تتجه الأنظار اليوم، غداة بدء قمة الدول الصناعية الثماني في منتجع هيليغندام الألماني المطل على بحر البلطيق، الى اجتماع بين الرئيسين الاميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين، على أمل ان يخرجا بتفاهم يبدد أجواء التوتر بين الجانبين، وذلك بعد سلسلة محادثات ثنائية عقدتها المستشارة أنغيلا مركل التي ترأس بلادها القمة هذا العام، في محاولة لتخفيف الخلافات التي تهدد اللقاء. راجع ص 9 لكن مركل أخفقت خلال اجتماعها مع بوش في تعديل موقفه من ملف المناخ لتفادي فشل القمة في التوصل الى اتفاق في هذا الشأن، كما سعت المستشارة الألمانية إلى إقناع الرئيس الروسي بعدم جعل قضية الدرع الصاروخية محور تجاذب على حساب مواضيع أخرى على جدول أعمال القمة، وأهمها ملف أفريقيا والمساعدات الإنمائية والتعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول النامية أو السائرة على طريق التصنيع، ووضع ضوابط قانونية لصناديق التحوط الدولية لتصبح أكثر شفافية في أعمالها المالية. وفيما التقت مركل بوش على مائدة الغداء، ذكر مصدر رسمي ألماني أن القمة"تواجه عقبة كبيرة، لكن المستشارة متفائلة بحذر". كذلك أجرى بوش محادثات مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، على ان يجري محادثات مماثلة مع بلير وبوتين اليوم، ومع ساركوزي غداً. ورفض الرئيس الاميركي التصعيد العسكري مع روسيا في أزمة الدرع الصاروخية الأميركية، مؤكداً ان موسكو لا تعتزم"مهاجمة أوروبا". كما عبّر عن رفضه الأهداف التي حددتها مركل وتقضي باعتماد إجراءات لحصر ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين مئويتين بحلول عام 2050، ورجح ان تؤيد بلاده فرض حظر جوي فوق إقليم دارفور للمساعدة على إنهاء الصراع هناك. في الوقت ذاته، أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن فتح ممر إنساني كان اقترحه بين تشاد ودارفور"ليس أكيداً"، موضحاً ان اقتراحه يتعلق بإقامة"ممر جوي". وقالت مصادر قريبة من الكرملين ان بوتين ينوي"تذكير الشركاء الغربيين بقلق روسيا من مخططات الولاياتالمتحدة نشر منظومة الدفاع المضاد للصواريخ ومنح إقليم كوسوفو الاستقلال تدريجاً"، وهي النقاط الخلافية الأساسية بين موسكووواشنطن. كما سيحظى الملف النووي الإيراني بموقع مهم في محادثات الرئيسين الأميركي والروسي، اذ استبق بوش اللقاء بتأكيد ضرورة تشديد العقوبات على إيران. في المقابل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تأمل في أن تكون واشنطن مستعدة لمناقشة مستوى الأخطار المتوقعة من نشر عناصر المنظومة الأميركية للدفاع الصاروخي في أوروبا. في غضون ذلك، قطع حوالى عشرة آلاف متظاهر انقسموا إلى مجموعتين، الطريق الرئيسية المؤدية إلى بلدة باد دوبران، ومنها إلى المنتجع الساحلي في هيليغندام. ودفع قطع الطريق وكذلك خط سكة الحديد الوحيد، البحرية الألمانية الى نقل الإعلاميين وأجهزتهم إلى المنتجع في ستة قوارب. وأعلن ناطق باسم الشرطة الألمانية أنها استخدمت خراطيم المياه لتفريق متظاهرين حاولوا الاقتراب من الحاجز الأمني المحيط بموقع عقد القمة. وقدّر العدد الإجمالي للمتظاهرين بحوالى تسعة آلاف شخص. وأفاد مسؤول في منظمة"جي-8 بلوك"المناهضة للعولمة ان الشرطة استخدمت في تفريق المتظاهرين، خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.