لم تمض ثلاثة أيام على لقاء القمة الذي جمع الرئيسين الأميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين في مصيف عائلة بوش في كينيبنكبورت ولاية مين الأميركية حتى دعا النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف الولاياتالمتحدة الى اعادة النظر في موقفها من نشر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا، والقبول بالاقتراحات الروسية لحل المشكلة، محذراً من أن لدى بلاده"رداً متكافئاً وشديد الفاعلية لضمان أمنها"، في حال أصرت واشنطن على المضي في خطتها. وعكس تصريح ايفانوف الحاد خيبة أمل موسكو من عدم تحقيق القمة النتائج التي كانت تتوخاها لتسوية الخلافات مع واشنطن، وفي مقدمها نشر الدرع الصاروخية الأميركية في بولندا وتشيخيا. وأفادت تقارير في موسكو بأن بوتين جدّد خلال القمة التي حضرها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب، عرض اقتراحه التعاون بين البلدين في مواجهة الأخطار الخارجية. ووسع بوتين هذا الاقتراح ليشمل الاستخدام المشترك لمحطة رادار روسية في اذربيجان ومحطات أخرى في جنوبروسيا، بديلاً من الخطة الأميركية. وقال ايفانوف أمس إن موسكو"ستواصل محاولة توضيح مواقفها بصبر كبير لإقناع الشركاء بحججنا"، ولكن إذا لم تقبل واشنطن بالاقتراحات الروسية، فإن الكرملين جهّز"رداً متكافئاً وفعالاً وقوياً جداً... ونعرف الآن مئة في المئة ماذا سنفعل لضمان أمننا حيال أي تطور محتمل". وأوضح المسؤول الروسي ان التدابير التي تنوي بلاده اتخاذها في حال أصرت واشنطن على موقفها، وضعت بناء على توصيات فريق كبير من الخبراء وبينهم عسكريون. وتؤكد واشنطن أنها بحاجة للدرع الصاروخية لحماية نفسها وحلفائها من هجمات صاروخية محتملة من دول مثل كوريا الشمالية وإيران. وترى روسيا في الدرع تهديداً لأمنها القومي. وأعلن بوش انه سيدرس الاقتراحات الروسية ووصفها بأنها"مبتكرة جداً"، لكنه تمسك بنشر نظام الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ في شرق أوروبا. يذكر ان ايفانوف هو المسؤول عن الدفاع الروسي، ويعتبر أبرز المرشحين لخلافة بوتين في رئاسة روسيا.