سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ قاسم وأبو وائل جبر وعزام محمد أبرز موقوفي المجموعة الأخيرة . الإجماع على تسليم الرجل الثاني في "فتح الإسلام" يضع الفصائل أمام مسؤوليتها لإنقاذ عين الحلوة
دعت مصادر فلسطينية رفيعة في صيدا الى إعطاء فرصة للجهود الفلسطينية الرامية الى إقناع الرجل الثاني في تنظيم"فتح الإسلام"عبدالرحمن عوض أبو محمد بتسليم نفسه الى قيادة الجيش اللبناني على رغم أن احتمالات استسلامه ورفاقه المطلوبين المختبئين داخل مخيم عين الحلوة تبقى ضئيلة. وأكدت المصادر لپ"الحياة"أن المساعد الأول لمدير مخابرات الجيش اللبناني العقيد عباس إبراهيم كان واضحاً عندما التقى أخيراً عدداً من مسؤولي الفصائل الفلسطينية في المخيم ومسؤولي اللجان الشعبية، لجهة رفضه إخراج عوض من عين الحلوة، خوفاً من أن يؤدي ذلك الى تهريبه خارج المخيم، وكذلك لجهة إصراره على أن ينتفض المخيم على تلك المجموعة الإرهابية المنتمية الى"فتح الإسلام"في ظل رفض كل من فيه بقاءه"طليقاً"في المخيم. ولفتت المصادر عينها الى أن العقيد إبراهيم أعطى الضوء الأخضر اللبناني للفصائل الفلسطينية وللجان الشعبية للتحرك بحثاً عن عوض الذي ترفض عائلته أن يرتبط اسمها بتدمير المخيم على غرار ما أصاب مخيم نهر البارد بسبب تلكؤ الفصائل الفلسطينية في الضغط على زعيم تنظيم"فتح الإسلام"شاكر العبسي لتسليم نفسه كشرط لإنقاذ المخيم وتمكنه تالياً من الفرار الى خارجه وانتقاله لاحقاً، بحسب إفادات الموقوفين لدى الجيش اللبناني، الى داخل الأراضي السورية ثم توقيفه من جانب أجهزة الأمن السورية في تموز يوليو الماضي. وقالت ان للتلكؤ الفلسطيني في"البارد"أسبابه التي حالت دون إنهاء ظاهرة"فتح الإسلام"لإنقاذ المخيم بعد أن تمادى هذا التنظيم في الاعتداء على الجيش اللبناني، خلافاً للوضع السائد حالياً في عين الحلوة حيث يجمع كل أطرافه على ضرورة تسليم المجموعة التي يديرها عوض. ورفضت المصادر الدخول في أسباب تلكؤ بعض الفصائل في التعاون مع الجيش لإنهاء ظاهرة"فتح الإسلام"مع أنها حليفة لسورية، وتساهم حالياً، بالتعاون مع مخابرات الجيش اللبناني، في ملاحقة المطلوبين في مخيمي البداوي وعين الحلوة. وبالنسبة الى عدد المطلوبين من"فتح الإسلام"في عين الحلوة، قالت المصادر إن لديها لائحة بأسمائهم تسلمتها من قيادة الجيش وأنها تضم أسماء: يوسف شبايطة، محمد الدوخي"خردق"، نعيم عباس، أسامة الشهابي وغاندي السحمراني أبو رامز، مستبعدة أن يكون جميع هؤلاء قد تمكنوا من مغادرة المخيم ومؤكدة أنهم يتوزعون على أحياء"الطوارئ"وپ"الجديد"وپ"الصفصاف". وكشفت أن لا وجود فاعلاً لما يسمى بتنظيم"جند الشام"في عين الحلوة، يأخذ على عاتقه توفير الحماية الأمنية والسياسية للمطلوبين. وقالت إن عناصره يعدّون بالعشرات وأن معظمهم التحق أخيراً بپ"فتح الإسلام". وفي شأن عبدالرحمن عوض، قالت المصادر انه ينتمي الى عائلة تضم 4 نساء و6 شبان، وأن أشقاءه، في معظمهم، ينتمون الى حركة"فتح". وأضافت أن عوض انتمى في السابق الى"فتح"وعمل في بيروت، وقبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران يونيو 1982 مرافقاً لمسؤول الأمن المركزي فيها هايل عبدالحميد"أبو الهول"الذي اغتيل في تونس، ثم عاد الى عين الحلوة وعمل مرافقاً لمؤسس"عصبة الأنصار"هشام شريدي الذي اتهمت"فتح"باغتياله. وتردد، كما تقول المصادر، أن عوض ترك"عصبة الأنصار"بعد اغتيال شريدي احتجاجاً على عدم إسناد مهمات أساسية إليه في العصبة، وانصرف الى بيع القهوة في المخيم وأن دوره ظهر الى العلن بعد أسابيع على اعتداء"فتح الإسلام"على الجيش اللبناني في"البارد"وأخذ يتردد اسمه كواحد من المجموعة التي نظمت اعتداءات استهدفت قوات"يونيفيل"عند جسر نهر القاسمية في مدينة صور. إضافة الى اعتداءات استهدفت الجيش اللبناني في صيدا وجوار عين الحلوة. كما تردد أن عوض انتقل، لأشهر، الى العراق ليعود ثانية الى عين الحلوة، وأن الشهابي يعتبر الرأس الأمني لپ"فتح الإسلام"في المخيم وهو بائع سمك، ارتبط سابقاً بعلاقة مع مسؤولين أساسيين في"جند الشام"هما عماد ياسين وأبو يوسف شرقية، ومحمد الدوخي الذي عاد والتحق بپ"فتح الإسلام". ويشاع حالياً في عين الحلوة أن عوض أشرف شخصياً على ترتيب زواج ابنة شاكر العبسي وفاء من زوجها الثاني المعروف باسم عماد وهو سوري انتقل لاحقاً الى سورية بعد زواجها الأول من"أبو الليث"الذي قتل عند الحدود السورية - العراقية وقيل ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أظهر صورته في أحد اجتماعاته مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. واعتبرت المصادر أن تعاون"فتح"مع"عصبة الأنصار"بقيادة هيثم عبدالكريم السعدي"أبو طارق"يمكن أن يشكل عامل ضغط لتحديد مكان إقامة عوض ورفاقه وتسليمهم الى الجيش اللبناني، لافتة الى ما تردد أخيراً من أن إبراهيم السعدي نجل أحمد عبدالكريم السعدي ابو محجن المتواري عن الأنظار والملاحق في جريمة اغتيال الرئيس السابق لجمعية المشاريع الخيرية"الأحباش"الشيخ نزار الحلبي، موقوف حالياً في دمشق من دون أن تكشف عن ظروف اعتقاله. أما الذين أوقفوا في العملية الأمنية المشتركة التي نفذتها مخابرات الجيش بالتعاون مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وتمكن خلالها زعيم المجموعة عبدالغني جوهر من الفرار، إضافة الى الموقوفين الذين تسلمتهم مخابرات الجيش من الفصائل الفلسطينية في البداوي وعين الحلوة وشاتيلا وبرج البراجنة، فقالت مصادر فلسطينية، مواكبة للملاحقات التي أدت الى توقيفهم، ان أبرزهم هم: إمام مسجد البداوي الشيخ حمزة قاسم الذي يعتبر"المرشد الروحي"لپ"فتح الإسلام"وخالد جبر أبو وائل وعزام محمد. وتابعت المصادر ان توقيف الشيخ قاسم وأبو وائل تم بتعاون الفصائل الفلسطينية مع مخابرات الجيش وأنه سبق للأجهزة الأمنية أن طالبت تلك الفصائل بالتعاون لتوقيفهم، لكنها لم تتجاوب في المرة الأولى، ثم عادت وتعاونت بعد الاعترافات السورية المتلفزة. وأكدت أن الشيخ قاسم كان على صلة وثيقة بشاكر العبسي، خصوصاً بعد فراره من"البارد"الى البداوي وأنه كان وراء تزويده بالمواد الغذائية عندما اختبأ في بلدة بجوار"البارد"قبل أن يؤمن انتقاله الى البداوي ويحظى برعاية مباشرة منه، ليغادر لاحقاً الى داخل الأراضي السورية. ورداً على سؤال، أوضحت المصادر أن للموقوفين، وخصوصاً"أبو وائل"صلة بتأمين نقل المتفجرات من عين الحلوة الى البداوي والتي استخدمها جوهر في استهداف الجيش في تفجيري التل والبحصاص في طرابلس. وتابعت أن جوهر كان يعد المتفجرات في منزل"ابو وائل"فيما اشترك الموقوف الفلسطيني الى جانب الأول في التفجير الذي استهدف الجيش في التل بعدما كان خضع لدورتين للتدريب على استخدام المتفجرات، الأولى في عين الحلوة والثانية في البداوي. ورأت المصادر المواكبة أن القبض على عوض وبقية أعضاء المجموعة الإرهابية سيدفع بالتحقيق الجاري مع الموقوفين الى الأمام نظراً الى الارتباط المباشر بشن الاعتداءات ضد الجيش وپ"يونيفيل، مشيرة الى أن لا قدرة لبعض المجموعات المتطرفة في عين الحلوة على تعطيل دور الفصائل الفلسطينية الرئيسة في التعاون مع الجيش لتوقيف المطلوبين في حال اتخذت قرارها النهائي وقررت السير في التزاماتها من دون أي تردد لحماية عين الحلوة ومنع تكرار مأساة نهر البارد. نشر في العدد: 16667 ت.م: 21-11-2008 ص: 12 ط: الرياض