سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة روسية - أميركية غداً في سلوفينيا لتحديد أطر جديدة للعلاقات . بوتين وزيمين يجددان معارضتهما الدرع الصاروخية وبوش يؤكد لموسكو أنها ليست عدو الولايات المتحدة
تستقبل مدينة ليوبليانا السلوفينية غداً أول قمة روسية - أميركية في عهد الرئيس جورج بوش. واستبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القمة المثقلة بالملفات الشائكة، بلقاء مع الرئيس الصيني جيانغ زيمين جددا في ختامه معارضتهما مشروع الدرع المضادة للصواريخ التي تسعى واشنطن الى إقناع حلفائها به، في حين أكد بوش، من السويد، أن موسكو ليست عدواً للولايات المتحدة. شنغهاي، موسكو، يوتبوري السويد - "الحياة"، أ ف ب - أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني جيانغ زيمين أمس مجدداً معارضتهما مشروع الدرع المضادة للصواريخ، قبل يومين من القمة بين بوتين ونظيره الاميركي جورج بوش في سلوفينيا. وتعهد زيمين وبوتين خلال لقاء نظم على هامش قمة مجموعة شنغهاي التي تضم روسيا والصين وأربع جمهوريات سوفياتية سابقة في آسيا الوسطى، تنسيق مواقفهما على الساحة الدولية. وأعلن وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف، في ختام اللقاء الذي استغرق 45 دقيقة، أن الدرع الأميركية لم تبحث بطريقة مفصلة لأن للبلدين اساساً "موقفاً مشتركاً" من الموضوع. وفي المقابل أبدى الرئيسان "ارتياحهما الشديد" إلى تطور العلاقات الثنائية مع تعهد الاستمرار في التعاون على الساحة الدولية. وقال ايفانوف امام الصحافيين بعد اللقاء "إن بلدينا يتعاونان في شكل وثيق في تسوية المشكلات الدولية، والعلاقات الروسية - الصينية تشكل عاملاً مهماً لضمان الاستقرار العالمي". وعقد اللقاء، وهو الأول بين سلسلة من ثلاثة لقاءات ثنائية سيعقدها بوتين وجيانغ هذه السنة، إثر وصول الرئيس الروسي بعد ظهر أمس الى شنغهاي. وسيجتمع الرئيسان في تموز يوليو المقبل خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الصيني لموسكو، ثم في شنغهاي مجدداً في تشرين الاول اكتوبر المقبل في مناسبة قمة "ابيك" منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا - المحيط الهادئ. وأصبح "خماسي شنغهاي" "سداسياً" بعدما وافق رؤساء روسيا والصين وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان على قبول أوزبكستان عضواً في هذه المنظمة الاقليمية التي ستعرف منذ الآن باسم "مجموعة شنغهاي للتعاون". ولاحظ المراقبون ان اكبر دولتين في "مجموعة شنغهاي"، وهما روسيا والصين، أخذتا تبديان قلقاً متزايداً من تعاظم النشاط الأميركي في مناطق آسيا الوسطى الغنية بالنفط والثروات الطبيعية المهمة استراتيجياً لأنها تشكل جسراً بين روسيا والصين. وقبل مغادرته موسكو، أكد الرئيس الروسي ضرورة اتخاذ اجراءات ملموسة لمكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات وتهريب الاسلحة في آسيا الوسطى. وقال أمام الصحافيين إن "الانسحاب الروسي من آسيا الوسطى أحدث فراغاً يعمل متطرفون دينيون ومنظمات ارهابية على ملئه". ودعا جيانغ الى اقامة علاقة "بناءة" مع واشنطن على رغم المعارضة الشديدة لنظام الدفاع الصاروخي الاميركي المقترح. وفرضت السلطات شبكة أمنية محكمة في انحاء شنغهاي لحماية مؤتمر المجموعة الخماسية. ويتوجه بوتين الى العاصمة السلوفينية، ليوبليانا، لعقد أول قمة له مع الرئيس بوش، واضعاً نصب عينيه هدفاً حمل واشنطن على الاقرار بالدور الرئيس لروسيا في مجال الامن الدولي. ومن المتوقع ان يشغل الخلاف على المشروع الاميركي للدرع المضادة للصواريخ حيزاً كبيراً من المحادثات في سلوفينيا. وترفض روسيا الدرع المضادة لأنها تعتبرها انتهاكاً لمعاهدة "اي بي ام" المتعلقة بالصواريخ المضادة للصواريخ العابرة للقارات الموقعة عام 1972، والتي تحظر إقامة أنظمة من هذا النوع. وشكلت هذه المعاهدة طوال ثلاثة عقود حجر الزاوية في التوازن الاستراتيجي العالمي، وكانت اساساً لمعاهدات الحد من التسلح النووي. وفي ختام اجتماع القمة مع الاتحاد الأوروبي في السويد، قال بوش: "أريد أن أؤكد للقيادة الروسية أن الولاياتالمتحدة لا تعد موسكو عدواً لها. فالحرب الباردة انتهت، وعليه يجب أن تنتهي العقلية المتوترة التي سادت خلالها". لكن الصقيع القطبي الذي عصف بالعلاقات الروسية - الاميركية، عقب وصول بوش الى البيت الابيض في كانون الثاني يناير الماضي، خصوصاً مع بروز أزمة التجسس، بدأت حدته تخف مع بداية الربيع. ويبدو أن الخصمين التاريخيين أيام الحرب الباردة يسعيان في وضوح الى اقامة نوع جديد من العلاقات بينهما.