تعود الدراما البدوية بقوة إلى شاشات رمضان هذا العام عبر عدة أعمال تتزاحم مع بعضها من أجل كسب رضا المشاهد العربي وذلك بعد أن كان ظهورها شحيحاً في السنوات الماضية، فقبل أن يعرض مسلسل (راس غليص) قبل عامين، كانت الدراما والمسلسلات البدوية بعيدة عن البروز لعدة أسباب لعل أهمها تشابهها في الشكل والقصة والمضمون، وهذا ما عزى بالمشاهدين، وكذلك المنتجين، بالعزوف عنها، وأصبحت حتى عامين مضت في طي النسيان، وبالرغم من ذلك فقد غامر المركز العربي للإنتاج الإعلامي بتقديم أربعة مسلسلات بدوية دفعة واحدة لتعرض على الشاشات العربية خلال شهر رمضان الحالي وهي: (عيون عليا) و(عودة أبو تايه) و(سوادي البادية) والجزء الثاني من المسلسل البدوي الناجح (راس غليص). فبعد النجاح الذي حققه (راس غليص) في جزئه الأول، يعود الممثل رشيد عساف مرة أخرى بأداء دور هذه الشخصية الشريرة والعدوانية، وصراعها مع القبائل، وحبه ونزعته للسطوة في إطار درامي مشوق، كتب نص هذا العمل الكاتب مصطفى صالح، وأخرجه شعلان الدباس، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم منهم: شايش النعيمي ولارا الصفدي ومحمد العبادي. ويقدم هذا العمل صورة عن الصراعات في المجتمع البدوي ونزعته للسطوة والانتقام والثأر إلى جانب إبراز طبيعة الحياة في المجتمع البدوي بعاداته وتقاليده وتراثه الثري. * وبعد النجاح الكبير أيضاً الذي حققه مسلسل (نمر بن عدوان) في موسم رمضان الماضي من متابعة جماهيرية كبيرة، يعود النجمان ياسر المصري وصبا مبارك عبر قصة حب أخرى في مسلسل (عيون عليا) الذي كتبه مصطفى صالح وأخرجه حسن أبو شعيرة، في ثلاثين حلقة يعد القائمون على أنها ستحظى بنفس المتابعة التي حققها (نمر بن عدوان) وربما أكثر. ومن المسلسلات المرتقبة المسلسل البدوي التاريخي (عودة أبو تايه)، الذي يفتح صفحة من صفحات التاريخ العربي الحديث ويسلطها على شخصية الزعيم القبلي (عودة أبو تايه) الذي كان له دور هام أثناء الحرب العالمية الأولى ودور وطني في تحرير الأردن من قبضة الإمبراطورية العثمانية، وهذه الشخصية بدورها ليست بجديدة فقد استلهمها المخرج العالمي ديفيد لين في رائعته السينمائية (لورانس العرب) عام 2691وبدور لا ينسى قام به الممثل أنطوني كوين. هذا المسلسل كتبه محمود الزيودي ويخرجه بسام المصري (الذي أخرج نمر بن عدوان) ويلعب بطولته ياسر المصري. أما مسلسل (سوادي البادية) فيأتي بقصة جديدة نوعاً ما ويفتح موضوع القضاء والتحاكم في المجتمع البدوي، ويلقي الضوء في كل حلقة من حلقاته على سرد قصة معينة بكامل أحداثها وحيثيات القضاء والحكم فيها في إطار درامي وتشويقي في ثلاثين حلقة من تأليف مصطفى صالح وإخراج مازن الكايد، وبمشاركة نخبة من النجوم يتقدمهم: رشيد عساف ونبيل المشيني وروحي الصفدي. وسيعرض في شهر رمضان أيضاً ملحمة بدوية بعنوان (صراع على الرمال) من تأليف هاني السعدي، وإخراج حاتم علي، ومن بطولة تيم الحسن وصبا مبارك. وكذلك يقدم النجم جمال سليمان مع المخرج المتميز الليث حجو ملحمة بدوية أخرى بعنوان (فنجان الدم) التي تفتح التاريخ على حياة القبائل البدوية التي عاشت في سوريا ودورها السياسي والاجتماعي أثناء الصراع العثماني والبريطاني. وتدخل قناة أبوظبي سباق المسلسلات البدوية بعرضها لمسلسل "سعدون العواجي" الذي أثار الجدل قبل عرضه لما يحمله من أحداث تاريخية لا يزال تأثيرها مستمراً إلى اليوم وهو من بطولة رشيد عساف ومرح جبر ويوسف الجمل. ومن جهة أخرى، تدخل الدراما الخليجية المنافسة في عالم المسلسلات البدوية، المحتكرة شامياً، وخصوصاً أردنياً، عبر مسلسل كوميدي خفيف بعنوان (عقاب)، وهو جزء ثان، بعد قسط جيد من النجاح لجزئه الأول، العمل من بطولة محمد العجيمي ومحمد العيسى وانتصار الشراح. ويلقي الضوء على حياة أسرة بدوية معاصرة والمشكلات والمفارقات التي تعيشها.