حض وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس القادة العراقيين على المصالحة الوطنية و "مد اليد الى السنة"، وقال انها "الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الوضع". وطالبهم بتعديل القوانين، خصوصاً تلك المتعلقة باجتثاث البعث وتقاسم الثروة. وأكد مسؤول عراقي موافقة سويسرا على عقد مؤتمر للمصالحة تحضره أطراف النزاع ويكون برعاية دولية. من جهة أخرى، أكد الجيش الأميركي أنه بدأ بناء"سور الأعظمية العظيم"بطول خمسة كيلومترات وارتفاع ثلاثة أمتار ونصف المتر، لحماية هذا الحي السني في بغداد، نافياً أن يكون الهدف منه تكريس تقسيم العاصمة العراقية. والتقى غيتس أمس المسؤولين العراقيين في اليوم الثاني من زيارته الثالثة لبغداد، منذ توليه منصبه العام الماضي. وقال في ختام اجتماعه مع رئيس الوزراء نوري المالكي انه أبلغه ضرورة"مد اليد الى السنة"، مؤكداً ان التعزيزات الاميركية هدفها افساح المجال امام تحقيق تقدم على الصعيد السياسي وليس وقف النزاع فقط. واضاف ان"التزامنا في العراق طويل الأمد لكنه ليس التزاماً يقضي ان يسير شباننا وشاباتنا ضمن دوريات في شوارع العراق الى ما لا نهاية. فهذه التعزيزات هي استراتيجية لشراء الوقت لتحقيق تقدم باتجاه العدالة والمصالحة في العراق". ودافع عن فكرة ارسال التعزيزات ضمن خطة فرض القانون التي انطلقت قبل أكثر من شهرين، قائلاً:"ليس أمراً مفاجئاً ان تكون النتائج غير مؤكدة في هذا المجال". وكان التقى في وقت سابق مجلس الرئاسة العراقي لبحث"أهمية إنجاح"المصالحة الوطنية. وافاد بيان لمجلس الرئاسة ان اللقاء ناقش خطة"فرض القانون"وتطوراتها، ولفت اعضاء المجلس الرئاسي الى وجود مؤشرات كثيرة الى نجاحها، كما استعرضوا العملية السياسية وأهمية دعم المساعي الرامية لإنجاح المصالحة الوطنية. واضاف البيان أن اللقاء"شمل البحث في ابعاد مشروع قانون المساءلة والعدالة الذي من شأنه تعزيز المصالحة والوحدة الوطنية". وتابع البيان أن غيتس أكد"التزام بلاده دعم العراق لتحقيق مستقبل افضل، وبسط الامن والاستقرار". وتعتبر واشنطن إقرار قوانين تتعلق باقتسام الثروة النفطية والتراجع عن الحظر الشامل لتولي أعضاء سابقين في حزب البعث الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل صدام حسين مناصب حكومية أموراً مهمة من أجل المصالحة. واضاف غيتس:"أعرف ان هذا امر صعب لكن من المهم بذل أقصى الجهود من أجل إقرار هذه القوانين بأسرع وقت ممكن، فهذه القوانين لن تغير الأوضاع في البلد بشكل فوري، لكن القدرة على إقرارها تؤكد الرغبة في العمل المشترك للبدء في تسوية المشاكل". ويبدو ان الحكومة تود الذهاب بعيداً عن منطقة الشرق الاوسط لجمع الفرقاء العراقيين في نطاق ما اعتبر فرصة أخيرة لانقاذ الوضع المتردي في البلاد. وأعلن نائب وزير الخارجية لبيد عباوي أن مؤتمراً للوفاق سيعقد في جنيف بحضور ممثلين عن احزاب وشخصيات. ونقلت صحيفة"لا تريبون دي جنيف"السويسرية امس عن عباوي قوله:"إنه وجه رسالة رسمية الى وزيرة الخارجية السويسرية ورئيسة الاتحاد السويسري ميشلين كالمي، طالباً دعم سويسرا الرسمي للمؤتمر". وقال إنه تلقى رداً"ايجابياً". على صعيد آخر تشيد القوات الاميركية سوراً حول حي الأعظمية السني في بغداد وبدأ العمل به في 10 نيسان ابريل الجاري وهو بطول خمسة كيلومترات. وكتب ضابط العلاقات العامة السارجنت مايك بريور في مقال نشره الجيش الاميركي أن"هذا السور هو أحد الاجزاء المركزية في استراتيجية جديدة لقوات التحالف والقوات العراقية لكسر حلقة العنف الطائفي". وقال الناطق العسكري اللفتنانت الكولونيل كريستوفر جارفر"ليس هدف الخطة الامنية تقسيم كل شيء الى مناطق صغيرة تغلق ببوابات". وأفادت صحيفة"وول ستريت جورنال"في وقت سابق أن مشروعاً مماثلاً بدأ حول حي الدورة وهي منطقة سنية أخرى في جنوببغداد. وجاء في مقال بريور ان الأعظمية أصبحت محاصرة وسط"العنف الطائفي والاعمال الانتقامية"، وان العمل سيتواصل في السور الذي يصل ارتفاع جدرانه الى ثلاثة امتار ونصف المتر. ونقل عن الكابتن سكوت ماكليرن قوله ان السور"سيحمي السنة الذين يعيشون في الاعظمية من هجمات المسلحين الشيعة وسيمنع المسلحين السنة أيضا من شن هجمات على مناطق شيعية". وستكون نقاط المرور التي تحرسها الشرطة العراقية هي الطريق الوحيد لدخول الاعظمية والخروج منها فور الانتهاء من بناء السور. ويصف الجنود الاميركيون السور ب"سور الاعظمية العظيم".