لم تستبعد وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عقد لقاء مع نظيرها الايراني منوشهر متقي على هامش مؤتمر حول العراق الذي يعقد بعد يومين في شرم الشيخ، لكنها أكدت ان اللقاء، اذا حصل سيقتصر على البحث في الشؤون العراقية، فيما أبلغ رئيس الوزراء العراقي الأمين العام لمجلس الأمن القومي الايراني علي لاريجاني خلال زيارته الى بغداد أمس أن استمرار العنف ستكون له مضاعفات خطيرة على البلدان المجاورة. وكانت الحكومة العراقية تلقت تأكيدات من ايران تفيد بموافقتها على المشاركة في مؤتمري وزراء خارجية الدول المجاورة، والعهد الدولي المزمع عقدهما في شرم الشيخ في3 و4 ايار مايو المقبل، وعلى أثرها استقبل المالكي لاريجاني"للتباحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا المشتركة اضافة الى تفعيل الاتفاقات الأمنية المبرمة بين الجانبين". واكدت الحكومة العراقية في بيان تلقت"الحياة"نسخة منه ان"الجمهورية الاسلامية الايرانية ستحضر مؤتمري شرم الشيخ لدعم العراق". وجاء في البيان ان اتصالاً هاتفياً جرى بين الرئيس احمدي نجاد والمالكي، أعلن خلاله نجاد الموافقة على مشاركة وزير خارجيته. وقال خليل ساداتي المستشار الصحافي للسفارة الايرانية في بغداد ل"الحياة"ان"جانباً من الزيارة سيخصص للتباحث في التحضيرات اللازمة للمشاركة في مؤتمري شرم الشيخ". واكد ان الديبلوماسيين الذين اعتقلتهم القوات الاميركية الشهر الماضي لم يطلقوا وان الجانب العراقي"تعهد متابعة الموضوع مع القوات الاميركية"، مشيراً الى ان"ايران لم تطالب بإطلاق المعتقلين المذكورين شرطاً لمشاركتها في المؤتمر". واكد وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي ل"الحياة"ان الوزارة"لا تعلم ان كانت هناك مبادرات اميركية دفعت ايران الى الموافقة على المشاركة في مؤتمري شرم الشيخ، ولا نربط موضوع المعتقلين الايرانيين مع انعقاد المؤتمر". ونقلت وكالة"أسوشييتد برس"عن الملكي قوله للاريجاني، بعدما شكره على موافقة طهران على حضور مؤتمر شرم الشيخ، ان"العمليات الارهابية في العراق ستكون لها مضاعفات خطيرة على كل الدول التي عليها مساعدتنا لمحاربة هذه الظاهرة". في واشنطن، قالت رايس في تصريح الى شبكة التلفزيون الاميركية"اي بي سي"انها لا تستبعد لقاء متقي. إلا انها اضافت:"لن يكون لقاء بين الولاياتالمتحدةوايران، انه لقاء حول العراق وحول ما يمكن ان يقوم به جيران العراق وكل الاطراف المعنيين للمساعدة في استقرار الوضع فيه". وأوضحت أن ما ينبغي ان تقوم به طهران للمساعدة في إنهاء العنف في العراق"واضح جداً". وحددت الخطوات الآتية:"وقف تدفق السلاح الى المقاتلين الاجانب، ووقف تدفق المرتزقة عبر الحدود، ووقف استخدام عبوات لقتل الجنود الاميركيين، ووقف إثارة مشاكل بين الميليشيات التي تقتل لاحقاً عراقيين أبرياء". وكان الرئيس جورج بوش اقترح الاسبوع الماضي ان تجري رايس محادثات مع نظيرها الايراني، لكنه أوضح ان هذه المحادثات ستنحصر في الموضوع العراقي ولن تتم في معزل عن بنود المؤتمر. وتشارك في المؤتمر خمس دول مجاورة للعراق هي: الاردن والكويت والسعودية وسورية وتركيا اضافة الى البحرين ومصر والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة. واضاف بوش:"أنا سعيد جداً بإرسال ممثلين لنا الى مؤتمر اقليمي لمساعدة الحكومة العراقية في اكتساب صدقية داخل المجتمع الدولي، ولست مستعداً للجلوس في شكل ثنائي مع الايرانيين". الى ذلك، أكد مصدر مقرب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ل"الحياة"إرسال مبعوثين الى دول عربية"لوضع أسس لتحالف سني - شيعي". وقال المصدر"ان الصدر كلّف اوس الخفاجي واحمد الشيباني المقربين، القيام بجولة عربية واقليمية واسلامية لرأب الصدع بين السنة والشيعة". واضاف ان"الجولة ستتم خلال الايام القليلة المقبلة وستشمل اللقاء بعلماء السنة في العالم الاسلامي والشخصيات السياسية الاسلامية في المحيط الاقليمي والعربي لشرح أبعاد المحاولات المشبوهة لإثارة الفتنة بين الطائفتين". على صعيد آخر، علمت"الحياة"مساء امس ان مجلس محافظة البصرة قرر عزل المحافظ محمد مصبح الوائلي، القيادي في حزب"الفضيلة"بعد حملة أمنية وسياسية عاصفة قادها"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"ضده إثر انسحاب حزبه من"الائتلاف"الشيعي الحاكم. وقالت مصادر في البصرة ان قوات بريطانية نقلت الوائلي الى المطار، حيث غادر الى جهة مجهولة.