يتطلع منتخب انكلترا إلى تلميع صورته بعد تقديمه مستوى مخيباً في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية التي تستضيفها النمسا وسويسرا عام 2008، وذلك عندما يواجه ودياً منتخب البرازيل اليوم الجمعة على ملعب"ويمبلي"الجديد في العاصمة لندن. وتأتي هذه المباراة في وقت محرج لمدرب المنتخب الانكليزي ستيف ماكلارين، الذي قد يثير زوبعة من الانتقادات حوله في حال فشلت مجموعته بتقديم عرض يليق بسمعة الكرة الانكليزية، وذهب البعض إلى القول إن خسارة ثقيلة قد تدفع القيمين على اللعبة إلى إقالة المدرب الوطني الذي خلف السويدي زفن غوران اريكسون عقب "مونديال" 2006. ولم يعد ماكلارين قادراً على مواجهة المزيد من الضغوط بعد الآن وسط فشله النسبي في إيجاد التشكيلة المناسبة، إلى علاقته المتوترة مع المشجعين ووسائل الإعلام على حد سواء، وأشار مراقبون إلى أن إعادته لديفيد بيكهام إلى صفوف منتخب"الأسود الثلاثة"ليس إلا ورقة أخرى يلعبها من اجل كسب عطف الجماهير والصحافة التي طالبت باستدعاء قائد انكلترا السابق من جديد، خصوصاً بعد تألقه أخيراً في صفوف فريقه ريال مدريد الاسباني. وتبرز نظرية أخرى تستبعد إقالة ماكلارين في حال الخسارة، خصوصاً أن البرازيل ليست بالخصم السهل وتملك أفضل لاعبي العالم، فيما يتوقف المصير النهائي للمدرب على المباراة أمام استونيا الأربعاء المقبل في تالين ضمن تصفيات أمم أوروبا. ويلعب المنتخب الانكليزي للمرة الأولى على ملعب"ويمبلي"منذ ظهوره الأخير هناك في تشرين الأول أكتوبر عام 2000، حيث خسر أمام ألمانيا بهدف نظيف سجله لاعب ليفربول السابق ومانشستر سيتي الحالي ديتمار هامان بتسديدة قوية مباغتة من ركلة حرة عجز عنها الحارس ديفيد سيمان. وشهدت العاصمة لندن بعدها هدم الملعب التاريخي الذي أحرزت فيه انكلترا لقبها العالمي الوحيد في"مونديال"1966، ليتم إنشاء ملعب جديد بكلفة 800 مليون جنيه إسترليني، افتتح منذ فترة قصيرة وشهد أخيراً المباراة النهائية لمسابقة كأس انكلترا الذي ظفر بلقبه تشلسي على حساب مانشستر يونايتد 1-صفر بطل الدوري الانكليزي الممتاز. وسيكون"ويمبلي"مسرحاً لأول مباراة بين الفريقين منذ لقائهما في الدور ربع النهائي لپ"مونديال"2002 في شوزووكا في اليابان، حيث قلبت البرازيل تخلفها بهدف سجله مايكل أوين إلى فوز بواسطة رونالدينيو وريفالدو. ويحمل لقاء الغد أكثر من مفارقة لعل أبرزها عودة بيكهام، إضافة إلى أوين الذي غاب عن الملاعب منذ"مونديال"ألمانيا 2006، بسبب خضوعه لجراحة في الركبة أبعدته طيلة الموسم الحالي عن فريقه نيوكاسل يونايتد. إلا ان المنتخب الانكليزي المتخم بالنجوم أمثال فرانك لامبارد تشلسي وستيفن جيرارد ليفربول وواين روني مانشستر يونايتد، سيفتقد لخدمات المدافع العملاق ريو فرديناند والجناح السريع ارون لينون بداعي الإصابة. في المقابل، أضحت لندن مألوفة بالنسبة إلى البرازيليين الذين جعلوا من"استاد الإمارات"الخاص بنادي ارسنال الملعب المفضل لخوض المباريات الدولية الودية في الفترة الأخيرة، لذا فإن زيارتهم إلى العاصمة الانكليزية ستكون الرابعة في غضون عشرة أشهر. واختار مدرب البرازيل كارلوس دونغا تشكيلة أولية تحضيراً للمشاركة في"كوبا أميركا"التي تستضيفها فنزويلا الشهر المقبل، وهو يبني تشكيلته للدفاع عن اللقب القاري بعد خيبة"مونديال"ألمانيا على بعض الأسماء التي لم تكن معروفة على الساحة الدولية، أمثال مهاجمي سسكا موسكو الروسي فاغنر لوف وشاختار دونتسك الأوكراني ايلانو. وعلى رغم تأكيد عدم مشاركتهما البرازيل في"كوبا أميركا"، فان صانع الألعاب كاكا المتوج حديثاً مع ميلان الايطالي بطلاً لمسابقة دوري ابطال اوروبا، ونجم برشلونة الاسباني رونالدينيو سيكونان حاضرين للمواجهة امام انكلترا، إلى جانب الموهوب دييغو لاعب فيردر بريمن والذي اختير أفضل لاعب كرة قدم في المانيا في استفتاء مجلة"كيكر"الرياضية.