تركزت محادثات وزيري الدفاع الأميركي والروسي امس، على البحث عن معادلة تلبي رغبة واشنطن في الانسحاب من معاهدة الردع الصاروخي وتحفظ ماء الوجه لموسكو. اجرى وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفلد في موسكو امس، محادثات مع نظيره الروسي سيرغي ايفانوف. ثم انتقل الوزيران الى الكرملين لمقابلة الرئيس فلاديمير بوتين. وأعرب الرئيس الروسي عن الأمل في ان يفضي "المستوى الرفيع" للحوار الثنائي، الى اتفاقات في شأن الأسلحة الهجومية والأنظمة الدفاعية، اي انه عاد الى فكرة الربط بين "السيف" و"الدرع" التي كانت طرحت اثناء القمة التي جمعت بوتين وجورج بوش في جنوى. وكانت موسكو ألمحت الى احتمال قبولها ادخال تعديلات على معاهدة "آي بي ام" لخفض الصواريخ الموقعّة عام 1972، في حال موافقة واشنطن على خفض عدد الرؤوس النووية الى 1500 لدى كل من الطرفين. وطالب بوتين امس بأن تجيب الولاياتالمتحدة عن اسئلة عدة، اهمها: التصور الذي تراه ك"سقف" للتسلح الاستراتيجي والفترة التي سيستغرقها خفض الاسلحة. وشدد على ان موسكو لن تنظر في تعديل المعاهدة ما لم تطلع على "المؤشرات العسكرية" للاقتراحات الاميركية في شأن الردع الصاروخي. وخاطب بوتين رامسفلد قائلاً: "انكم تعرفون موقفنا" من معاهدة 1972، وأضاف محذراً من ان "مصير هذه المعاهدة مترابط مع مصير معاهدتي ستارت الاولى والثانية"، المتعلقتين بخفض الاسلحة الاستراتيجية، اي ان موسكو عادت الى التلويح باحتمال الانسحاب من اتفاقات التسلح. إلا ان الموقف الروسي تضمن اشارة صريحة الى امكان التوصل الى "صفقة"، اذ اشار سيرغي ايفانوف الى ان معاهدة الردع الصاروخي، "ما زالت من اهم عناصر ... الاستقرار الاستراتيجي"، ما اعتبره المراقبون اشارة الى استعداد موسكو لتنازلات مقابل الحصول على "مكافآت" بينها: قبول روسيا في منظمة التجارة العالمية. واكتفى رامسفلد بالاشارة الى موافقة بلاده على الشفافية والعلانية في قضايا التسلح. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر مطلع ان رامسفلد ابلغ موسكو ان الولاياتالمتحدة "ستنسحب من المعاهدة سواء مع روسيا او من جانب واحد". وأضاف "ان واشنطن تنوي الاعلان عن موقفها في تشرين الاول اكتوبر او تشرين الثاني نوفمبر المقبلين". وتابع المصدر ان الاميركيين اقترحوا في المفاوضات اعتماد نظام جديد للاستقرار الاستراتيجي وأصرّوا على ان مناقشة المشروع الجديد المقترح، لا يمكن ان تبدأ إلا بعد ان يتوقف سريان مفعول "آي بي ام"، اي عندما تكون روسيا أحرقت سفنها بالكامل.