تعود الدراما التلفزيونية البدوية إلى شاشة رمضان هذا العام بعد احتجاب طويل، من خلال مسلسل"رأس غليص"الذي يُنتج حالياً في نسخة جديدة،"من شأنها أن تعيد طرح الدراما التلفزيونية البدوية من بوابة الإنتاج الضخم"، كما يؤكد أصحاب العمل، و"تحررها من أسر التناول السهل وغير المكلف، الذي أدى إلى تراجع بل غياب هذه الدراما عن شاشات الفضائيات العربية". ويعتبر مسلسل"رأس غليص"، العمل البدوي الأشهر عربياً، إذ نال إبان عرضه في السبعينات شهرة ومتابعة واسعتين، على رغم أنه لم يكن العمل البدوي الأول في الأردن، إذ سبقه عملان مهمان هما:"وضحا وابن عجلان"وپ"نمر العدوان"، وهما يستلهمان القصة ذاتها. عملياً، بدأ إنتاج الدراما البدوية ما بين سنة 1975و1977، وجاءت البداية من التلفزيون الأردني، الذي لم يستسغ مسؤولوه التعرض لقصة الشاعر البدوي نمر العدوان مباشرة بالأسماء الصريحة، فكان العمل على مسلسل استلهم مضمونه من القصة التي كتبها العلامة روكس بن زائد العزيزي بخطوطها العامة، وبعد تحوير الأسماء وبعض الأحداث ابصر النور مسلسل"وضحا وابن عجلان"، الذي يعد العمل التأسيسي الأول، لما حققه من نجاح ابان عرضه. وتزامنت فترة ظهور"وضحا وابن عجلان"، مع بداية صعود تلفزيون دبي، ودخوله على الساحة الفنية كمنتج بارز، استقطب مجموعة ليست قليلة من الخبرات العربية، ومن بينهم أردنيون كانوا تبنوا تلفزة قصة نمر العدوان التي ظهرت على التلفزيون الأردني بعنوان"وضحا وابن عجلان". وأمام القناعة بأهمية القصة بتفاصيلها الأصلية، أنتج"تلفزيون دبي"مسلسل"نمر العدوان"عن قصة العلامة العزيزي، ومن سيناريو وحوار خالد حمدي الأيوبي وعبد العزيز هلال، وإخراج صلاح أبو هنود. ولعب البطولة حينها طلحت حمدي وسلمى المصري ومحمود أبو غريب ونبيل المشيني ومحمد العبادي. والقصة ليست القاسم المشترك الوحيد، بين هذين المسلسلين، فالكاتب خالد حمدي الأيوبي الذي وقّع اسمه مع زميله عبد العزيز هلال على جملة الأعمال التأسيسية البدوية، كان أعدّ العملين للتلفزيون. بعد"وضحا وابن عجلان"و"نمر العدوان"برز مسلسل"رأس غليص"عن الموضوع نفسه، وهو اصبح لاحقاً عنواناً للدراما البدوية،"ليكون مثالاً حياً لشكل فني يستلهم الثقافة المحلية، ويفرض نفسه على الشاشة العربية، في محاولة لانتزاع شريحة من الجمهور المستسلم للدراما التلفزيونية المصرية، مستفيداً بالطبع من نجاحات سابقيه"، كما اشار النقاد. وتعود حقوق المسلسل في نسخته الأولى رأس غليص الى جدة الفنان الأردني نبيل المشيني التي روت الحكاية مسجلة بصوتها على شريط كاسيت، وعلى أساسها حصل المشيني على عقد إنتاج تنفيذي للمسلسل من مؤسسة الخليج للأعمال الفنية في دبي. ويروي المشيني كيف توجه حينها إلى دمشق، لاستكتاب الثنائي الذي عرف بكتابة الأعمال البدوية خالد حمدي الأيوبي وعبد العزيز هلال، ويصف اجتماعه بفريق العمل المكون من الكاتبين والمخرجين الأردنيين صلاح أبو هنود الذي حضر الاجتماعات الأولى وميشيل بقيلي بالإجتماع المثمر، إذ شهد كتابة نص هذا العمل المكون من 13 حلقة. وهكذا لم يلبث أن ظهر"رأس غليص"على الشاشة من إخراج علاء الدين كوكش وبطولة عبد الرحمن آل رشي وهناء ثروت وأسامة المشيني ونبيل المشيني ومحمد العبادي، وصُور في دبي. وحفر في سجله أنه أول عمل بدوي يصور في الصحراء، وخارج الاستوديوات المغلقة. بعد ذلك اتى مسلسل"رجم الغريب"عن الموضوع ذاته كعمل تأسيسي رابع، يجمع بين القواسم المشتركة التي التقت في بعض الأعمال السابقة، وصور في دبي ايضاً، عن قصة العلامة العزيزي، وسيناريو وحوار الثنائي خالد حمدي الأيوبي وعبد العزيز هلال. اما الإخراج فحمل توقيع صلاح أبو هنود، الذي لم يكن بعيداً من الأعمال الثلاثة السابقة. وأسندت البطولة في هذا العمل الى حسن أبو شعيرة الذي امتهن الإخراج بعدها وملك سكر وعادل عفانة ووليد بركات وهند الطاهر. اما النسخة الجديدة من"رأس غليص"، فينتجها المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية في 30 حلقة، كتبها مصطفى صالح، وصور عدد كبير من مشاهد العمل في مدينة البتراء، تحت إشراف المخرج الأردني أحمد دعيبس. وتقوم الفنانة السورية مرح جبر بلعب دور البطولة من خلال شخصية"حمدة"، وهي الشخصية التي ارتبطت بالفنانة المصرية هناء ثروت طويلاً. ويشارك في هذا العمل نخبة من النجوم السوريين والأردنيين، مثل رشيد عساف وزهير النوباني ونبيل المشيني ومنذر رياحنة...