مع بدء الاستعدادات للموسم التلفزيوني الرمضاني المقبل، تعود أسهم المسلسلات الدرامية لترتفع مجدداً بعد الهبوط الذي غالباً ما تواجهه بعد رمضان. إذ بدأ اخيراً السباق التلفزيوني السنوي بين شركات الإنتاج العربية وبين القنوات الفضائية على كسب ود نجوم الشاشة، والحصول على حقوق عرض حصرية للمسلسلات، ليتحول مضمار السباق إلى سوق درامية يسعى من خلالها كل ممثل ومؤسسة إنتاج وفضائية إلى جذب الشريحة الأكبر من المشاهدين. وفي ظل هذا التنافس، أعلن المركز العربي للخدمات السمعية البصرية في الأردن، عن عزمه إنتاج مجموعة من الأعمال الدرامية العربية لرمضان المقبل، موزعة ما بين الاجتماعي والتاريخي والبدوي... منها ما بدأ تصويره، ومنها ما زال ينتظر وفق خطة زمنية وزعها المركز بالتساوي على شهور السنة، لتكون جاهزة للعرض قبيل إطلالة رمضان. وفي تصريح خاص إلى"الحياة"أوضح المنسق الإعلامي في المركز مهند صلاحات أن"المركز عمد هذه السنة، البدء باكراً لتجهيز وإعداد جملة من الأعمال الدرامية التي يفوق عددها خمسة أعمال، طمعاً في إثراء مائدة المشاهد العربي بالتشويق والمتعة". وبرّر هذا الكم من الإنتاج بقوله:"هو استجابة للإنجازات المهمة التي تحققت في المواسم الأخيرة. كما انه محاولة لسد نقص الشاشة العربية سواء من الناحية التاريخية أو في مجال الدراما البدوية". ودعا صلاحات الكتّاب العرب إلى التعاون مع المركز العربي في كتابة القصة الدرامية والسيناريو، خصوصاً"أن المركز أطلق العام الماضي مبادرة أعلن فيها اقتباس أعماله من خلال مجموعة من القصص والروايات العربية". ومن أبرز هذه الأعمال مسلسل بعنوان"الاجتياح"، وهو عمل اجتماعي معاصر، من كتابة الفلسطيني رياض سيف وإخراج التونسي شوقي الماجري. ويتوقع له منتجوه أن يكون أضخم وأجرأ الأعمال التلفزيونية العربية التي تعالج ظاهرة الإرهاب. وتدور أحداثه حول الإرهاب الذي تمارسه الدولة ضد الأفراد والجماعات من خلال التركيز على حصار واجتياح رام الله وجنين. وتشارك في بطولة هذا العمل مجموعة من النجوم منهم: فرح بسيسو، نادرة عمران، صبا مبارك، رامي حنا، وإياد نصار. ثاني هذه الأعمال بعنوان"أبو جعفر المنصور"وهو عبارة عن دراما تاريخية مكونة من ثلاثين حلقة، من إخراج الماجري ايضاً. ويتناول حياة الخليفة العباسي المنصور وفق تسلسل تاريخي يبدأ من ولادة المنصور في قرية الحميمة جنوب الشام، ونشأته بين كبار رجال بني هاشم وضعف الدولة الأموية، إلى صدور الأمر إلى أبي مسلم بالجهر بالدعوة للعباسيين في عهد آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد. ويستعرض العمل انشغال الأمويين بصراعات أنصارهم القدامى في الشام، وانشقاق زعمائهم، مسلطاً الضوء على فتوحات أبي مسلم الخراساني، ونشأة الدولة العباسية، والإطاحة بالأمويين، وتولي المنصور الحكم وما واجهه من ثورة عارمة حمل لواءها عمه عبدالله بن علي الذي رأى أنه أحق بالخلافة من ابن أخيه، فرفض مبايعته. وينتهي العمل بوفاة الخليفة المنصور ووصيته الشهيرة للخليفة المهدي. العمل الثالث هو دراما بدوية بعنوان"نمر بن عدوان"، من تأليف الأردني غازي الذيبة. وتتناول قصته حياة هذا الشاعر بما فيها من حبٍ وألمٍ وفروسية ومواقف خالدة إلى اليوم. تبدأ القصة مع وفاة والد نمر بعد ولادته بأيام، ليرعاه عمه بركات بعد أن يتزوج أمه نوفة. وتسلط الحكاية الضوء على سيدة فرنسية ترى في نمر ملامح الفطنة والنبوغ، فتساعده في ان يصبح أول متعلم في البادية الأردنية يتلقى تعليماً منتظماً في تلك الأيام... مروراً بقصة الحب التي تجمعه بمحبوبته وضحا، وصولاً الى مرضه ووفاته. اما العمل الرابع ففي عنوان"الخالدون"ويرصد في ثلاثين حلقة، سيرة شخصيات بارزة في العالم العربي بأسلوب شيق بعيداً من لغة التلقين والمباشرة. ومن هذه الشخصيات الجاحظ والبيروني وسيف الدولة الحمداني وطارق بن زياد، والملكة زنوبيا.