أكدت القوات العراقية أمس، مواصلة بناء سور حول منطقة الأعظمية السنية في بغداد، فيما علق الجيش الأميركي على إعلان رئيس الوزراء نوري المالكي معارضته تشييد السور، بالإشارة الى سوء تفاهم بين مستويات القيادة العراقية، بحسب الناطق العسكري الأميركي اللفتنانت - كولونيل كريستوفر غارفر. جاء ذلك في وقت تظاهر مئات من سكان الأعظمية احتجاجاً على بناء هذا السور الذي وصفوه بأنه"جدار صفوي". وقال الناطق باسم خطة"فرض القانون"في بغداد العميد قاسم عطا إن بناء ما سماه"الحاجز الأمني"حول منطقة الاعظمية السنية و"مناطق أخرى سيستمر"، متهماً وسائل الاعلام ب"تضخيم"الأمر. وأوضح عطا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الناطق العسكري الأميركي الأدميرال مارك فوكس:"سنواصل بناء الحواجز الأمنية في الأعظمية ومناطق أخرى"، مشيراً الى أنها"لن تعزل أي طائفة. كما أن تشييدها بدأ في أحياء من بغداد". وأجاب رداً على سؤال عن مطلب رئيس الوزراء نوري المالكي وقف عملية بناء الحاجز الأمني في الأعظمية بأن"رئيس الوزراء، ويجب أن تكون العبارة واضحة، أجاب: لا نقبل بناء سياج أمني بارتفاع 12 متراً حول الاعظمية". يُشار الى أن ارتفاع الكتل الاسمنتية لا يتجاوز خمسة أمتار. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طالب في القاهرة ليل أول من أمس بوقف عملية بناء الجدار الأمني حول منطقة الأعظمية، وقال خلال مؤتمر صحافي مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى:"اعترضت على بناء سور الأعظمية وسيتوقف بناؤه". وتابع عطا أن المالكي"متفق تماماً مع طبيعة عمل الاجهزة الامنية". وقال:"الحقيقة، إن الحاجز الامني في الاعظمية تم تضخيمه من وسائل الاعلام. وتوقعنا ردود فعل من بعض ضعاف النفوس لإثارة زوبعة اعلامية بهدف عرقلة الخطة الأمنية". وكانت القوات الأميركية بدأت منذ العاشر من نيسان ابريل الجاري بإقامة سور بطول 4.5 كلم من كتل الاسمنت المسلح تزن الواحدة منها اكثر من ستة اطنان، حول منطقة الاعظمية. ويقول الجيش الاميركي إن الهدف من السور منع المقاتلين الشيعة من تنفيذ اعتداءات تهدف الى ارغام السنة في المنطقة على الرحيل، وكذلك منع المسلحين السنة من استخدام المنطقة لتنفيذ اعتداءات في الأحياء الشيعية المجاورة. وأضاف عطا:"قررنا انشاء حواجز أمنية موقتة وضعت في طريقة غير ثابتة لتكون قابلة للنقل. وبدأنا بإنشاء هذه الحواجز في مناطق متعددة من بغداد مثل الزعفرانية والبياع جنوب والشعلة والاعظمية شمال والبلديات شرق ومناطق أخرى". وتابع أن"هدفها منع العناصر الارهابية من التنقل في حرية بين المناطق، وهذا الإجراء الأمني جاء بناء على طلبات من المواطنين استناداً الى معطيات الواقع الامني في كل منطقة". وأكد:"لاحظنا تراجعاً كبيراً في العمليات الارهابية بعد انشاء هذه الحواجز". وقال عطا إن"الحواجز الامنية تكون على شاكلة خنادق أو أسلاك شائكة وسواتر ترابية أو كتل اسمنتية. هذه الأمور معمول بها حالياً في جميع أنحاء العالم وتسمى السياج الامني، وهدفها الحفاظ على المواطنين وليس عرقلة حركتهم". وختم موضحاً:"لكننا لاحظنا أن غالبية وسائل الاعلام تطرقت الى الموضوع من جوانب أخرى، وبدأت تصريحات غير دقيقة لغرض منع إقامة مثل هذه الحواجز". من جهته، قال الناطق العسكري الأميركي اللفتنانت - كولونيل كريستوفر غارفر إن"الحكومة العراقية وقوات التحالف متفقتان على ضرورة حماية السكان". وأضاف أن"كيفية القيام بذلك ما تزال خاضعة للنقاش وسنواصل الحوار حول هذه المسألة. وسنستمر في التنسيق مع الحكومة والقادة العراقيين من أجل اتخاذ إجراءات أمنية ملائمة وفاعلة". وفي هذا الاطار، تظاهر مئات من سكان منطقة الاعظمية شمال بغداد احتجاجاً على بناء سور يفصلهم عن ثلاثة أحياء شيعية مجاورة. وأفاد مصور لوكالة"فرانس برس"أن مئات من سكان المنطقة تجمعوا أمام مسجد الامام أبو حنيفة النعمان قبل أن ينطلقوا في اتجاه المقبرة الملكية، ورفعوا لافتات كتب عليها"لا للجدار الصفوي"و"أهالي الاعظمية يرفضون جدار العزل". كما رددوا هتافات بينها"لا للاحتلال الاميركي والاسرائيلي والايراني"و"لا للسجن الكبير".