بغداد - أ ف ب - مع تحسن الأوضاع الامنية، تعمل السلطات العراقية على رفع الحواجز الاسمنتية من شوارع بغداد، ما يدفع البعض الى طرح امكان الاستفادة منها عبر وضعها على الحدود لمنع التسلل او تشييد نصب تذكاري. ويقول احمد عبيد ابراهيم، احد مجهزي الكتل الاسمنتية: «انعدم الطلب (على الكتل) مع التحسن في الاوضاع الامنية. كنت اجهز آلاف القطع يوميا للجيش الاميركي لوضعها في الشوارع والاحياء». وكان الجيش الأميركي قرر فصلا كاملا بين بعض المناطق في ذروة العنف الطائفي بين 2006 و 2007. واقترح ابراهيم «الاستفادة من الكتل التي تمت ازالتها عبر وضعها على الحدود مع الدول المجاورة منعا للتسلل فهناك امكان لسد الثغرات الحدودية». وتمتد الحدود العراقية على مسافة ثلاثة الاف كيلومتر. وأضاف ان «العمل متوقف في المصانع، واغلق بعضهم معامله»، مشيرا الى انخفاض اسعارالكتلة الواحدة بارتفاع اربعة امتار وعرض متر ونصف المتر، من 1200 دولار الى اقل من 300 دولار في الفترة الاخيرة. إلى ذلك، أكد حكيم عبدالزهرة مدير العلاقات في امانة بغداد دعمه ازالة الحواجز الاسمنتية وقال «هناك اقتراح بجمع الكتل في مكان معين لتشييد نصب تذكاري للحقبة التي مررنا فيها» في اشارة الى اعمال العنف. وأضاف ان «الحواجز والجدران تعيق تنفيذ مشاريعنا (...) لقد قامت بدورها في الفترات السابقة لكن الحاجة انتفت اليها الان». وشدد على ان هذا الاقتراح «ما زال مجرد فكرة»، مشيرا الى امكان الاستفادة من الكتل الاسمنتية في»تحصين المواقع العسكرية بدلا من بناء جدران». وتابع ان قيادة عمليات بغداد «تدرس استخدام الحواجز النباتية التي اقترحها احد المستثمرين الفرنسيين لتكون بديلة عن الحواجز الاسمنتية». من جهته، قال اللواء قاسم عطا، الناطق باسم قيادة عمليات بغداد ان «كل الكتل الاسمنتية في طريقها إلى الزوال». وأضاف: «تلقينا توجيهات من رئيس الوزراء نوري المالكي بإزالتها من شوارع بغداد نهاية عام 2009». يشار الى ان الاتفاق الامني بين بغداد وواشنطن ينص على خروج كل القوات الاميركية من المدن والبلدات والقصبات، أواخر حزيران (يونيو) المقبل على ان تكمل انسحابها اواخر العام 2011. وتابع عطا: «كان هناك 88 شارعا مغلقا، تمت ازالة 75 في المئة منها للتخفيف عن المواطنين». ويتزامن رفع الكتل الاسمنتية من الشوراع مع ركود كبير لدى أصحاب معامل انتاج هذه الكتل التي تكلف مبالغ طائلة. وقال ياسر الموسوي، وهو مقاول: «في آخر الامر، لا بد من رفعها فهذه الظاهرة لم يألفها العراقيون». وأبدى استنكاره لما قاله صاحب مصنع للكتل الاسمنتية في مطار بغداد «فقد كنت بجواره عندما سمعنا دوي انفجار فالتفت نحوي قائلا بسرور سنرجع للعمل مجددا (...) اتمنى زيادة الانفجارات حتى نصنع اكثر». واقترح «اقامة سور حول بغداد بدلا من تقطيع شوارعها من الداخل». وفي كردستان، قال هيرش محمد الطيار: «لم تعد هناك رغبة لصنع هذه الحواجز (...) شركتنا تعمل في مجال الجسور والانفاق والسدود، لكن بدأنا صنع الحواجزالاسمنتية لكثرة الطلب عليها، وعلى رغم انتفاء الحاجة اليها منذ حوالي العام، تلقينا طلبا لتجهيز ثلاثة آلاف قطعة للبصرة». وأضاف: «نحن لا ننتج اكثر مما تحتاجه السوق ولذا، ليس لدينا انتاج فائض». ويرى ابو عبد الله (55 عاما) ان «الحواجز الاسمنتية عديمة الفائدة في الوقت الحاضر، ويجب رفعها». ويوضح الضابط السابق في الجيش ان «الحواجز كانت مفيدة خلال فترة الحرب الطائفية (...) فالحرب حاليا لا علاقة لها بالحواجز انما استخباراتية».