فاز منتخب إنكلترا بكأس العالم على أرضه عام 1966 ولم يصل بعدها أبداً إلى المباراة النهائية للمونديال. ولم يتمكن الإنكليز من الوصول إلى المباراة النهائية للبطولة الأوروبية مطلقاً حتى عندما نظموها عام 1996. ولكن هذا الإخفاق الطويل على مدار 38 عاماً لا يقلل أبداً من حجم كرة القدم الإنكليزية أو منتخبها الذي يدخل كل البطولات الكبرى وهو من كبار المرشحين للفوز بها. وتعج الكرة الإنكليزية دائماً بالنجوم، والثنائي كابتن المنتخب ديفيد بيكهام نجم ريال مدريد الإسباني ومايكل أوين نجم ليفربول من أشهر وأغنى وأغلى لاعبي العالم حالياً، والأول اختير غير مرة بين أحسن 3 لاعبين في أوروبا والعالم، والثاني توج عام 2002 بالكرة الذهبية لأحسن لاعب في أوروبا، والنجمان يحملان في البطولة الأوروبية في البرتغال طموحات عشاقهما لإنقاذ الموسم الأسوأ لهما، ورفع راية الكرة الإنكليزية. وعلى النقيض لا توجد لمنتخب سويسرا الطرف الرابع في المجموعة الثانية أي طموحات في الفوز باللقب الأوروبي، وكل أمله عبور الدور الأول، وهو حلم قد يتحقق للسويسريين، ولكن في حال حدوث معجزة. فوز منتخب إنكلترا بالكأس الأوروبية 2004 ليس خبراً غريباً أو مفاجئاً، وخروج الإنكليز من أي دور في البطولة ذاتها ليس خبراً غريباً أو مفاجئاً. هذا هو الواقع الذي تعيشه الكرة الإنكليزية باستمرار. تدخل أنديتها البطولات الأوروبية بترشيحات عملاقة في كل عام، وإذا فاز مانشستر يونايتد أو ليفربول تجمع الصحافة أن البطولة ذهبت لمن يستحق، وإذا خرجا أمام أرسنال وتشلسي، كما حدث في الموسم الأخير، فإن هذه هي كرة القدم - كما يقول الإنكليز. والمنتخب ليس بعيداً عن واقع الأندية، وهو لا يعتمد على المحترفين في الخارج باستثناء الكابتن ديفيد بيكهام، ومايكل أوين" ما يجعله أحد أكثر المنتخبات اعتماداً على اللاعبين المحليين بعد إيطاليا وإسبانيا. واختار إريكسون نصف لاعبيه من أندية مانشستر يونايتد بطل الكأس وتشلسي وصيف الدوري وليفربول، والباقون من 7 أندية وليس غريباً أن يقل عدد لاعبي أرسنال بطل الدوري إلى اثنين فقط" لأن الفرنسيين يمثلون العمود الفقري لتشكيلته. ويفتقد الإنكليز مدافعهم الأول ريو فرديناند نجم مانشستر يونايتد وأغلى مدافع في العالم بسبب إيقافه لرفضه الخضوع لتحليل الكشف عن المنشطات. ويرى المدرب السويدي الهادئ جداً غوران إريكسون أن منتخبه بين الأقوياء عملياً في البطولة رغم حالتي الإرهاق والنفور من كرة القدم التي أصابت اللاعبين بعد موسم طويل، ويثق إريكسون أن المهارات الفردية الفذة لخماسي الوسط والهجوم بيكهام وأوين وبول سكولز وستيفي غيرارد وواين روني لا يملكها حالياً إلا الفرنسيون فقط. ولا يخشى السويدي مواجهة منتخب فرنسا في المباراة الافتتاحية أو تكرار المواجهة في المباراة النهائية" لأن لاعبيه اعتادوا على ألعاب ومهارات الفرنسيين المنتشرين حالياً في أندية الدوري الإنكليزي. وتضم التشكيلة الفرنسية 10 لاعبين شاركوا في الدوي الإنكليزي في الموسم الأخير. ويؤكد إريكسون على حقيقة مهمة وهي أن عبور الدور الأول يمثل أكثر من نصف البطولة خاصة إذا أنهاه الإنكليز من دون إصابات أو عقوبات وبصورة تخيف الآخرين، ولا يخشى السويدي إلا من العقدة الأزلية التي تسيطر على الكرة الإنكليزية وهي ركلات الجزاء الترجيحية فهم خسروا كأس العالم في 90 و1998 بسببها أمام ألمانيا الغربية والأرجنتين، وتكرر سقوطهم في نصف نهائي البطولة الأوروبية 1996 أمام ألمانيا. ولم يتحدث إريكسون عن نقاط الضعف الرئيسية في فريقه وأبرزها الأخطاء البشعة وغير المبررة من مدافعيه وحراس مرماه، وهي تكلفه أهدافاً عجيبة في مباريات مضمونة مثل اليونان ومقدونيا في عقر دار الإنكليز. والضغوط الصحافية على لاعبي المنتخب الإنكليزي هي الأكبر لأن أصحاب الأقلام والأفواه لا يريدون غير الانتصارات والكؤوس بديلاً في كل زمان ومكان. والمحايدون من الخبراء والمراهنين في المكاتب لا ينظرون إلى المنتخب الإنكليزي بتلك العيون وهم يضعونه في الصف الثاني في ترشيحاتهم لإحراز اللقب مع إسبانيا وتشيخيا والبرتغال، واختاروا فرنساوإيطالياوألمانيا للصف الأول.