاستقرار، والمصالحة للشروع ببناء البلد خدمة للإنسان العراقي الذي عانى كثيراً»، وأكد أن «المسيحيين يُصلون من أجل تعيين راع جديد وشجاع ومقتدر يحمل صفات الراعي الصالح ومنفتح ووحدوي ومتجدد يهمه الشأن المسيحي والعراقي على حد سواء وأن يكون جسراً للحوار والوحدة سواء بين المسيحيين انفسهم، أو مع غيرهم، على أساس الأخوة البشرية والمواطنة والتاريخ المشترك». والبطريرك المستقيل عمانويل الثالث دلي من مواليد تلكيف في محافظة نينوى (400 كم شمال بغداد) عام 1927، ويتقن اللغات السريانية والعربية والفرنسية والإيطالية واللاتينية والإنكليزية ويلّم بالألمانية واليونانية، وأعلن بطريركاً عام 2003 في سينودس أساقفة الكلدان في روما، خلفاً لمار روفائيل الأول بيداويد.