سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر اسرائيلية تعلن أن الجيش أفشل عملية ل "كتائب القسام" لأسر جندي . جناح "حماس" العسكري ينهي التهدئة مع اسرائيل والحكومة الفلسطينية تؤكد اهتمامها بالحفاظ عليها
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الاسلامية حماس أمس انتهاء التهدئة مع إسرائيل، في وقت حذر الناطق باسم رئاسة الوزراء غازي حمد من انهيار هذه التهدئة التي كانت اعلنت في السادس والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وقال الناطق باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة أن"التهدئة مع الاحتلال في حكم المنتهية منذ فترة سابقة نتيجة تملص الاحتلال منها"، مضيفاً أن"كتائب القسام"جاهزة ومستعدة "لخوض أي مواجهة محتملة مع العدو على رغم الفارق الكبير في موازين القوى". وشدد أبو عبيدة على أنه"سيكون هناك مفاجآت للعدو الصهيوني، وهناك مقاومة شرسة، ومستعدون لأي احتمال لعدوان على قطاع غزة"في إشارة إلى معلومات اسرائيلية مفادها أن قوات الاحتلال تنوي تنفيذ عملية عسكرية واسعة في القطاع. وطالب أبو عبيدة في مقابلة مع موقع"الشبكة الاعلامية الفلسطينية"الالكتروني بأن تكون أي تهدئة جديدة مع الاحتلال"مشروطة من الطرفين"، معتبراً أن الكرة الآن في الملعب الصهيوني في أي تهدئة قادمة لأنه ثبت أن الاحتلال هو الذي يخرق التهدئة دوماً ويتجاوزها"في إشارة إلى استمرار عمليات الاغتيالات والاجتياحات والاعتقالات على رغم التزام شبه تام بالتهدئة من جانب فصائل المقاومة الفلسطينية. وجاء إعلان"أبو عبيدة"بعد ساعات قليلة، على إمطار"كتائب القسام"عدداً من المستوطنات والبلدات الإسرائيلية بوابل من الصواريخ المحلية الصنع وقذائف الهاون رداً على مقتل تسعة فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة اخيراً والتهديد بالقيام بعملية واسعة في القطاع. وقالت"كتائب القسام"في بيانات متتابعة أمس أنها أطلقت 28 صاروخاً محلي الصنع، و61 قذيفة هاون على مستوطنات اسرائيلية، وذلك للمرة الأولى منذ إعلان التهدئة الهشة قبل خمسة أشهر التزمت خلالها"كتائب القسام"عدم إطلاق صواريخ أو تنفيذ عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال خصوصاً في قطاع غزة. من جهتها، أعلنت"سرايا القدس"الذراع العسكرية ل"حركة الجهاد الاسلامي"أمس أنها أطلقت عدداً من الصواريخ المحلية الصنع على مستوطنات ومواقع اسرائيلية متاخمة للقطاع. كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى مجلس شورى - مجموعات الشهيد أيمن جودة أنها أطلقت صاروخاً واحداً على بلدة إسرائيلية داخل الخط الأخضر، فيما قال لواء الشهيد أبو يوسف القوقا أنه أطلق عدداً من الصواريخ على معبر"كيرم شالوم"جنوب شرقي مدينة رفح جنوب القطاع. ونقل موقع صحيفة"هآرتس"العبرية عن مصادر امنية وعسكرية اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي افشل صباح امس"عملية اسر جندي واقتياده الى قطاع غزة خططت حركة حماس لتنفيذها مستغلةً القصف الصاروخي الذي نفذه مقاتلو الحركة". في غضون ذلك، حذرت الحكومة الفلسطينية من"انهيار التهدئة في حال استمرت قوات الاحتلال في عدوانها ضد أبناء شعبنا". وقال الناطق باسمها غازي حمد في تصريح صحافي أمس ان"الحكومة الفلسطينية تؤكد اهتمامها باستمرار التهدئة والحفاظ عليها بما يحقق المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني، ويحمي شعبنا من جرائم الاحتلال وعدوانه". وأكدت الحكومة"ضرورة أن يتوقف الاحتلال عن ممارساته العدوانية والتهديدات الدائمة باجتياح قطاع غزة". وقال حمد أن"الحكومة ستواصل مشاوراتها مع كل القوى والفصائل المعنية بهدف متابعة التطورات الأخيرة لاتخاذ موقف يحافظ على المصالح العليا للشعب الفلسطيني". وكانت الفصائل الفلسطينية حذرت أكثر من مرة من احتمال انهيار التهدئة طالما لم تلتزمها إسرائيل، خصوصاً في الضفة الغربية. وفشل الرئيس محمود عباس والحكومة أخيراً في انتزاع موافقة من فصائل المقاومة على مد التهدئة المعلنة في القطاع إلى الضفة الغربية من دون أن تكون تلك التهدئة متبادلة وشاملة ومتزامنة وتلتزمها اسرائيل كلياً، وهو أمر لم ينجح الرئيس عباس في انتزاع موافقة في شأنه من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت خلال اللقاءات الأربعة الأخيرة التي جمعتهما في ظل التهدئة الهشة. وعبر رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية امس عن أسفه للتصعيد الاسرائيلي مشددا على ضرورة ان يوقف الجيش الاسرائيلي"عدوانه". وقال هنية للصحافيين اثناء قيامه بجولة تفقدية في مقر وزارة الزراعة في غزة:"نحن في الحكومة والقيادة الفلسطينية بذلنا جهودا كبيرة ومضنية مع الفصائل الفلسطينية من اجل تثبيت التهدئة، وكان هناك موقف جماعي فلسطيني ايجابي ولكن للأسف هذا الموقف فوجئ بتوسيع رقعة العدوان وتصعيده". واعتبر هنية ان المشكلة لم تكن فلسطينية لكن"المشكلة اسرائيلية ويجب على الاحتلال الاسرائيلي ان يتوقف عن عدوانه الشامل وكذلك على المجتمع الدولي ان يتحمل المسؤولية تجاه العدوان خصوصاً في ظل التهديدات الاسرائيلية".