لم تستبعد واشنطن، بعد يوم من اعلانها احتمال لقاء وزيرة الخارجية كودوليزا رايس نظيرها الايراني منوشهر متقي، على هامش مؤتمر شرم الشيخ الخاص بالعراق، ان تعقد رايس لقاء مماثلاً مع نظيرها السوري وليد المعلم. وبحث الرئيس جورج بوش خلال اتصال هاتفي مع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، في الأسباب التي دفعت قائمة"التوافق"السنية الى التلويح بالانسحاب من الحكومة. وفيما تستعد الحكومة العراقية لتقديم"خريطة طريق"الى المؤتمر تتضمن مطالبها من الدول المجاورة والتزاماتها لتنفيذ الخريطة، تلقى نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي اتصالاً هاتفياً من الرئيس جورج بوش الذي وعده بدراسة مطالب جبهة"التوافق"السنية التي لوحت بالاستقالة من الحكومة ومقاطعة العملية السياسية. أمنياً قتل أمس 54 عراقياً في تفجيرات وعمليات انتحارية استهدفت احداها موكب عزاء في الخالص، وتظاهر أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر احتجاجاً على عمليات الجيش الأميركي في الكاظمية، واستهدافه"جيش المهدي". في واشنطن لم تستبعد الخارجية حصول لقاء بين رايس والمعلم على هامش مؤتمر شرم الشيخ الذي يبدأ أعماله الخميس المقبل. وقال الناطق باسم الوزارة شون ماكورماك:"كما حصل خلال مؤتمر بغداد، على مستوى الموفدين فإنني لا استبعد أي تفاعل ديبلوماسي في هذا المؤتمر". وأضاف ان هذا لا يعني الإعداد للقاء مسبقاً. و"لا أوحي لكم في هذه المرحلة بأنه سيكون هناك اجتماع. سنرى". وكان المعلم أعلن استعداده للقاء رايس وقال حديث الى قناة"اي ان بي"اللبنانية:"لم يعرب الاميركيون عن هذا الطلب لكن اذا رغبت وزيرة الخارجية بذلك فسنلتقي". وقال بوش ان رايس ستكون"مهذبة لكن حازمة"مع متقي في حال التقته في شرم الشيخ، واضاف"لن تكون فظة معه. ستكون مهذبة ولكن حازمة عندما يتعلق الامر بتذكيره بأن هناك أمورا أفضل يجب توقعها للشعب الايراني". الى ذلك جاء في بيان صادر عن مكتب الهاشمي أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من بوش"تناولا خلاله، بصراحة تامة واقع العملية السياسية المتعثرة وسبل الخروج من المأزق الراهن، بعد أن تواترت الأخبارعن نية جبهة"التوافق"الانسحاب من الحكومة ابراء لذمتها أمام الله وأمام الناس". وكان خلف العليان، أحد قياديي الجبهة رئيس"مجلس الحوار الوطني"دعا الى"الانسحاب الكامل من الحكومة الحالية خلال فترة محددة". وأكد البيان ان بوش وعد الهاشمي"بدراسة الملاحظات التي أشار اليها السيد نائب رئيس الجمهورية بجدية... وجدد دعوته له لزيارة واشنطن". ويأمل مسؤولون عراقيون ان يفتح مؤتمر شرم الشيخ الباب لتسويات سياسية شاملة، فيما تحذر أوساط سياسية من التزامات لن تتمكن الحكومة العراقية من الايفاء بها، وسط تدهورالوضع الأمني وفشل الخطط الأمنية فقد قتل أمس 50 شخصاً بينهم 20 بتفجير انتحاري خلال تشييع في بلدة الخالص شمال بغداد، فيما اعلنت مصادر أمنية مقتل نحو 50 عراقياً، بينهم خمسة في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت مغاوير الشرطة في منطقة اليرموك وقتل ستة مدنيين وأصيب عشرة آخرون بانفجار سيارة صهريج محملة غاز الكلور قرب مطعم غرب الرمادي. وقال علي الاديب، القيادي في حزب"الدعوة"ل"الحياة"ان"رئيس الوزراء نوري المالكي سيحضر مؤتمر شرم الشيخ على رأس وفد كبير ومعه خريطة طريق تتضمن الحصول على دعم دولي لخطة فرض القانون والمسار السياسي"، لافتاً الى ان"العراق يحتاج الى جدولة انسحاب القوات المتعددة الجنسية بالتزامن مع تطوير قدرات الاجهزة الأمنية"، وقال ان"الحكومة تملك اجندة خاصة لهذا الموضوع، لكنها تحتاج الى تعاون القوات الاميركية معها". لكن القيادي في الكتلة الكردية محمود عثمان، حذر حكومة المالكي من خطورة"قطع وعود وتعهدات لا تستطيع الايفاء بها". ورجح القيادي الكردي، ان تكون ايران حصلت على وعود باطلاق ديبلوماسييها الخمسة المعتقلين لدى القوات الاميركية في العراق"ولكن بعد مؤتمر شرم الشيخ". على صعيد آخر التقى وزير الدفاع البريطاني ديس براون الذي زار العراق أمس رئيس الوزراء المالكي الذي أشار الى ضرورة تعزيز التعاون بين القوات البريطانية والقوات العراقية في محافظة البصرة. وأكد أن الحكومة"تتابع باهتمام شديد الوضع الأمني وهناك إجراءات ستتخذها لتثبيت الاستقرار"في المحافظة بعد انسحاب البريطانيين. وعبر براون عن"ارتياحه الى قرار زعماء العشائر في الانبار مواجهة الارهاب". لكن الانباء الواردة من معقل الجماعات المسلحة المختلفة تشيرالى حملة اعتقالات تنفذها القوات الاميركية في مدن الصقلاوية والفلوجة وهيت والرمادي. وقال الشيخ علي الفارس الدليمي الامين العام لمجلس العشائر العربية والعراقية، وأحد كبار شيوخ عشائر الانبار"الاضطرابات التي تشهدها المحافظة قد تنفجر اذا لم تتخذ اجراءات جدية لوقف السياسة الحكومية والاميركية بحق الاهالي"، مشيراً الى ان"عمليات القتل وتشييد الأسوار واطلاق يد الميليشيات في بغداد تدفع الى تقوية الجماعات المتطرفة بدلاً عن محاربتها وتؤسس لمشروع صراع طائفي بعيد المدى".