لم يمتلك المنتخب الإنكليزي لكرة القدم طوال تاريخه الطويل في 130 عاماً تشكيلة بقوة وكفاءة النجوم الموجودين حالياً، وعندما فازت انكلترا بكأس العالم على ملعبها عام 1966 لم تكن تشكيلتها غنية بالعدد الوفير الموجود حالياً من النجوم، ويزيد الأمر نجاحاً وبريقاً أن معظم النجوم في سن النضج بعدما أمضى معظمهم سنوات طويلة في الأندية الممتازة. ولكن التشكيلة الذهبية للانكليز تواجه مشكلتين كبيرتين، الأولى تحيط بالهدافين الأول والثاني واين روني ومايكل اوين، وتعرض الثاني لإصابة عنيفة بكسر في عظام القدم مع ناديه نيوكاسل وغاب عن الملاعب شهرين كاملين، وعاد أخيراً، ولكنه لم يستعد حتى الآن لياقته الفنية أو البدنية، وتبقى المشكلة الكبرى عند روني، وهو الأصغر في الفريق، ولكنه الجوهرة الحقيقية التي تزين بها الكرة الانكليزية تاجها، وتعرض روني لكسر في عظام القدم في مباراة ناديه مانشستر يونايتد في الدوري المحلي ضد تشيلسي قبل أيام قليلة ووضعت قدمه في الجص، ويغيب عن الملاعب لفترة لن تقل عن 6 أسابيع، وهو الأمر الذي يعني انه لن يتدرب مطلقاً قبل المونديال، ولكن المدرب اريكسون تمسك بوجوده في قائمة المنتخب، مشيراً الى احتمالات شفائه قبل الموعد المقرر وضرورة الاستعانة به. المدير الفني اريكسون أعلن باكراً قائمته النهائية للمونديال من 23 لاعباً بينهم روني ووالكوت وأوين، على رغم إصابة الأول وعدم اكتمال لياقة الثاني والثالث، ولكنه وضع خمسة لاعبين آخرين في قائمة الاستدعاء لضم أي منهم في أي لحظة، وتتيح اللائحة له تغيير أي لاعب مصاب في القائمة قبل اللقاء الأول. القائمة الحراس: - بول روبنسون 15-10-1979 من توتنهام هوتسبيرز، الحارس الأول حالياً مع اريكسون، وخاض 9 مباريات في التصفيات. - ديفيد جيمس 1-8-1970 من مانشسترسيتي، وهو أكبر اللاعبين عمراً ولكنه ليس كابتن المنتخب، شارك في مباراة واحدة في التصفيات. - روبرت غرين 19-1-1980 من نورويتش سيتي، ليست لديه أي خبرة دولية على الإطلاق، ولم يشارك ولو لدقيقة واحدة في التصفيات. الدفاع: - غاري نيفيل 18-2-1975 من مانشستر يونايتد، شارك في نهائيات كأس العالم مرتين وهو من المخضرمين في المنتخب. - واين بريدج 5-8-1975 معار من تشيلسي الى فولهام، فقد مكانه في المنتخب لاشلي كول، ولم يشترك في التصفيات إلا في مباراتين. - سول كامبل 18-9-1974 من أرسنال، ظهير صلب ومدافع رائع في ألعاب الهواء، أعاده اريكسون الى التشكيلة الأساسية أخيراً. - جامي كاراغر 28-1-1978 من ليفربول، انتزع مكاناً في المنتخب بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا عام 2005. - اشلي كول 20-12-1980 من أرسنال، كتلة من الذكاء والوعي، وهو ما يعوض قامته القصيرة نسبياً، لعب 8 مباريات في التصفيات. - ريو فرديناند 7-11-1978 من مانشستر يونايتد، كان أغلى مدافع في تاريخ إنكلترا، ولكنه لم يعد أساسياً بعد إيقافه الطويل بسبب اتهامه بتعاطي المنشطات. - جون تيري 7-12-1980 من تشيلسي، المدافع الأقوى والأول في إنكلترا، ويتميز بالتقدم في الركلات الحرة وإحراز الأهداف بالرأس. الوسط: - ارون لينون 16-4-1987 من توتنهام هوتبيرز، وجه جديد جداً في المنتخب ولفت الأنظار فقط في الدوري. - ديفيد بيكهام 2-5-1975 من ريال مدريد الإسباني، النجم الأشهر عالمياً، كابتن منتخب إنكلترا، وسبق له اللعب في مونديالي 1998 و2002. - مايكل كاريك 28-7-1981 من توتنهام هوتسبيرز، وجه جديد أيضاً لم ينل الفرصة في أي مباراة في التصفيات. - سيتوارت داونينغ 22-7-1984 من ميدلزبره، من أحدث اللاعبين في المنتخب، ولم يلعب سوى مباراة دولية واحدة. - جو كول 8-11-1981 من تشيلسي، اختاره اريكسون أحسن لاعب في الدوري الإنكليزي ومنحه مكاناً دائماً في المنتخب. - ستيفن غيرارد 30-5-1980 من ليفربول، الفائز بلقب أحسن لاعب في إنكلترا في موسم 2005-2006. - فرانك لامبارد 20-6-1978 من تشيلسي، توج بطلاً للدوري مع تشيلسي للعام الثاني على التوالي، واختير ثاني أحسن لاعب في أوروبا والعالم عن عام 2005. - أوين هارغريفز 20-1-1981 من بايرن ميونيخ الألماني، فقد مكانه الأساسي في المنتخب بعد ظهور غيرارد ولامبارد. - جيرمين جيناس 18-2-1983 من توتنهام هوتسبيرز، ماكينة لا تهدأ في وسط الملعب. الهجوم: - واين روني 24-10-1985 من مانشيستر يونايتد، الإصابة المفاجئة قللت فرص مشاركته أو تألقه بعد أفضل موسم له. - مايكل أوين 14-12-1979 من نيوكاسل، أحرز 4 أهداف في 9 مباريات في التصفيات، ويتمتع بسرعة وبراعة في التحرك وتوقع أخطاء المدافعين. - بيتر كروغ 30-1-1981 من ليفربول، لعب مباراته الدولية الأولى ضد كولومبيا في 2005 وسجل هدفاً. - تيووالكوت 16-3-1989 من أرسنال، الإصابات منعته من المشاركة في معظم مباريات ناديه، ولكن اريكسون منحه مقعداً على عكس كل التوقعات. المدرب: - سفين غوران اريكسون، أكمل 58 عاماً في شباط فبراير الماضي، وأكمل خمسة أعوام مع المنتخب الإنكليزي في كانون الثاني يناير الماضي، وهو أول مدرب أجنبي في تاريخ منتخب إنكلترا، وسبق لهذا المدرب السويدي التألق مع نادي لاتسيو الإيطالي، ولكنه لم يحقق نجاحاً مع الإنكليز، وخرج من ربع النهائي في كأس العالم 2002 أمام البرازيل وربع نهائي أمم أوروبا 2004 أمام البرتغال، وينتهي عقده مع المنتخب بعد المونديال مباشرة، وأعلن الاتحاد الإنكليزي عن تعيين المدرب الوطني ماكلارين بدلاً منه، ويواجه اريكسون نقداً هائلاً في الصحافة بسبب سلوكياته الشخصية وعلاقاته النسائية الكثيرة. الإقامة والمباريات بعيداً من العيون والجمهور والصحافة يذهب المنتخب الإنكليزي الى مدينة بادن بادن للإقامة في فندق ذي بناء أسطوري قديم شلوس هوتيل بوهلر أوهي. ويلعب منتخب إنكلترا مباراته الأولى في فرانكفورت مساء 10 حزيران يونيو ضد باراغواي، وبعدها يواجه ترينداد وتوباغو في نورمبرغ مساء 15 حزيران، ومباراته الثالثة هي الأصعب وتحدد صدارة المجموعة والهروب من مواجهة ألمانيا في الدور ثمن النهائي، وتلعب إنكلترا ضد السويد مساء 20 حزيران في كولن. التصفيات احتلت إنكلترا صدارة المجموعة الأوروبية التي ضمت بولونيا والنمسا وايرلندا الشمالية وويلز وأذربيجان، والطريف أنها انتظرت طويلاً حتى المرحلة الأخيرة من التصفيات لتنتزع الصدارة وبطاقة التأهل، ولعب المنتخب الإنكليزي 10 مباريات في مجموعته، حقق الفوز 8 مرات وتعادل مرة واحدة وخسر مباراة مشهودة كانت سبباً في عدم تجديد عقد المدرب اريكسون. التاريخ غابت إنكلترا اختيارياً عن نهائيات كأس العالم في دوراتها الثلاث الأولى أعوام 30 و34 و1938 لخلاف حاد مع"الفيفا"حول جدوى المسابقة الكبرى، وجاءت المشاركة الأولى عام 1950 في البرازيل مؤلمة، إذ نالت الهزيمة في الدور الأول أمام منتخب أميركي مغمور يضم 6 من لاعبي إنكلترا السابقين صفر-1 ولم تعبر إنكلترا الحاجز الأول. وعبر 11 مشاركة لإنكلترا في كأس العالم تحقق الفوز باللقب عام 1966 وجاءت رابعة عام 1990 في ايطاليا، وتكرر الخروج من ربع النهائي مراراً أعوام 54 و62 و70 و1986 و2002، ولعبت إنكلترا 50 مباراة في النهائيات وتحقق الفوز 22 مرة والتعادل في 15 والخسارة في 13، وسجل الإنكليز 68 هدفاً ودخل مرمامهم 45. والفوز التاريخي لإنكلترا عام 1966 تحقق على أرضهم في الجيل الذهبي، وأسقطت ألمانيا الغربية في نهائي ساخن وبعد وقت إضافي 4-2.