توافد مئات المسيحيين العراقيين لحضور مراسم تشييع ودفن رئيس اساقفة الكلدان المطران فرج رحو غداة العثور على جثته بعد اسبوعين من خطفه. وقال حازم الياس احد رجال كنيسة مار عدة في قرية كرم ليش ( 35كلم شرق الموصل) لفرانس برس ان "مراسم التشييع وستنتهي بدفن المطران داخل الكنيسة". وتعيش في قرية كرم ليش غالبية من الطائفة المسيحية. واضاف الياس ان "المسيحيين الذين ارتدى معظمهم ملابس سوداء بدأوا يتجمعون حول الكنيسة منذ صباح امس قادمين من مناطق متفرقة في محافظة نينوى بالاضافة لوصول وفود مسيحية من كركوك وبغداد ومحافظات اخرى". وكان المطران رحو خطف في التاسع والعشرين من فبراير الماضي في الموصل على بعد 370كلم شمال بغداد على ايدي رجال مسلحين قتلوا ثلاثة من حراسه. واعلن المسؤول في البطريركية الكلدانية في بغداد المطران شليمون وردوني لمكتب الاعلام التابع للكنيسة الكاثوليكية الايطالية الخميس العثور على الجثة قرب الموصل. وقال "عثرنا على جثته قرب الموصل، لقد دفنه الخاطفون". ولا يزال من غير الواضح سبب وفاة المطران حتى الان، لكن المطران ربان القس وهو اعلى مرجع ديني في اقليم كردستان العراق قال ان جثته لا تحمل آثار رصاص. كما تعهد الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس حكومته نوري المالكي في بيانين امس الجمعة بملاحقة "العصابة الإرهابية" التي تقف وراء مقتل رئيس أساقفة الكلدان في الموصل المطران بولس فرج رحو. وقال طالباني في بيان صحفي: "بقلوب مفعمة بالأسى والحزن، تلقينا نبأ مصرع المطران بولس فرج رحو رئيس أساقفة الكلدان في الموصل الذي راح ضحية جريمة بشعة ارتكبتها قوى الإرهاب والظلام". وتابع أن "المجرمين الذين قتلوا رحو لن يتمكنوا من غرس نبتة البغضاء والفتن وأن المسيحيين العراقيين الأصلاء سيبقون يعملون مع أشقائهم من المسلمين وأبناء الطوائف والديانات الأخرى من اجل استئصال منابت الكراهية والفرقة وترسيخ وشائج الأخوة والمحبة والوئام" ومن جانبه، قال المالكي في بيان مماثل: "في الوقت الذي نستنكر وندين فيه بشدة هذه الجريمة البشعة، فإننا نعدها اعتداءً يستهدف إثارة الفتنة بين مكونات الشعب العراقي". وأضاف أن "مرتكبي هذه الفعلة الشنيعة لن يفلتوا من حكم العدالة وأن أرض الرافدين ستتطهر من القتلة والإرهابيين بتلاحم أبنائها". من ناحية اخرى دان الرئيس الاميركي جورج بوش مقتل مطران الموصل للكلدان فرج رحو الذي خطف قبل نحو اسبوعين، معتبرا انه "جريمة قتل" على الرغم من ان سبب وفاته لم يعرف. وقال بوش في بيان "اعبر عن تعازي للطائفة الكلدانية والشعب العراقي (...) وادين عمل العنف الدنىء الذي ارتكب بحق المطران". واضاف ان "الارهابيين سيواجهون استمرار هزيمتهم في العراق لانهم متوحشون وقساة واستهتارهم بحياة البشر كما يتبين من جريمة القتل والهجمات الانتحارية الاخيرة ضد عراقيين ابرياء سيقلب الشعب العراقي ضدهم". واكد الرئيس الاميركي "سنواصل العمل مع الحكومة العراقية لحماية المدنيين ودعمهم بمعزل عن انتماءاتهم الدينية".