واشنطن - رويترز - أعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان الولاياتالمتحدة ستجري اليوم تجربة صاروخية سادسة لملاحقة صاروخ واسقاطه فوق المحيط الهادئ في اطار برنامج صواريخ مثير للجدل تعارضه روسيا ودول اخرى، فيما ابدى الرئيس جورج بوش تفاؤلاً في ان تتوصل واشنطنوموسكو الى اتفاق رسمي لخفض مشترك للاسلحة النووية قبل اجتماعه مع الرئيس فلاديمير بوتين في أيار مايو المقبل. وتأتي التجربة في اطار برنامج بوش لبناء درع من الصواريخ لحماية الولاياتالمتحدة وحلفائها من هجمات صاروخية محتملة من دول تصفها واشنطن بأنها "مارقة" مثل كوريا الشمالية والعراق وايران التي وصفها بوش بأنها "محور للشر". وتعارض روسيا والصين ودول اخرى البرنامج الصاروخي الاميركي وتعتبره انتهاكاً لاتفاقات الحد من التسلح وقد يجدد سباق التسلح. وأوضح البنتاغون في بيان ان المقذوف الصاروخي المركبة القاتلة سينطلق من جزر كواغالين في المحيط الهادئ ليتعقب ويدمر صاروخاً يطلق من قاعدة فاندنبيرغ الجوية في كاليفورنيا على بعد 7725 كيلومتراً. وذكر ان الصاروخ المستهدف سيطلق مع ثلاثة اجسام اخرى وسيكون على الصاروخ القاتل التعرف على هدفه وملاحقته وتدميره. واذا سارت التجربة بنجاح سيتمكن الصاروخ القاتل من تدمير الهدف على ارتفاع 230 كيلومتراً فوق المحيط. واقتصرت التجارب الخمس السابقة على الصاروخ المستهدف وشرك واحد، ونجحت ثلاث منها. ويقول مسؤولون اميركيون ان هذه التجارب لا تنتهك معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الموقعة عام 1972 بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي السابق وكان بوش أعرب في مؤتمر صحافي في البيت الابيض عن تفاؤله بالتوصل الى اتفاق لخفض الأسلحة بعد اعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ونظيره الاميركي دونالد رامسفيلد تحقيق "تقدم مهم" نحو اتفاق ملزم للاسلحة بعد يومين من المحادثات في البنتاغون. وقال بوش: "اشارك الوزير ايفانوف التفاؤل في اننا يمكننا التوصل لشيء ما بحلول أيار. اتطلع الى توقيع وثيقة في روسيا عندما اكون هناك. واعتقد انه سيكون شيئاً جيداً"، مشيراً الى اجتماع القمة المقرر ان يعقده مع بوتين بين 23 ايار مايو المقبل و23 منه. وأضاف الرئيس الاميركي: "اتفق مع الرئيس بوتين على ان هناك حاجة الى وثيقة تبقى بعد ان يرحل كلانا، وسنناقش شكل تلك الوثيقة". واتفق بوش وبوتين على خفض ترسانتي الاسلحة النووية لبلديهما اللتين تضم ما بين ستة آلاف وسبعة آلاف رأس حربي نووي بمقدار الثلثين على مدى السنوات العشر المقبلة. لكن روسيا اعترضت على خطط اعلنها البنتاغون لتخزين الرؤوس الحربية الاميركية بدل تدميرها. وسئل ايفانوف بعد محادثاته مع رامسفيلد عن خطط الولاياتالمتحدة لتخزين بعض رؤوسها الحربية فامتنع عن التعليق على امكان ان تخزن روسيا بعض رؤوسها الحربية. لكنه اوضح ان "الامن المتكافئ" مسألة تحظى بالاهتمام في موسكو. وقال "كل الخيارات تجرى مناقشتها".