شنت حكومة الوحدة الوطنية المُقالة برئاسة إسماعيل هنية وحركة "حماس" والمجلس التشريعي هجوماً عنيفاً على مندوب فلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور، ووصفته بأنه"مندوب لإسرائيل وليس لفلسطين"، داعية المندوبين العرب إلى عزله وعدم التعامل معه على خلفية تقديمه مشروع قرار إلى الأممالمتحدة يعتبر الحركة"ميليشيا خارجة على القانون". وجاء تقديم المشروع ليصب مزيداً من الزيت على النار المتأججة بين حركتي"فتح"و"حماس". وطالب رئيس ديوان الحكومة المُقالة الدكتور محمد المدهون الرئيس محمود عباس بعزل منصور من منصبه بعد"تكرار تعاونه الواضح والصريح في تشديد الحصار على قطاع غزة". وقال في تصريحات أمس إن الشعب الفلسطيني يطالب بشخصيات وطنية تسعى إلى خدمته"غير مرتبطة بأجندات خارجية ولا بأجندة الاحتلال الإسرائيلي". واعتبر طرح المشروع"مؤشراً خطيراً الى مستقبل القضية الفلسطينية". وأضاف أن"مثل هذه الخطوات الخطيرة تضعه ومرؤوسيه في دائرة الشبهة والعمالة والخيانة التاريخية للقضية الفلسطينية، ولن يمحو التاريخ هذه الصفحة السوداء من تاريخهم". واستذكر إحباط منصور قبل أسابيع مشروع قرار قطرياً - إندونيسياً يرفع الحصار عن قطاع غزة"حين انساق خلف مندوب الاحتلال الإسرائيلي في رفض مشروع القرار، وهو ما أثار في حينه غضب الفصائل والشارع الفلسطيني". وطالب وزير العدل في الحكومة المُقالة يوسف المنسي باعتبار منصور"خائناً مرتكباً جريمة الخيانة العظمى"، متعهداً"ملاحقة كل من له ضلع بهذا العمل". واعتبر أن منصور"لا يمثل الشعب الفلسطيني بأي حال، وانما مجموعة خارجة على الصف الوطني تعمل على تنفيذ مخططات الاحتلال". ودعا الدول العربية والإسلامية والصديقة إلى عدم التعامل معه. وأصدر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة الدكتور أحمد بحر بياناً ندد فيه بمشروع منصور، واستنكر"التصرف غير المسؤول الذي قام به ... وهو تصرف أهوج ينم عن جهل بتاريخ الشعب الفلسطيني ونضالاته وطعنة في ظهر المقاومة والشهداء والجرحى والأسرى الفلسطينيين". وطالب عباس بعزله"تمهيداً لتقديمه إلى المحاكمة أمام القضاء الفلسطيني بتهمة الإضرار بمصالح الشعب الفلسطيني والتنكر لدماء الشهداء وتعريض سمعة الشعب الفلسطيني للإهانة". وتعهد اتخاذ"مجموعة من الاجراءات من خلال المجلس التشريعي لمحاسبة مثل هؤلاء الذين رهنوا أنفسهم أداة في يد الاحتلال الإسرائيلي". وسارعت"حماس"إلى اعتبار المشروع الذي قدمه منصور إلى الأممالمتحدة خطراً على الشعب الفلسطيني. وقال الناطق باسمها فوزي برهوم في بيان أمس إن مواقف منصور تهدف إلى"تشويه سمعة الشعب عموماً، وحماس ونضالاتها خصوصاً، ما يشكل خطراً على المصالح العليا للشعب الفلسطيني ويعمل لصالح أجندات أميركية وإسرائيلية". وأضاف أن الخطوة"تؤكد توسط جهات فلسطينية في استمرار الحصار على شعبنا وتأييدها إعلان الحرب عليه وإنكار خياره الديموقراطي". ووصفت منصور بأنه"مجرد مندوب ثانٍ لإسرائيل في الأممالمتحدة تنفذ من خلاله كل المسلكيات الديبلوماسية القذرة"، مشيرة إلى أنها حذرت في السابق الرئيس عباس من تصرفاته"غير الوطنية".