بعد نجاح مسلسل "راس غليص" في الموسم الرمضاني الماضي يعكف "المركز العربي للخدمات السمعية البصرية"في الأردن، على إنتاج دراما تلفزيونية بدوية مستعادة، تعرض في رمضان المقبل بعنوان "نمر بن عدوان". ومنذ الآن يراهن المركز على قدرة هذا العمل في جذب شريحة كبيرة من المشاهدين العرب، كما فعل سابقه"راس غليص"، ما من شأنه أيضاً تعزيز توجه الإنتاج الدرامي التلفزيوني العربي للالتفات نحو الأعمال البدوية، وإعادتها الى الشاشات العربية. ويقول المنسق الإعلامي للمركز العربي، مهند صلاحات:"اهتمام"المركز العربي"ينصب دوماً على أن يقدم للمشاهد العربي في رمضان، كل ما يجعل مائدته أكثر متعة وتشويقاً، بحيث يحاول الخروج في ما يقدمه عن المألوف والمكرر على الشاشة". ويضيف:"يأتي هذا العمل استكمالاً لسلسلة الأعمال التي ينتجها المركز العربي هذا العام، والتي تفوق ثمانية أعمال، موزعة ما بين اجتماعي وتاريخي وبدوي". ويشير صلاحات الى أن هذا الإنتاج جاء استجابة للإنجازات المهمة التي حققها المركز في المواسم السابقة. ذلك أن هدف المركز الإسهام في إغناء البرنامج الدرامي العربي بعناوين ومواضيع، تحاول سد النقص الحاصل في مكتبة الدراما العربية، وتحديداً من ناحية الإنتاج البدوي، الذي عانى نقصاً واضحاً على مدى سنوات". يذكر ان النسخة الأولى من هذا العمل أنتجها"تلفزيون دبي"في سبعينات القرن الماضي، عن قصة روكس بن زائد العزيزي، وسيناريو وحوار خالد حمدي الأيوبي وعبدالعزيز هلال، وإخراج صلاح أبو هنود، وبطولة طلحت حمدي وسلمى المصري ومحمود أبو غريب ونبيل المشيني ومحمد العبادي. تبدأ القصة التي تعتبر من أبرز"حواديت"تراث البادية الأردنية، بوفاة قبلان والد نمر فينسب هذا الأخير إلى عمه بركات، بعد أن يتزوج أمه. وهكذا يترعرع الصغير في كنف عمه، الى أن يتغير مجرى حياته عند لقائه بسائحة فرنسية، ترى فيه ملامح الفطنة والنبوغ، فتلح على والدته أن تبعثه الى القدس كي يتعلم هناك، وهكذا يحصل. يذهب نمر إلى القدس ثم إلى الأزهر الشريف، ليكون بذلك المتعلم الأول أول في البادية الأردنية. وعند عودته الى الديار يشارك في صراعات قبيلته وقبيلة الزيادنة، ثم سرعان ما يتزعم قبيلته، قبل أن يتنازل عن الزعامة طوعاً لابن عمه حمود بن صالح العدوان. أما قصة حبه مع شابة من بني صخر تدعى وضحى فسرعان ما ستصبح مضرباً للمثل ونموذجاً فريداً في البادية العربية. وكلف"المركز العربي"الكاتب مصطفى صالح كتابة المسلسل، في نسخة جديدة من ثلاثين حلقة. وتأتي هذه النسخة لتقدم الرواية الأصلية من بدايتها، خلافاً لما جاءت عليه النسخة الأولى، كما يقول القائمون على هذا العمل. ويشارك في النسخة الجديدة التي يخرجها الأردني بسام المصري عدد من النجوم العرب والأردنيين الذين لم يكشف عن أسمائهم حتى الآن.