شيع أهالي قطاع غزة جثمان النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) مريم فرحات، المكناة ب "خنساء فلسطين" في جنازة "عسكرية" خرجت من المسجد العمري الكبير شرق مدينة غزة بعد ظهر اليوم إلى مقبرة الشهداء، إلى جانب قبور أبنائها الثلاث. وشارك في الجنازة العسكرية، رئيس حكومة قطاع غزة إسماعيل هنية وعدد كبير من قادة حركة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، إضافة إلى ممثلين عن فصائل فلسطينية أخرى ونواب بالمجلس التشريعي. وحمل 6 مسلحين من عناصر كتائب القسام جثمان "أم نضال" الذي تم لفه براية حركة "حماس" الخضراء ووضع عليه قطعة سلاح من طراز "كلاشنكوف". وأحاط العشرات من مسلحي كتائب "القسام" الملثمين بالجنازة، كما انتشر العشرات منهم في محيط المسجد العمري الكبير الذي شهد صلاة الجنازة، وحمل المشيعون الذين كان من ضمنهم عدد كبير من النساء والأطفال، الأعلام الفلسطينية ورايات حركة "حماس". وتوفيت فرحات فجر اليوم الأحد في مستشفى الشفاء بغزة بعد صراع مع المرض، بحسب مصادر طبية. وتحظى فرحات بشهرة واسعة في الأراضي الفلسطينية والمنطقة العربية؛ حيث تشتهر بلقب "خنساء فلسطين"، كونها قدمت 3 من أبنائها. واشتهرت فرحات على نطاق واسع، عقب تنفيذ نجلها "محمد" عملية عسكرية ضد الاحتلال، أسفرت عن مقتل 9 جنود صهاينة في مارس 2002. ونشرت مقاطع فيديو في حينها تظهر فرحات تودع ابنها محمد الذي لم يتجاوز 17 عاماً من العمر، قبل تنفيذه العملية التي لقي حتفه فيها، وتحثّه على قتال الصهاينة، والموت "شهيداً في سبيل الله". وفاة خنساء فلسطين "أم نضال" في غزة تواصل – وكالات: أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، نبأ وفاة مريم فرحات "أم نضال" المعروفة بلقب "خنساء فلسطين" في الساعات الأولى من صباح اليوم، بعد صراع مع المرض. وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في تصريح صباح اليوم: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نتقدم للأمتين العربية والإسلامية وكافة أبناء الشعب الفلسطيني بالتعزية والمواساة بوفاة خنساء فلسطين الحاجة مريم فرحات (أم نضال) النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير والإصلاح". وقد توافد على مستشفى الشفاء، المئات من المواطنين وأنصار حركة حماس وقادتها، وعلى رأسهم رئيس الحكومة بغزة إسماعيل هنية، والدكتور أحمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي، والدكتور محمود الزهار القيادي البارز بالحركة، وغيرهم. وكانت أم نضال قد عادت يوم الجمعة من مصر، بعد رحلة علاج طويلة، حيث أكد الأطباء إصابتها بتليف شديد في الكبد، والتهاب الأمعاء الذي أدى إلى التسمم، وكانت قد أصيبت بعدة جلطات خلال الأشهر الأخيرة، وخضعت لعلاج مطول في مشافي غزة ومصر، وأجرت مؤخراً عمليات المرارة والزائدة والقلب المفتوح. يشار إلى أن أم نضال هي إحدى النساء ذات التاريخ الجهادي، فهي أرملة وأم لستة أبناء وأربع بنات، جميع أبنائها من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقد استشهد ثلاثة منهم، نضال ومحمد ورواد، كما أن أحد أبنائها أسير منذ 11 عاماً في سجون الاحتلال. وقد قصف الاحتلال منزل أم نضال أربع مرات، وهي أحد أعلام الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين وعضو في المجلس التشريعي الفلسطيني. وكانت أم نضال قد آوت في بيتها القائد الشهيد عماد عقل قائد الجناح العسكري لحركة حماس، في عام 1992م، وهو المجاهد الذي وصفه الصهاينة ب "ذي الأرواح السبعة"، واستشهد في منزلها في الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1993، بعد أن تحول إلى جبهة حرب بينه وبين ما يزيد عن مائتين من جنود الاحتلال قبل اقتحامهم المنزل واستشهاد عماد عقل.