شن الرئيس الأميركي جورج بوش هجوماً عنيفاً على مناهضي العولمة، بسبب "افتعالهم" اضطرابات واسعة خلال قمة الدول الصناعية الثماني، التي اختتمت في جنوى امس. وقال إن "الذين يدعون انهم يتحدثون باسم الفقراء ويزعمون ان وقف التجارة مفيد لهؤلاء، يرتكبون خطأ مميتاً". وجاء كلام بوش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد ختام القمة، أعلنا فيه التوصل الى تفاهم على الخطة الأميركية لنشر درع صاروخية مضادة للصواريخ، بربط الخطة بخفض الترسانتين النوويتين الأميركية والروسية. وكان بوش التقى بوتين قبل مغادرته جنوى الى روما حيث سبقه "مناهضو العولمة"، داعين انصارهم الى التظاهر وسط العاصمة الايطالية ضد "رأس العولمة بوش الذي تدنس قدماه روما بعدما اراق هو وأعوانه من مافيات العالم ورعاع الشرطة الايطالية، الدماء الشابة الايطالية البريئة" راجع ص 8 و 10. واستقبلت قرارات القمة بترحيب في اوساط المعلقين، فيما برأت الأطراف السياسية التي دعت الى التظاهرات، نفسها من مثيري "الشغب". واعلن رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان ان القمة المقبلة للدول الثماني ستعقد في منطقة نائية في بلاده، لتفادي مشاهد الصدامات مع المتظاهرين، مشدداً على ان قضية افريقيا ستكون اولوية ايضاً. وكانت افريقيا حظيت بحصة كبيرة في قمة جنوى، التي أطلقت "صندوق تضامن" لمكافحة الأوبئة المنتشرة في القارة السوداء، مثل الايدز والسل والملاريا. ووصلت مساهمة الدول الثماني في الصندوق الى 3،1 بليون دولار، فيما توقع الرئيس جاك شيراك ان تصل الى 10 بلايين دولار. وبالنسبة الى ديون الدول الفقيرة، لاحظ البيان الختامي للقمة ان 23 دولة استفادت من إلغاء 53 بليون دولار من ديونها. وأكدت القمة أن مكافحة الفقر تتطلب مشاركة أوسع للدول النامية في النظام التجاري العالمي، وزيادة الاستثمار الخاص في الدول الفقيرة واتخاذ مبادرات في شأن القضايا الصحية والتربوية وقضايا الأمن الغذائي. واعترف المشاركون في القمة بخلافاتهم على معاهدة "كيوتو" البيئية التي ترفض اميركا توقيعها. وأكد مسؤول أميركي ان بوش اوضح للقادة في جنوى انه سيقدم خطة لمواجهة مشكلة ارتفاع حرارة الأرض، تكون بديلة من "كيوتو"، وقال إن "المناسبة المقبلة للتحدث مع الحلفاء في هذا الموضوع ستكون في مؤتمر الأممالمتحدة الخاص بالبيئة نهاية تشرين الأول اكتوبر في مراكش". وكان بوش ناقش مع شيراك مطولاً موضوع الشرق الأوسط، كما تناولا ملفي ايرانوالعراق. ولوحظ ان الرئيس الأميركي سأل شيراك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر، في لقاءاتهما الثنائية، عن قراءتهما للوضع في ايران وما يجري هناك بين التيارين المعتدل والمتشدد. وشكر بوش لشيراك الموقف الفرنسي من العراق، معتبراً أنه اصبح اكثر تنسيقاً مع الموقف الأميركي بالنسبة الى العقوبات. بوش - بوتين الى ذلك، اعلن الرئيس الاميركي ونظيره الروسي انهما اتفقا على ربط خطة الدرع الصاروخية الاميركية المضادة للصواريخ بخفض الترسانة النووية في بلديهما. وقال بوتين خلال المؤتمر الصحافي مع بوش ان "مسألتي الأسلحة الهجومية والأسلحة الدفاعية ستناقشان كموضوع واحد"، فيما أكد الرئيس الأميركي أن الموضوعين "مرتبطان". وتسعى واشنطن الى الحصول على موافقة موسكو على تعديل معاهدة الحد من الأنظمة المضادة للصواريخ المعروفة بمعاهدة "اي. بي. ام"، بغية التمكن من نشر درعها المضادة للصواريخ. وهددت موسكو أخيراً بزيادة ترسانتها النووية في حال نشرت الولاياتالمتحدة الدرع المضادة للصواريخ من دون اتفاق. ورداً على سؤال لصحافي اميركي، أوضح بوتين أن الامر لا يتعلق ب"مضاعفة الصواريخ"، مضيفاً: "تحدثت عن استبدال الرؤوس النووية برؤوس متعددة. يمكننا ان نتقدم على طريق خفض الأسلحة الهجومية، ولسنا مستعدين الآن لمناقشة مستويات او كميات الخفض، لكن هناك ارادة مشتركة" في هذا الشأن. وشدد بوش على ان الانطباع الذي تركه لديه الرئيس الروسي اثناء اجتماعهما الاول في العاصمة السلوفينية تعزز، وأضاف: "انه رجل استطيع ان اجري معه حواراً صادقاً". أما بوتين فلفت الى أن المحادثات كانت "صادقة جداً" مع نظيره الأميركي.