نعى الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه السياسية والمجتمعية القائد الوطني الفلسطيني الكبير الدكتور حيدر عبد الشافي الذي وافته المنية امس في احد مستشفيات مدينة غزة اثر مرض عضال عن عمر ناهز 88 عاماً. وعلى رغم كبر سنه ومرضه وتواريه عن الانظار، في الاعوام الثلاثة الاخيرة، الا ان الفلسطينيين خصوصاً في قطاع غزة، شعروا بالصدمة لوفاة احد كبار القادة الذي يحظى باجماع من قبل الشعب الفلسطيني بما لم يحظ بمثله أي قائد آخر. وشيع بضع مئات من الفلسطينيين، يتقدمهم عشرات من قادة فصائل العمل الوطني، الفقيد الى مثواه الاخير في مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة، في جنازة جسدت وحدة وطنية نادرة في الساحة الفلسطينية، خصوصاً منذ الرابع عشر من حزيران يونيو الماضي عندما سيطرت حركة"حماس"على قطاع غزة والحقت هزيمة عسكرية بحركة"فتح"والاجهزة الامنية التي كانت تهيمن عليها. وشارك في الجنازة عدد من قادة حركتي"فتح"و"حماس"المتصارعتين من دون ان يتبادل الطرفان الحديث. ولم يشارك أي من المسؤولين في الضفة الغربية الجنازة، خصوصاً الرئيس محمود عباس ورئيس حكومة تسيير الاعمال سلام فياض الموجودين حالياً في نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة. وانتدب الرئيس عباس محافظ غزة محمد القدوة لتمثيله في الجنازة. ونعت حكومة فياض وحكومة الوحدة الوطنية المُقالة برئاسة اسماعيل هنية الدكتور عبد الشافي. وقالت حكومة فياض"احد اعمدة النضال الوطني الفلسطيني الدكتور حيدر عبد الشافي، بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء الخير والنضال المتواصل، في خدمة وطنه فلسطين والدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة من خلال مختلف المواقع التي شغلها". واضافت الحكومة في بيان نعي ان"الشعب الفلسطيني فقد، ومعه الامة العربية جمعاء، برحيل الدكتور حيدر عبد الشافي واحداً من اهم رجالات العمل الفكري والسياسي والنضالي التاريخي الفلسطيني والعربي الذي شارك في صنع التاريخ، مميزاً عمله بتغليب الحوار الوطني وتحقيق الوحدة الوطنية على درب تحقيق الحلم الوطني الفلسطيني بالحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس". كما نعت حكومة هنية عبد الشافي ووصفته بانه"فقيد الوطن المناضل واحد اهم رموز شعبنا الفلسطيني ونضاله التاريخي لاستعادة حقوقنا المشروعة". ونعى رئيس المجلس التشريعي بالانابة الدكتور احمد بحر عبد الشافي قائلاً انه تلقى واعضاء المجلس نبأ وفاته بمزيد من الحزن والاسى، مشيداً بتضحياته وجهده ووقته الذي بذله من اجل قضية شعبه. وفي بيان مقتضب جداً نعت حركة"حماس"الدكتور عبد الشافي ووصفته بأنه"كان شخصية وطنية تحظى باحترام الشعب الفلسطيني وتقديره". ووصف المتحدث باسم"فتح"فهمي الزعارير، في بيان، عبد الشافي بأنه"مثل يُحتذى للوطنيين والفلسطينيين، فقد جسد حالاً استثنائية متميزة من الحرص على الوطن والشعب الفلسطيني، ووحدة الوطنيين في اطار البيت الفلسطيني الواحد، وكان صاحب رأي شجاع وصلب لا تنحرف اراؤه عن مصالح الشعب العليا ولا تدفع نحو الصدام". ووصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان نعي الدكتور عبد الشافي، بأنه"مناضل وطني وديموقراطي وقائد كبير". وقال ان عبد الشافي"رحل عن فلسطين وهي بأمّس الحاجة لقيمه الانسانية الوطنية الوحدوية، وطهارته ونزاهته، ودوره الوطني والاجتماعي من اجل الحرية والاستقلال وبناء المجتمع الديموقراطي".